تسارع الدوامة القطبية الجنوبية: تهديد الانهيارات الجليدية وآثارها الكارثية
علوم و تكنولوجيا
تسارع الدوامة القطبية الجنوبية: تهديد الانهيارات الجليدية وآثارها الكارثية
1 نيسان 2024 , 12:39 م

يحذر الخبراء من تصاعد سرعة الدوامة الهائلة لمياه المحيط قرب القارة القطبية الجنوبية يثير قلقًا بشأن حدوث انهيارات جليدية خطيرة، وذلك نتيجة لتغير المناخ العالمي. تمت دراسة سلوك الدوامة المحيطية القطبية (ACC) خلال ما يقرب من 5.3 مليون سنة، باستخدام عينات رواسب المياه الأكثر برودة على سطح الأرض.

تشير النتائج إلى أن الدوامة المعروفة بالتيار المحيطي القطبي الجنوبي تتباطأ خلال العصور الباردة مثل العصر الجليدي، في حين تتسارع في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري. وهذا يثير مخاوف من تسريع ارتفاع مستوى سطح البحر على مستوى العالم، حيث تؤثر الدوامة على آلاف الأميال المربعة من الرفوف الجليدية في القارة القطبية الجنوبية.

وفي هذا السياق، صرحت العالمة في مجال الجيوكيمياء، جيزيلا وينكلر، من مرصد "لامونت دوهرتي" للأرض في كولومبيا، أن الدراسة الجديدة "تشير ضمنًا إلى أن تراجع أو انهيار الجليد في القطب الجنوبي يرتبط ميكانيكيًا بتدفق التيار المحيطي المعزز".

تعمل الدوامة القطبية الجنوبية على الدوران في اتجاه عقارب الساعة حول القارة القطبية الجنوبية بسرعة تبلغ حوالي 2.5 ميل في الساعة (نحو 4.02 كم)، وتحرك معها حوالي 6 مليارات قدم مكعب من الماء في الثانية.

تشير الأبحاث إلى أن الظروف اللازمة لتكوين الدوامة ظهرت لأول مرة بعد انفصال القارة القطبية الجنوبية عن أستراليا قبل 34 مليون سنة، خلال التحولات التكتونية في عصر الإيوسين. ولكن الدوامة لم تصل إلى موقعها الحالي إلا في الفترة منذ 12 إلى 14 مليون سنة.

مشاركة 40 عالمًا من 12 دولة في الدراسة الجديدة، التي تم إجراؤها على متن سفينة الأبحاث JOIDESsolution، كانت ذات أهمية كبيرة. وقد قامت السفينة بجولة استغرراء بمنطقة الدوامة القطبية الجنوبية لجمع العينات وتحليلها. وقد تم استخدام تقنيات متقدمة لتحديد تغيرات سرعة الدوامة على مر العصور.

تشير النتائج إلى أنه في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري الحالية، يزداد تسارع الدوامة القطبية الجنوبية. وهذا يعني أن الدوامة تعمل على تدفق كميات أكبر من المياه الدافئة نحو القارة القطبية الجنوبية، مما يؤدي إلى ذوبان الجليد بمعدل أسرع.

تعتبر الانهيارات الجليدية المحتملة نتيجة لتسارع الدوامة القطبية الجنوبية أمرًا قلقًا كبيرًا. فالانهيارات الجليدية الضخمة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع حاد في مستوى سطح البحر، مما يهدد المناطق الساحلية حول العالم بحدوث فيضانات وكوارث.

على الرغم من أن الدراسة لا تقدم توقعات محددة بشأن متى يمكن أن تحدث هذه الانهيارات الجليدية، إلا أنها تشير إلى أهمية مواصلة دراسة الدوامة القطبية الجنوبية وتأثيرها على تغير المناخ والبيئة.

بناءً على هذه النتائج، يعمل العلماء والباحثون على توسيع دراساتهم ومراقبتهم المستمرة للدوامة القطبية الجنوبية وتأثيرها على المحيطات والجليد.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري