مجرة درب التبانة: الوجه السماوي لآلهة السماء نوت في المصر القديم
منوعات
مجرة درب التبانة: الوجه السماوي لآلهة السماء نوت في المصر القديم
11 نيسان 2024 , 18:00 م

عرف المصريون القدماء بمعتقداتهم الدينية ومعرفتهم الفلكية بالشمس والقمر والكواكب، ولكن حتى الآن، لم يكن واضحًا ما الدور الذي لعبته مجرة درب التبانة في الدين والثقافة المصرية القديمة. 

مجرة درب التبانة وآلهة مصر القديمة

ومؤخرًا، ألقت دراسة جديدة أجراها عالم فيزياء فلكية بجامعة بورتسموث الضوء على العلاقة المحتملة بين مجرة درب التبانة والإلهة المصرية "نوت".

من هي آلهة السماء المصرية ؟ 

"نوت" هي إلهة السماء التي غالبًا ما يتم تصويرها على أنها امرأة مرصعة بالنجوم. وقد كان لها دور رئيسي في الدين المصري القديم، حيث كانت تحمي الأرض من الفيضانات وتتحكم في الدورة الشمسية، حيث تبتلع الشمس عند غروبها وتلدها من جديد عند شروقها.

العلاقة بين مجرة درب التبانة وآلهة السماء القديمة في مصر

تعتمد هذه الدراسة على نصوص ومحاكاة مصرية قديمة لتشير إلى أن مجرة درب التبانة ربما كانت تمثل الإلهة "نوت" في السماء. يقترح الباحثون أن "نوت" قد تكون تجسيدًا لمجرة درب التبانة في الأساطير المصرية القديمة وتصورات السماء.


التشابه بين تصوير "نوت" كامرأة مقوسة وشكل مجرة درب التبانة المنحنية عبر السماء يدعم هذه الفرضية. ووفقًا للدراسة، في الشتاء، يتم تجسيد مجرة درب التبانة على أذرع "نوت" الممدودة، بينما في الصيف، يتم تصوير المجرة في عمود "نوت" الفقري.

قام الدكتور أور غراور، الفيزيائي الفلكي الذي أجرى الدراسة، بدراسة مجموعة واسعة من المصادر القديمة، بما في ذلك نصوص الأهرامات والتوابيت، وقارنها مع محاكاة متقدمة للسماء المصرية القديمة. ووجد أدلة واضحة على أن مجرة درب التبانة كانت ترمز إلى الحضور الإلهي لـ"نوت". كما ربط الدكتور غراور المعتقدات المصرية بمعتقدات الثقافات الأخرى، مشيرًا إلى التشابه في تفسيرات درب التبانة بين ثقافات مختلفة.

يشير الباحث إلى أن دور إلهة السماء "نوت" في انتقال المتوفى إلى العالم الآخر قد يكون له علاقة بمجرة درب التبانة أيضًا. ويرى أن الاهتمام المصري القديم بمجرة درب التبانة قد يكون مرتبطًا برغبتهم في التواصل مع العالم السماوي والأرواح الخارقة.

علاقة المصريين القدماء بالكون والدين

تعتبر هذه الدراسة اكتشافًا مهمًا في فهم علاقة المصريين القدماء بالكون والدين، وتسلط الضوء على الرابط العميق بين العلوم الفلكية والثقافة في مصر القديمة. إنها توفر نظرة جديدة على كيفية تصوير المصريين القدماء المجرة في رموزهم وتعابيرهم الفنية، وتوضح كيف أنهم ربطوا السماء والإلهة "نوت" في تصورهم الديني.

على الرغم من أن هذه الدراسة تقدم نظرية مثيرة ومبتكرة، إلا أنها تحتاج إلى مزيد من البحوث والتحقق لتأكيد صحتها. إن فهم العقائد والأعتقادات القديمة يعتمد على فهم النصوص والتماثيل والرموز بشكل صحيح وشامل.

بصورة عامة، يتيح لنا هذا البحث الجديد النظر في ثقافة ودين المصريين القدماء من منظور مختلف ومثير، ويعزز فهمنا للعلاقة بين الدين والعلوم في الماضي. إنه يذكرنا بأهمية الفهم الشامل للثقافات القديمة وتأثيرها على تطور المجتمعات البشرية على مر العصور.

نشرت الدراسة في مجلة Astronomical History and Heritage.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري