حذر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير من أنه سيعارض أي صفقة مع "حماس" من شأنها إطلاق سراح آلاف الفلسطينيين المحتجزين بتهمة الإرهاب أو إنهاء الحرب قبل هزيمة حماس بالكامل.
وفي مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، قال بن غفير في بني براك، وهي مدينة ذات أغلبية يهودية متطرفة خارج تل أبيب، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "على مفترق طرق، وعليه أن يختار الاتجاه الذي سيذهب إليه".
وحسب "وول ستريت جورنال"، فإن "الولايات المتحدة وحلفاءها الإقليميين يدعمون محادثات لإنهاء الحرب بسرعة من خلال اتفاق تفرج بموجبه "حماس" والجماعات المسلحة الأخرى عن الرهائن المتبقين وتستأنف المفاوضات المستمرة منذ عقود لإقامة دولة فلسطينية".
وأشارت إلى أنه "بدلا من ذلك، فإن نسبة متزايدة من الإسرائيليين، وخاصة في اليمين، تنظر إلى هجوم 7 أكتوبر باعتباره فرصة لرسم مسار جديد لإسرائيل من خلال إعادة توطين القطاع الذي دمرته الحرب.
وطرح بن غفير خطته الخاصة لغزة، والتي من شأنها إعادة ملء القطاع الساحلي المدمر بالمستوطنات الإسرائيلية بينما يتم تقديم حوافز مالية للفلسطينيين كي يغادروا.
وأضاف بن غفير أيضا أنه يعتقد أن إدارة بايدن تعرقل المجهود الحربي الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه يعتقد أن المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب سيمنح إسرائيل يدا أكبر لـ"قمع حماس".
ويرى منتقدو بن غفير أنه محرض خطير مستعد لإثارة صراع أوسع مع الفلسطينيين لتنمية قاعدة دعمه الشخصية.
أبعد من ذلك، يقول بعض المسؤولين الإسرائيليين إن تصريحاته التي تدعو إسرائيل إلى احتلال غزة تجعل من الصعب عليهم عرض قضيتهم في العواصم الأجنبية.
وحسب الصحيفة، فإن نهج بن غفير يكتسب شعبية، حيث أن الأغلبية الصغيرة من اليهود الإسرائيليين، التي كانت لديها فكرة هامشية قبل 7 أكتوبر، أصبحت تؤيد الآن بشكل كامل أو إلى حد ما إنشاء مستوطنات يهودية داخل غزة، وفقا لاستطلاع أجرته جامعة تل أبيب الشهر الماضي.
وكان لدى إسرائيل في السابق مستوطنات في القطاع لكنها اقتلعتها في عام 2005 لتعزيز الانفصال عن الفلسطينيين.
وزعم بن غفير أن خطته تهدف إلى "تشجيع سكان غزة على الهجرة الطوعية إلى أماكن حول العالم من خلال تقديم حوافز نقدية لهم".
ووصف ذلك بأنه "الشيء الإنساني الحقيقي" الذي يجب القيام به، مضيفا أنه يعلم أن الفلسطينيين سيكونون منفتحين على هذه الفكرة من خلال المناقشات مع الفلسطينيين في الضفة الغربية والمواد الاستخباراتية التي تلقاها كوزير، في حين أنه رفض مشاركة ما تقوله تلك المواد.
وأفاد وزير الأمن القومي المتطرف إن عقد مؤتمر عالمي يمكن أن يساعد في العثور على دول مستعدة لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين.
هذا وتشير استطلاعات الرأي والمناقشات العامة واسعة النطاق بين الفلسطينيين إلى أن مثل هذه الخطة ستلقى معارضة ساحقة من سكان غزة، الذين يخشى العديد منهم أن تكون الحرب الإسرائيلية الحالية تهدف في الواقع إلى تهجيرهم بشكل دائم واستبدالهم بمستوطنين يهود.
في غضون ذلك، قال نتنياهو إن إسرائيل لا تسعى إلى احتلال غزة، لكنها ستحتفظ بالسيطرة الأمنية الكاملة على غزة حتى تقتنع بأن المنطقة لن تشكل تهديدا لإسرائيل.
وذكر رئيس الوزراء مؤخرا أن سياساته تتعارض مع فكرة الدولة الفلسطينية، على الرغم من أنه خلال حياته المهنية الطويلة كان غامضا في بعض الأحيان أو أيد الفكرة علنا.
ومع ذلك، هناك دلائل على أن بن غفير يتمتع بنفوذ متزايد في النقاش، وأن نتنياهو يحتاج إليه بشكل متزايد.
هذا وتعرض إيتمار بن غفير لهجوم من زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، وعضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، بعد تصريحاته عن الرئيس الأمريكي جو بايدن.
في حين قال بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب لن توافق على أي اتفاق للإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى "حماس" في قطاع غزة، "بأي ثمن".
وتتواصل المعارك بين الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس" في قطاع غزة لليوم الـ121، في ظل مؤشرات حول التوصل لهدنة جديدة وإطلاق الأسرى والرهائن .