عندما يكون اهتمامك موجهاً بنسبة ١٠٠٪ نحو هدف واحد لدقائق قليلة مثل إنجاز مهمة ما أو إجراء محادثة أو أداء تمرين رياضي أو قراءة كتاب أو مشاهدة فيديو تعليمي تستطيع أن تصل إلى ذروة الحالة من الإنتاجية و الإبداع من " التركيز الفائق “.
العقل أشبه بكلب الصيد العنيد الذي يحب أن يبحث عن التجديد والابتكار ويأبى الجلوس في مكان واحد. و يمكن للشخص تدريب عقله ليبقى في مكان واحد لفترات طويلة عن طريق استعادة الانتباه للهدف مرة بعد أخرى حتى يهدأ و يستقر العقل.
يعتمد المقدار الذي يمكنك به تهدئة عقلك على ثلاثة عوامل :
# مشتتات خارجية
كل شيء موجود في محيطك ترغب في استخدامه هو أشبه بالشخص المزعج في لعبة التركيز الفائق الموجود على حافة الشاشة فتستخدم حبلاً و خطافاً لإزاحة دائرة انتباهك بعيداً عن هدفك.
فمجرد وجود هاتفك أو أيقونات التطبيقات على جهاز الكمبيوتر أو فوضى و أوساخ تشعر بأنك مجبر على تنظيفها سوف تنجذب نحو دائرة انتباهك.
تخلص من أولئك الأشرار و استعد السيطرة على انتباهك عن طريق الخروج من البيئات المغرية و الملهية أو بإزالة قدر ما تستطيع من العناصر المشتتة للانتباه بعيداً عن نظرك أو متناول يدك.
# مشتتات داخلية
حتى و إن ذهبت إلى أقصى الحدود و جعلت غرفتك بيضاء بالكامل فقط بوجود كرسي وطاولة ، لا تزال قد تجد من الصعب عليك التركيز إذا كان لديك الكثير من الحلقات المفتوحة في عقلك.
فإذا كنت قلقاً من نسيان مهمة عليك القيام بها أو شخص عليك التواصل معه أو مشكلة بحاجة لمعالجة سوف لن تكون قادراً على تركيز انتباهك على الهدف تستطيع إيجاد طرق معينة لالتقاط وتقييد قائمة مهامك و احتواء القلق
كما في كتاب "إنجاز المهام " للمؤلف ديفيد ألن و كتاب" كيف تتوقف عن القلق و تعيش حياتك " للمؤلف ديل كارنقي.
# التحفيز الزائد
العامل الأخير الذي قد يستغرق منك وقتاً أطول للتركيز على هدف ما يعتمد على مدى تحفيز عقلك قبل جلسة التركيز الفائق.
فإذا كنت قد انتهيت للتو من التنقل بين وسائل التواصل الاجتماعي أو مجموعة من عناوين الأخبار فإن عقلك سوف يكون مستعداً للابتكار و يمانع التركيز على أي شيء آخر في اللحظة التي يشعر فيها بالملل.
لكي تقلل من حالة المبالغة في التحفيز وتنتقل إلى حالة السيطرة على ذروة الانتباه عليك أداء تمرين ما قبل التركيز الآتي على الأقل لمدة دقيقة واحدة.
وجه كل انتباهك نحو نقطة صغيرة جداً في الجدار أو على شاشة الكمبيوتر أو على جسم ما أو في جسمك وكلما صغر حجم تلك النقطة
كلما كان ذلك أفضل عادة ما يوجه مؤلف الكتاب تركيزه على طرف أنفه. تظهر الأبحاث أن التركيز بالنظر على نقطة ما تبعد أنش واحد (٢,٥٤سم) عن مقدمة الجبهة هي نقطة فعالة لما قبل التركيز فأثناء تركيز انتباهك على شيء صغير الحجم سوف يسرح عقلك
ففي كل مرة يسرح و يشرد فيها أعده إلى تلك النقطة الصغيرة. قد تجد هذه العملية مزعجة و تعتقد أن هذا التمرين هو مضيعة للوقت. لكن إن واصلت التمرين على الأقل لدقيقة واحدة ، سوف تجد لاحقاً أن التركيز على هدفك هو أمر سهل نسبياً.
عندما تتغلب على المشتتات و الملهيات الخارجية والداخلية وتهدئ من العقل المبالغ في التحفيز لكي تحصل على تركيز فائق ، أنظر كم المدة التي تستطيع أن تحافظ فيها على تركيزك ، لكن ليس لأكثر من تسعين دقيقة.
# فواصل من التركيز المبعثر و المشتت
تتذبذب طاقتنا العقلية في موجات مدتها تسعين دقيقة. فبمجرد أن ينتقل الدماغ من نوم حركة العين السريعة إلى النوم العميق كل تسعين دقيقة من أجل الحصول على نوم مثالي في الليل ،
يجب علينا الانتقال من التركيز الفائق إلى " التركيز المشتت و المبعثر " على الأقل كل تسعين دقيقة من أجل الحفاظ على إنتاجية مثالية خلال النهار يسمي المؤلف حالة التركيز المشتت " شرود الذهن الواعي ".
يوجد فرق كبير بين شرود الذهن الواعي و غير الواعي فشرود الذهن غير الواعي يحدث عندما تفكر في الماضي أو في المستقبل لكنك لا تنوي القيام بشيء. مثلاً عندما تتحدث إلى شخص ما و لاحظت أنك لم تسمع أي كلمة مما قاله للتو ذلك لأن عقلك كان يستعيد تذكر خلاف حدث لك في العمل.
فعادة ما تكون الفترات الطويلة من شرود الذهن غير الواعي محبطة و مجهدة. ذلك إذا شردت بذهنك بشكل واع و سمحت لعقلك بأن يتجول بحرية بشكل متعمد و أن يكتشف أفكاراً عشوائية بينما تكون مستلقياً أو جالساً و تشاهد دون حكم مسبق تكون قد قللت من التوتر و أعدت تجديد قدرتك على التركيز.
فهو أشبه بإطلاق كلب الصيد من رباطه و مع تركته يتجول في أنحاء الغابة و بعد عدة دقائق يهدأ الكلب ويكون مستعداً لتلقي أوامرك.
أيضاً يزيد شرود الذهن الواعي من جودة جلسات التركيز الفائق لأن الأفكار الإبداعية التي تولدها بعد جلسة من ١٥ إلى ٣٠ دقيقة من شرود الذهن الواعي تزودك بحلول و استراتيجيات سوف تسرع من تقدمك.
تظهر الأبحاث أن الشكل الأكثر إبداعاً من شرود الذهن الواعي هو الشرود الذهني أثناء القيام بمهام اعتيادية جداً و لا تتطلب درجة عالية من الانتباه مثل طي الغسيل أو الذهاب للمشي أو العمل على إدخال بيانات روتينية.