على الرغم من أننا نعرف جميعًا المخاطر الصحية للتدخين على الرئتين، إلا أن آثاره السلبية على الأعضاء الحيوية الأخرى مثل الكبد والكليتين لا تُناقَش كثيرًا.
ومع ذلك، فإن الأدلة واضحة - التدخين ضار للكبد والكلى تمامًا مثل ضرره للرئتين.
تهدف هذه المقالة إلى استكشاف التأثير الكبير للتدخين على صحة الكبد والكلى. وتقدم صورة واضحة عن الأبحاث حول كيفية تأثير التدخين على هذه الأعضاء الحيوية، وتفسر ذلك بطريقة مباشرة وسهلة الفهم.
تأثير التدخين على صحة الكبد
الكبد هو مركز التخلص من السموم في الجسم، حيث يعالج كل ما نتناوله، بما في ذلك المواد الضارة مثل النيكوتين والمواد الكيميائية الموجودة في السجائر.
يُدخل التدخين مجموعة من المركبات السامة إلى الجسم والتي يجب على الكبد تصفيتها وتحييدها، ويمكن أن يؤدي عبء العمل الإضافي هذا إلى زيادة الضغط على خلايا الكبد ويساهم في النهاية في الإصابة بأمراض الكبد المختلفة.
تظهر الأبحاث أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بمرض الكبد الدهني، وهي حالة تتراكم فيها الدهون الزائدة في الكبد، وهذا أمر مثير للقلق بشكل خاص لأن الكبد الدهني يمكن أن يؤدي إلى أمراض الكبد الأكثر خطورة، بما في ذلك تليف الكبد وسرطان الكبد.
ووجدت الدراسات التي نشرتها مجلات معروفة مثل المجلة العالمية لأمراض الجهاز الهضمي أن معدل انتشار مرض الكبد الدهني أعلى بكثير لدى المدخنين مقارنة بغير المدخنين.
وبالإضافة إلى ذلك، تم ربط التدخين بتشخيص أسوأ لدى الأشخاص المصابين بأمراض الكبد الكحولية والتهاب الكبد B و C، مما يشير إلى أن التدخين يمكن أن يسرع من تطور تلف الكبد الموجود.
تأثير التدخين على صحة الكلى
كما أن الكلية المسؤولة عن تصفية الدم وإنتاج البول، تتأثر سلباً بالتدخين، وخاصة أن أحد الأدوار الرئيسية للكلية هو إدارة ضغط الدم وتصفية الفضلات من الدم.
يمكن للمواد الكيميائية الموجودة في الدخان أن تلحق الضرر بالأوعية الدموية، مما يؤدي إلى ضيق وتصلب الشرايين التي تزود الدم بالكلى، ومع مرور الوقت، يمكن أن تضعف وظائف الكلى مما يؤدي إلى أمراض الكلى.
العلاقة بين التدخين وأمراض الكلى موثقة جيداً، فوفقاً لبحث نشر في مجلة الجمعية الأمريكية لأمراض الكلى، فإن التدخين هو عامل خطر لتطور مرض الكلى المزمن ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم تلف الكلى لدى مرضى السكري.
المدخنون الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري لديهم خطر أكبر للإصابة بالفشل الكلوي، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التدخين إلى زيادة البروتين في البول، وهو علامة على تلف الكلى، ويزيد من سوء النتائج بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى التي تتطلب غسيل الكلى أو زرع الكلى.
أهمية الإقلاع عن التدخين
يذكر أن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض الكبد والكلى الشديدة، وتبدأ فوائد الإقلاع عن التدخين على الفور تقريباً، مع تحسن ضغط الدم والدورة الدموية في غضون ساعات، مما يقلل بشكل مباشر من الضغط على الكبد والكليتين.
المصدر: النهضة نيوز