كيف تقوم بخداع عقلك لتحب القيام بالأشياء الصعبة؟
ثقافة
كيف تقوم بخداع عقلك لتحب القيام بالأشياء الصعبة؟
7 آذار 2024 , 12:49 م

يتطلب إنجاز مهمة صعبة وجديرة بالاهتمام درجة عالية من القوة. يربط الناس القوة بالثقة التامة والقوة الهائلة والشجاعة. لكن القوة الحقيقية ليست من بين هذه الأشياء استكشف المؤلف علم القوة ووجد اختلافات مذهلة بين الحكم والأمثال السائرة عن القوة التقليدية وعلم القوة.

* تقول القوة التقليدية "تصرف بثقة"  

* لكن علم القوة يقول "تقبل الواقع"

عندما بحث الجيش الأمريكي في نتائج دورات التدريب على النجاة وجدوا أن الجنود الذين سايرتهم الشكوك وتوقعوا أن يكون التدريب صعبا قاموا بأداء أفضل من الجنود الذين اعتقدوا أن التدريب سيكون سهلاً للغاية.

وكما قال ذات مرة أحد أصدقاء المؤلف في الجيش من ذوي الحكمة والخبرة " ذرة من الشك تبقيني متيقظاً " صمودك وقوتك أثناء المهمة يحددهما بشكل كبير توقعاتك التي تسبقها.

فلو قللت من شأن التحدي فسوف تشعر بالذعر عندما تجد أن المهمة أكثر تطلباً مما كنت تعتقد السبيل لأن تبقى قوي يكون بافتراض أن لا شيء سيحدث بسرعة وبسلاسة كما تتمنى ، لكن بما يكفي من وقت وجهد تستطيع تحقيق أكثر مما يعتقده معظم الناس أنه مستحيل.

بعبارة أخرى القليل من التشاؤم قصير المدى مع التفاؤل طويل المدى.

* تقول القوة التقليدية "تجاهل الألم وأمضي قدماً"  

*علم القوة يقول "تحمل الألم لكن حافظ على الاتزان"

كل مهمة صعبة وتستحق العناء تجلب معها جرعة كبيرة من الانزعاج.

فعندما يحدث الانزعاج يتم تنشيط اللوزة الدماغية وهي المنطقة الصغيرة من الدماغ وهي ما يسميها العلماء جهاز الإنذار في الجسم. فالأشخاص الذين يعرضون أنفسهم يتعرضون للإرهاق تنشط لديهم اللوزة الدماغية على نحو مفرط ولا يستطيعون تهدئتها.

لكي نتجنب الإرهاق ونتخارج منه يجب علينا معرفة الإنذارات التي بداخلنا ومن ثم إطفائها بسرعة ونتخذ قرارات ذكية. فهي أشبه بتحذير انخفاض الوقود عند قيادة السيارة.

فالإنذار يقدم معلومات مهمة ينبغي علينا التصرف بناء عليها ، لكن إذا كنا نعلم أن لدينا وقوداً كافياً للوصول للمحطة القادمة فنحن لسنا بحاجة لأن يستمر الإنذار بالرنين.

إليك طريقة من ثلاثة أجزاء لإعادة لوزتك الدماغية بشكل موثوق إلى خط البداية وتحافظ على حالة الاتزان ( الهدوء ورباطة الجأش في المواقف العصيبة)

صغر الرؤية وفسر : عندما أشعر بالإحباط أثناء العمل أقوم بتصغير الرؤية وانظر لنفسي من بعيد ثم أفكر " أحمد (مثلاً) يشعر بالإحباط ". فتفسير المواقف العصيبة لأنفسنا بصيغة الغائب طريقة فعالة لتنظيم الانفعال والعواطف.

وفي إحدى الدراسات وجد أن الأطفال الذين أشاروا إلى أنفسهم بصيغة الغائب أثناء العمل في مهمة مملة ومحبطة كانوا أفضل بنسبة ٣٠٪ في تنظيم وضبط انفعالاتهم والاستمرار في القيام بالمهمة.

إعادة التقييم : عندما نؤدي امتحان ما نستطيع تفسير التوتر كإشارة بعدم استعدادنا للامتحان أو يمكننا النظر إليه كإشارة بأهمية الامتحان وستزودنا أجسامنا بطاقة إضافية من أجل التركيز.

فعندما نعيد التقييم نتعرف على الطرق التي يكون فيها الانزعاج مفيداً. وكلما أعدنا التقييم كلما زادت احتمالية تعاملنا مع الانزعاج بطريقة ناجحة (بدلاً من التهرب منه أو تجاهله).

تطمين : المتأملون ذوو الخبرة بارعين جداً في تهدئة أنفسهم بعد تجربة مرهقة ، ذلك لأنهم قضوا الألف الساعات في ملاحظة الأفكار والمشاعر التي تأتي وتذهب ويدركون أن كل شيء مؤقت.

نحن لسنا بحاجة للتأمل للاف الساعات من أجل أن نعلم أن الانزعاج ما هو إلا إحساس عابر يرتفع وينخفض. فلو استخدمنا الانزعاج كتلميح لنقول لأنفسنا " هذا أيضاً سيمضي "نستطيع العودة إلى حالة الاتزان.

* تقول القوة التقليدية "تجاهل احتياجاتك النفسية وقم بعملك فحسب"

* علم القوة يقول "أشبع احتياجاتك النفسية وسوف تعمل بجد أكثر من ذي قبل"


لدى البشر ثلاثة احتياجات نفسية : الاستقلالية والكفاءة والانتماء. فلو استطعت تنمية الشعور بالاستقلالية والكفاءة والانتماء اثناء مهمة صعبة سوف تزيد بشكل ملحوظ من فرصك لإنهاء تلك المهمة.

** اخلق شعوراً من الاستقلالية من خلال الاعتراف بأن لديك دائماً خيار حتى وإن أخبرت بما عليك فعله ، تستطيع أن تختار كيف تعتقد بشأنه أو أن تختار أن لا تفعله وتتقبل العواقب.

** أخلق شعوراً من الكفاءة من خلال الشعور المستمر بأنك تحرز تقدماً. تفكر في العمل الذي أنجزته في الأيام القليلة الماضية من أجل الوصول إلى ما أنت عليه اليوم ثم اجعل تركيزك على شيء واحد صغير تستطيع القيام به لكي تستمر في إحراز تقدم في الخمس ثوان القادمة.

فبالنسبة للعداء الذي يريد بلوغ نصف مسافة سباق الماراثون فإن ذلك يعني التفكر في الأميال التي قطعها وبعد ذلك القيام بالخطوات القليلة التالية بقدر ما يستطيع.

** أخلق شعوراً من الانتماء من خلال تذكر الأشخاص أو الرسالة التي تكافح من أجلها. فالجندي يحافظ على صحته العقلية أثناء . قاسية عندما يقاتل لأجل الجنود الذين بجواره. كما يتعامل المستثمر الفردي مع الانتكاسة بعد الانتكاسة عندما يكون في مهمة لتحسين حياة معركة عملائه.

عندما تلبي احتياجاتنا (النفسية) يسمح لنا بتحقيق أهدافنا (بسبب) أن دافعنا يأتي من الداخل ، لذلك فإن الخوف والضغط لم يعدا يستهلكاننانا يأتي من الداخل ، لذلك فإن الخوف والضغط لم يعدا يستهلكاننا

المصدر: موقع إضاءات الإخباري