دور الحصين في تخزين الذاكرة المهمة ونسيان التفاصيل البسيطة
علوم و تكنولوجيا
دور الحصين في تخزين الذاكرة المهمة ونسيان التفاصيل البسيطة
1 نيسان 2024 , 14:31 م

تثير قدرة الإنسان على تذكر بعض الأحداث بوضوح، في حين ينسى الكثير من التفاصيل الأخرى، أحد الألغاز العقلية التي تشغل علماء الأعصاب. ومؤخرًا، قدمت دراسة جديدة بوصلة توجيه قد تساعد في فهم هذا الظاهرة.

أجرى فريق من العلماء في جامعة نيويورك لانغون هيلث ومعهد ميلا كيبيك للذكاء الاصطناعي بحثًا معقدًا لاستكشاف كيفية حفظ الذاكرة للأحداث المهمة ونسيان التفاصيل البسيطة. ركز هؤلاء الباحثون على منطقة معينة في الدماغ تسمى "الحصين"، والتي تلعب دورًا مهمًا في العواطف والتعلم والذاكرة القصيرة والطويلة المدى.

الحصين واستعادة الذاكرة

استخدم العلماء تقنيات متقدمة لمراقبة النشاط العصبي لعدة خلايا في الحصين لدى الفئران أثناء مشاركتها في متاهة للحصول على طعام كمكافأة. لاحظ الباحثون أنه عندما توقفت الفأرة للتمتع بمكافأتها بعد النجاح في اجتياز المتاهة، سجلوا تموجات حادة مميزة في النشاط العصبي داخل الحصين. وتشير هذه التموجات إلى نشاط عصبي متزامن يحدث في الحصين ويمكن أن يكون له علاقة بتكوين الذاكرة الطويلة المدى.

تشير الدراسة أيضًا إلى أن التفكير في الأحداث بعد وقت قصير من حدوثها يمكن أن يعزز تكوين الذاكرة الطويلة المدى، على الرغم من أن الآلية الفعلية لهذه العملية لا تزال غير معروفة. وتم الاشتباه في أن النشاط الكهربائي اللاواعي للدماغ قد يكون له دور في هذه العملية.

تنشيط الخلايا العصبية في الحصين وعلاج ضعف الذاكرة

تشير النتائج المثيرة للاهتمام من هذه الدراسة إلى أن تنشيط الخلايا العصبية في الحصين يلعب دورًا هامًا في تخزين المعلومات الجغرافية في الذاكرة. ويعزز هذا الاكتشاف فهمنا لعملية تكوين الذاكرة وقد يفتح الباب أمام تطبيقات علاجية محتملة للأشخاص الذين يعانوى من ضعف الذاكرة أو اضطراباتها.

ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات. على سبيل المثال، ما هي العوامل الأخرى التي تؤثر على تكوين الذاكرة؟ هل يمكن تعزيز تخزين المعلومات من خلال تنشيط الحصين بشكل مباشر؟ وكيف يمكن تطبيق هذه النتائج في البشر؟

قد تكون الإجابة على هذه الأسئلة طويلة المدى وتحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة. ومع ذلك، فإن هذه الدراسة تمثل خطوة مهمة نحو فهم أساسيات الذاكرة وكيفية عملها في الدماغ. قد تساعدنا الاكتشافات المستقبلية في استكشاف طرق جديدة لتعزيز الذاكرة وتحسين وظائف الدماغ.

في النهاية، فإن قدرتنا على تذكر بعض الأحداث بوضوح ونسيان الأخرى قد تكون نتيجة لتفاعل معقد بين العوامل العصبية والعواطف والتجارب الشخصية. ومع استمرار البحث والتطورات العلمية، قد نتمكن من توضيح هذه العملية بشكل أكبر وتطوير استراتيجيات لتحسين الذاكرة وتعزيزها.

المصدر: ديلي ميل البريطانية