فصائل المقاومة الفلسطينية تواصل استعداداتها لاجتياح محتمل يقدم عليه الاحتلال لمنطقة رفح، جنوبي قطاع غزة، وعززت من الاتصالات والتنسيق مع محور المقاومة وسط تفاهمات على "عدم السماح بكسر المقاومة في غزة"، بحسب قيادي في حركة حماس.
شرعت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر، بالاستعداد بالاجتياح الوشيك لرفح، جنوبي القطاع المحاصر، بحسب ما نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن قيادي في حركة حماس، اليوم الخميس، وحذّر أن "عملية رفح لن تكون نزهة كما يظن قادة الاحتلال"، مشيرا إلى أن "مقاتلي المقاومة في جميع الفصائل، على أتم الاستعداد لإلحاق خسائر كبيرة بجيش الاحتلال".
وقال القيادي في حماس الذي طلب عدم ذكر اسمه إن "كل المؤشرات الواردة للمقاومة، سواء عبر الوسطاء، أو ميدانيًا، تشير إلى إصرار إسرائيلي على تنفيذ عملية رفح"، وذلك بالتزامن مع التقارير الإسرائيلية التي يتشير باستعدادات جيش الاحتلال لاجتياح رفح رغم التحذيرات الدولية، فيما ينسق وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، تفاصيل العملية، مع الجانب الأميركي، في واشنطن.
وأكد مصدر "العربي الجديد" وجود "تنسيق عالي المستوى" بين مكونات محور المقاومة، وقال إنه جرى التشديد على "عدم السماح بكسر المقاومة في غزة تحت أي ظرف ومهما كلّف ذلك"، خلال "المشاورات الأخيرة بين قيادة حماس ومحور المقاومة". واعتبر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، "يقود المنطقة بالكامل إلى انفجار، في حال حدوثه، لن يستطيع أي طرف السيطرة على تداعياته".
وقال المصدر إن "التسريبات الإسرائيلية في وسائل الإعلام بشأن تعنّت الحركة لإفشال جولة المفاوضات المعنية بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والجارية في العاصمة القطرية الدوحة، تأتي لتسخين الساحات المختلفة خلال شهر رمضان، بحسب المزاعم الإسرائيلية".
وأوضح أن حركة حماس "أبدت مرونة كبيرة خلال المفاوضات الجارية، إلا أنه بدا واضحًا أن الجانب الإسرائيلي متعنّت منذ اللحظة الأولى، وهو ما سبّب أيضًا خلافات داخل المعسكر الإسرائيلي، في ظلّ ميل بعض مكونات هذا المعسكر للتجاوب مع الضغوط الأميركية الرامية لتفويت الفرصة أمام تصعيد إقليمي، عبر وقف القتال في القطاع".
وأضاف أن "قيادة الحركة أبدت استعدادًا لزيادة أعداد المجندات اللواتي من الممكن أن يشملهن الاتفاق، لتصل إلى 10 مجندات بدلاً من 5، وذلك رغم أن الحركة كانت تتمسك في السابق بعدم استكمال أي مراحل أولية من أي اتفاقيات تنص على خروج عسكريين تمّ أسرهم من داخل الوحدات العسكرية أو من داخل الدبابات".
وقال إن "حماس ربطت زيادة أعداد المجندات في المرحلة الأولى من الاتفاق، بموافقة الجانب الإسرائيلي على إطلاق سراح 30 من أصحاب المؤبدات في السجون الإسرائيلية، مقابل كل مجندة، وذلك أيضًا بعدما تنازلت الحركة في وقت سابق عن إطلاق سراح 50 من أصحاب المحكوميات العالية أمام كل مجندة".
وتابع القيادي في حماس أنه "من بين المزاعم التي يروجها الإعلام الإسرائيلي باعتبارها عقبات وضعتها حماس أمام سير المفاوضات وتعطيل الاتفاق، أن الحركة تتمسك بتحديد أسماء أصحاب المؤبدات الذين من المقرر أن يطلق سراحهم خلال الاتفاق"، مشددا على أن الحركة "أبدت مرونة كبيرة في هذا البند أيضًا".
وشدد على أن "ما يمكن القول إن حماس تمسكت به، هو عودة النازحين إلى مناطقهم في الشمال"، وقال إن "الاحتلال لا يزال يراوغ، فهو يقول إنه قد يسمح بعودة نحو 70 ألفًا فقط إلى الشمال، بواقع ألفين من النساء والأطفال يوميًا خلال مدة المرحلة الأولى من الاتفاق"، وأوضح أن "هذا العدد ضئيل للغاية، كما أن الحركة تتمسك بعودة الأسر مكتملة من دون شروط".
وفي إطار الاستعدادات الإسرائيلية لاجتياح رفح، أفادت التقارير بأن جيش الاحتلال أقام مستشى ميداني ثان في قطاع غزة، فيما أمر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بشراء 40 ألف خيمة من الصين إلى غزة سيتم نصبها لنقل اللاجئين إليها في إطار عملية محتملة تبدو وشيكة للاحتلال.
وكانت العديد من الدول بما فيها الولايات المتحدة، طلبت من إسرائيل عدم القيام بأي عمل عسكري في رفح دون ضمان إخلاء آمن لأكثر من مليون مدني فلسطيني. وأكدت الولايات المتحدة مرارا في الأسابيع الأخيرة، أن إسرائيل لم تقدم أي خطة موثوقة بشأن إخلاء المدنيين من رفح.
وأجبرت إسرائيل، التي قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين في حربها المدمرة على قطاع غزة، معظم الفلسطينيين في شمال القطاع ووسطه على النزوح إلى مدينة رفح المتاخمة لمصر، بذريعة أنها "منطقة آمنة"، لكنها عادت واستهدفتها بعدد من الغارات التي راح ضحيتها العشرات.