أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الاثنين 6 مايو 2024 ، بأن قرار البدء بإخلاء رفح جنوبي قطاع غزة اتخذ الليلة الماضية في جلسة مجلس الوزراء.
وأردفت الإذاعة أن وزير الأمن يوآف غالانت تحدث أمس مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حول بدء إخلاء رفح.
وصباح اليوم، قال جيش الاحتلال إنه "يشجع" سكان شرق رفح على الإخلاء الفوري والتحرك نحو منطقة "إنسانية موسعة" في المواصي بخان يونس جنوبي قطاع غزة، وذلك تمهيدا لبدء هجومه على المدينة المكتظة بالنازحين.
وكرر جيش الاحتلال قوله بأنه سيواصل ملاحقة حركة حماس في كل مكان بغزة حتى عودة جميع المحتجزين، وفق وصفه.
وفي ذات السياق بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الاثنين 6 مايو 2024 ، أنها بدأت بإخلاء المدنيين من رفح تمهيدا لاجتياح المدينة، أخذت تروّج بعد ذلك أن إخلاء المدنيين جزئي ومحدود في هذه الأثناء، وذلك في ظل مطالب وتحذيرات دولية تطالب إسرائيل بعدم تنفيذ اجتياح كهذا، الذي يهدد بمزيد من المجازر بحق الفلسطينيين، الذين يتجمع أكثر من مليون نازح منهم في رفح.
وبرر المحلل العسكري في موقع "واينت" الإلكتروني، رون بن يشاي، أن عملية إخلاء المدنيين محدود لسببين. الأول هو "ممارسة ضغوط على حماس كي تليّن مواقفها في موضوع المخطوفين، وبعد ذلك التوصل لصفقة (تبادل أسرى) رغم بدء العملية العسكرية". والسبب الثاني هو "التوضيح لإدارة بايدن أن إسرائيل لا تتصرف بتسرع لشن عملية عسكرية في رفح".
في موازاة ذلك، أصدر مكتب وزير الأمن، يوآف غالانت، بيانا حول محادثته الهاتفية مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الليلة الماضية، وأن غالانت أبلغه بأن "حماس ترفض أي مقترح لتحرير مخطوفين وهدنة، ولم يتبق خيارا أمام إسرائيل، وهذا يعني بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح".
وأشار بن يشاي إلى "حقيقة أن حماس لم ترد رسميا حتى الآن على مقترح الصفقة، ولذلك تريد إسرائيل منح فرصة أخرى للوسطاء، وخاصة الأميركيين".
وأضاف بن يشاي أن "القرار بشأن عملية محدودة في رفح، يظهر لإدارة بايدن أن إسرائيل تأخذ مطلب واشنطن بالحسبان، ولذلك تستبق المناورة البرية بإخلاء السكان إلى منطقة كبيرة تم إعدادها مسبقا. والرسالة المركزية للأميركيين هي أن إسرائيل منصتة لهم وتبذل جهدا للعمل بموجب مطالبهم الإنسانية".
وبحسبه، فإن إخلاء سكان من رفح هو "تلميح إسرائيلي باستعداد لوقف القوات، إذا تعهدت حماس بعدم العمل ضدها داخل رفح. ويوضح هذا التلميح عمليا أنه إذا أبدت حماس ليونة وسمحت بصفقة لتحرير مخطوفين، فإنها ستخرج إلى حيز التنفيذ. لكن على الأرجح أن تعرقل حماس خروج المدنيين من رفح".
وتحاول إسرائيل دفع 100 ألف فلسطيني إلى الخروج من رفح، من أصل حوالي 1.3 مليون يتجمعون في المدينة ومنطقتها. وحسب بن يشاي، فإنه في حال رفض السكان مغادرة منطقة رفح، فإنه "يتوقع أن تطلق إسرائيل نيران، وخاصة من الجو، على بيوتهم".
كذلك أشار موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني إلى أن عمليات الجيش الإسرائيلي في رفح "غايتها ممارسة ضغوط على حماس في إطار المفاوضات حول صفقة تحرير مخطوفين، ولا تشمل توغل بري في رفح كلها".
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم، عن مسؤول إسرائيلي طلب عدم كشف هويته، قوله إن إسرائيل وحركة حماس كانتا قريبتان إلى التوصل إلى اتفاق قبل يومين، لكن تصريحات نتنياهو بشأن رفح أجبرت حماس على تشديد مطالبها في محاولة لضمان منع دخول القوات الإسرائيلية إلى رفح.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن حماس تسعى الآن للحصول على مزيد من الضمانات بأن إسرائيل لن تنفذ سوى جزء من الاتفاق ثم تستأنف القتال. وأعرب عن أسفه لأن حماس وإسرائيل قد حولتا اتجاههما نحو ممارسة "لعبة اللوم".
ورفض مسؤولان أميركيان، تحدثا للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتهما، فكرة أن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود، مما يشير إلى أن الأطراف لا تزال تراجع تفاصيل أحدث المقترحات.