تجميد الأموات : التحديات التقنية والأخلاقية والآمال لإعادة الحياة في المستقبل
منوعات
تجميد الأموات : التحديات التقنية والأخلاقية والآمال لإعادة الحياة في المستقبل
28 كانون الثاني 2024 , 07:10 ص

تشهد التجارب على تجميد الجسم زيادة ملحوظة في الآونة الأخيرة، سواء بالنسبة للبشر أو الحيوانات الأليفة، حيث يتم وضعهم في حالة تجميد في مختبرات التبريد على أمل إعادتهم إلى الحياة مستقبلاً بفضل تقدم العلم. 

يتزايد العمل في معهد Cryonics في ولاية ميشيغان، مما يستدعي الحاجة إلى مركز تخزين جديد لاستيعاب عدد المرضى المتزايد. يتم تخزين المرضى في النيتروجين السائل في مرفق التخزين الموسع، حيث يشمل القائمون على المركز الطهاة والطلاب والسكرتيرات والأساتذة وحتى الحيوانات الأليفة.

نمو الصناعة:

يفتخر المركز بتوفير خدماته للجمهور العام، حيث تبدأ تكلفة الحفاظ على الجسم بالكامل من 28000 دولار، وعادة ما يتم تغطية هذه التكاليف من خلال التأمين على الحياة. تعد تقنية Cryonics ظاهرة عالمية، حيث يشكل الأمريكيون والبريطانيون الجزء الأكبر من المرضى المخزنين في مركز ميشيغان، وفقًا لإحصاءات المعهد. وقد شهد مركز ميشيغان زيادة كبيرة في عدد المرضى المخزنين، حيث ارتفع من حوالي 600 في عام 2006 إلى نحو 1975 في عام 2023. بين المرضى المخزنين، تبرز ريا إيتنغر كأقدم مريضة على قيد الحياة، حيث يعود تاريخ تواجدها إلى عام 1977. ويشترك ابنها روبرت إيتينغر، الذي يعد أحد قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية ومؤسس معهد Cryonics، في نفس المصير، بالإضافة إلى زوجتيه السابقتين والحالية.

العملية العلمية:

تتضمن عملية Cryonics وضع المريض في الثلج فور إعلان وفاتهم طبيًا، ثم نقلهم إلى المنشأة الجديدة لإجراء التروية. تتم هذه العملية عن طريق تدفق سائل خاص يحل محل الدم والماء في جسم المريض، وذلك للحماية من التجمد. يعمل هذا السائل كمادة مضادة للتجمد للحفاظ على استقرار درجاتالحرارة ومنع تلف الأنسجة أثناء عملية التبريد. بعد ذلك، يتم وضع المريض في حقيبة محكمة الإغلاق ووضعه في حاوية معزولة، حيث يتم تخزينه في النيتروجين السائل عند درجة حرارة حوالي -196 درجة مئوية.

التحديات والآمال:

تواجه تقنية تجميد الجسم العديد من التحديات التقنية والأخلاقية. من بين التحديات التقنية، هناك قضية الحفاظ على الهيكل الدقيق للأنسجة والخلايا أثناء عملية التجميد وإعادة التسخين المستقبلية. يجب أن يتم التعامل مع عمليات تجميد وفتح الخلايا بشكل دقيق لتجنب تلفها.

من الناحية الأخلاقية، تثير تقنية تتجميد الجسم العديد من الأسئلة حول المفهوم الأخلاقي للحياة والموت، وما إذا كانت هذه التقنية تعد تدخلاً غير ضروريًا في دورة الحياة الطبيعية. هناك أيضًا تساؤلات حول التكاليف المالية وتوزيع الموارد، حيث يعتبر تجميد الجسم عملية مكلفة وتحتاج إلى موارد كبيرة.

على الرغم من التحديات، يتم رؤية تجميد الجسم كمصدر للآمال المستقبلية. يرون البعض فيها فرصة لإعادة الحياة في المستقبل عندما يتوفر تقدم علمي يسمح بإعادة تحييد الجسم واستعادة وظائفه الحيوية. يعتقد البعض أن التجميد المستقبلي سيكون وسيلة للتغلب على الأمراض القاتلة وشيخوخة الجسم، وقد يمهد الطريق للعيش لفترات أطول أو حتى الخلود.

الخلاصة:

تجميد الجسم هو مجال يثير اهتمامًا متزايدًا ويواجه تحديات كبيرة. ومع ذلك، فإنه يتيح الآمال لإعادة الحياة في المستقبل عندما يصبح التقدم العلمي متاحًا. يجب أن يتم مواجهة التحديات التقنية والأخلاقية والمالية بحذر ونقاش واسع النطاق لتحقيق تقدم حقيقي في هذا المجال.

المصدر: صحيفة ديلي ميل البريطانية