إعداد: بدور الديلمي - اعلامية يمنية
مقدمة
كانت العلاقة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تُضرب بها الأمثال في التفاهم والتحالف السياسي، خاصة خلال سنوات ترمب في البيت الأبيض. لكن الحرب الأخيرة على غزة، وما تبعها من تحولات إقليمية، كشفت عن شرخ كبير بين الرجلين، تحول إلى صدام في التصريحات والمواقف.
---
رهينة بلا تنسيق: بداية القطيعة
في أبريل 2025، فاجأ ترمب الجميع بإعلانه نجاحه في إطلاق سراح الجندي الأمريكي-الإسرائيلي إدن ألكسندر، دون أي تنسيق مع الحكومة الإسرائيلية. وفي خطاب له بفلوريدا قال ترمب:
> "أنقذنا رهينتنا دون الحاجة لموافقة أحد... فعلنا ما لم يستطع نتنياهو فعله طيلة أشهر من الحرب".
رد نتنياهو جاء خلال جلسة للكنيست بعد يومين:
> "عملية تحرير الرهينة كانت ثمرة الضغط العسكري الإسرائيلي... وليس بفضل صفقات مشبوهة مع الإرهابيين"، في إشارة إلى تنسيق ترمب مع وسطاء من قطر ومصر وحماس.
---
الملف الإيراني: خطوط حمراء تتقاطع
الخلافات تصاعدت مع إعلان ترمب نيته العودة للمفاوضات مع إيران إذا فاز بالانتخابات. وفي لقاء صحفي قال:
> "الحرب لا تنهي الطموح النووي، فقط الاتفاقات تفعل... وسنصل لاتفاق جديد أقوى من أي وقت مضى".
نتنياهو، الذي طالما اعتبر إيران "تهديدًا وجوديًا"، رفض هذا التوجه بشكل علني:
> "أي اتفاق مع نظام طهران هو استسلام، ولن نسمح لأحد بتهديد أمن إسرائيل، حتى لو كان أقرب الحلفاء".
---
غزة ورؤية "الريفيرا": نقطة اللاعودة
في فبراير، اقترح ترمب خطة مثيرة للجدل لإعادة إعمار غزة وتحويلها إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، تتضمن إعادة توطين سكانها في مناطق مجاورة. وأعلن في تجمع انتخابي:
> "الحل هو بناء منتجعات، لا صواريخ... سنحوّل غزة إلى مدينة ساحلية مزدهرة".
رغم أن نتنياهو لم يعلن دعمًا مباشرًا للخطة، قال أمام قادة الجيش الإسرائيلي:
> "لدينا رؤية طويلة المدى لغزة... ولكن لن نسمح لأي طرف خارجي بفرض أجندة على الميدان".
---
استبعاد إسرائيل من جولة ترمب: صفعة دبلوماسية
في تطور غير مسبوق، استثنى ترمب إسرائيل من جولته إلى الخليج العربي. محللون وصفوا ذلك بـ"الصفعة"، خصوصًا أن الزيارة ركزت على تنسيق إقليمي لإنهاء الحرب.
تعليق ترمب كان لافتًا:
> "سنزور من يعملون من أجل السلام... لا من يعرقلون كل اتفاق"، في إشارة ضمنية لنتنياهو.
---
خاتمة: تحالف على حافة الانهيار
خلافات ترمب ونتنياهو لم تعد مجرد تباينات تكتيكية، بل تحولت إلى مواجهة مفتوحة. مع تصاعد احتمالات عودة ترمب للرئاسة، ومستقبل نتنياهو المهدد داخليًا، يبدو أن العلاقة التي بدأت كتحالف استثنائي قد تؤول إلى قطيعة سياسية كاملة.
اعداد الاعلامية/ بدور الديلمي -اليمن



