سكري الدماغ يكشف عن علاقة وثيقة بين السكري والزهايمر
منوعات
سكري الدماغ يكشف عن علاقة وثيقة بين السكري والزهايمر
26 آذار 2024 , 16:50 م

يعد مرض السكري ومرض ألزهايمر من بين أسرع المخاوف الصحية نموًا في جميع أنحاء العالم. وفي السنوات الأخيرة، تشير الأبحاث إلى وجود ارتباط قوي بين هاتين الحالتين المرضيتين، وهو ما يثير مخاوف كبيرة ويدفعنا للتعمق في فهم هذا الارتباط بشكل أفضل.

أُطلق على هذا الارتباط اسم "مرض السكري من النوع الثالث" أو "سكري الدماغ". ويشير إلى العلاقة الوثيقة بين مرض السكري من النوع الثاني ومرض ألزهايمر، حيث يزيد إصابة الشخص بمرض السكري من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بشكل كبير.

أُجريت دراسة حديثة على الفئران لتسليط الضوء على هذا الارتباط المعقد بين السكري وألزهايمر. وتعتبر هذه الدراسة إضافة هامة إلى المجموعة المتزايدة من الأبحاث التي تستكشف هذا الموضوع. ووفقًا للباحثين، يمكن للتحكم الجيد في مرض السكري أو تجنبه أن يقلل من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بشكل فعال.

صرح قائد الدراسة، ناريندرا كومار، الأستاذ المشارك في جامعة تكساس إيه آند إم في كوليج ستيشن، قائلاً: "نعتقد أن هناك ارتباطًا قويًا بين مرض السكري ومرض ألزهايمر، ومن خلال اتخاذ إجراءات وقائية أو تخفيفية لمرض السكري، يمكننا أن نمنع أو نبطئ من تطور أعراض الخرف في مرض ألزهايمر".

من المعروف أن النظام الغذائي يؤثر على تطور مرض السكري وشدة آثاره الصحية. وقد أظهرت الأبحاث أن النظام الغذائي الغني بالدهون يسبب تأثيرًا سلبيًا، حيث يثبط التعبير عن بروتين معين في الأمعاء يسمى Jak3. وتتسبب هذه الظاهرة في التهابات مستمرة تنتقل من الأمعاء إلى الكبد ثم إلى الدماغ. في النهاية، تظهر على الفئران علامات تشبه أعراض مرض ألزهايمر.

بالإضافة إلى النظام الغ الدراسة أيضًا أن هناك آلية محتملة تفسر الارتباط بين السكري وألزهايمر، وهي تراكم الأملاح الدهنية في الدماغ. يتراكم الجلوكوز المرتفع في الدم بسبب ارتفاع مستويات السكر في الجسم، ويتحول إلى أملاح دهنية تتراكم في الدماغ. هذا التراكم يؤثر على وظائف الدماغ ويسهم في تطور أعراض ألزهايمر.

بالإضافة إلى العوامل البيولوجية، هناك أيضًا عوامل نمط الحياة التي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بكل من السكري وألزهايمر. ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكولسترول في الدم والسمنة وعدم ممارسة النشاط البدني يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بكل من الحالتين.

بناءً على هذه الاكتشافات والأبحاث، تبرز أهمية الوقاية والرعاية الصحية المبكرة لمرضى السكري وأولئك الذين يعانون من عوامل خطر للإصابة بمرض ألزهايمر. من المهم مراقبة مستويات السكر في الدم والحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن، بالإضافة إلى ممارسة النشاط البدني بانتظام. يجب أيضًا إجراء الفحوصات الطبية الدورية والاستشارة بشأن الوقاية من أمراض الشيخوخة والحفاظ على صحة الدماغ.

على الصعيد العام، يجب دعم البحوث والدراسات المستقبلية لفهم العلاقة بين السكري وألزهايمر بشكل أفضل وتوجيه الجهود نحو وضع استراتيجيات وعلاجات فعالة للتعامل مع هذه الحالتين المرضية المترابطة. قد تفتح هذه الاكتشافات الأبواب لتطوير علاجات جديدة تستهدف العوامل المشتركة بين السكري وألزهايمر وتساهم في تقليل أعباء هاتين الأمراض على المجتمع.

في النهاية، يجب أن نكون على دراية بالارتباط المثير للقلق بين مرض السكري ومرض ألزهايمر ونتخذ الخطوات اللازمة للوقاية والرعاية الصحية. من خلال التوعية والتعليم والبحث المستمر، يمكننا تعزيز صحة الدماغ وتحسين جودة حياة الأفراد .

المصدر: موقع إضاءات الإخباري