تزايد التوترات بين الولايات المتحدة والصين يضر بتقدم العلم على الصعيد العالمي
أخبار وتقارير
تزايد التوترات بين الولايات المتحدة والصين يضر بتقدم العلم على الصعيد العالمي
10 تموز 2024 , 11:01 ص

أظهرت تحليلات حديثة من المكتب الوطني للأبحاث الاقتصادية في الولايات المتحدة (NBER) أن التوترات الجيوسياسية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين تؤثر بشكل ملحوظ على الأبحاث في كلا البلدين وقد تضر بالعلم على صعيد العالم.

تحقيقات وزارة العدل الأمريكية وتأثيرها على العلماء الصينيين

توصل التقرير إلى أن تحقيقات وزارة العدل الأمريكية بشأن العلماء الأمريكيين من أصل صيني في إطار "مبادرة الصين" التي أطلقت خلال إدارة ترامب لمكافحة التجسس المدعوم من الدولة الصينية قد أضرت بإنتاجيتهم.

تأثيرات على طلاب الدراسات العليا الصينيين

وجدت الدراسة أن طلاب الدراسات العليا الصينيين أصبحوا أقل احتمالية بنسبة 16% للالتحاق ببرامج الدكتوراه في الولايات المتحدة بين عامي 2016 و2019، وأولئك الذين فعلوا ذلك كانوا أقل احتمالية بنسبة 4% للبقاء في الولايات المتحدة بعد التخرج، وفي كلتا الحالتين، كان هؤلاء الطلاب أكثر ميلاً للانتقال إلى بلد ناطق بالإنجليزية غير الولايات المتحدة.

تراجع في استخدام العلم الأمريكي في الصين

يوثق تقرير المكتب الوطني للأبحاث الاقتصادية أيضاً انخفاضاً حاداً في استخدام الصين للعلم الأمريكي كما يُقاس بالاقتباسات من الأوراق البحثية، وفي المنشورات الصينية، انخفضت نسبة المراجع التي تستشهد بالأبحاث الأمريكية بنحو 4-6% بعد عام 2016، وبين المقالات المنشورة حديثاً انخفضت نسبة الاقتباسات في المنشورات الصينية من الأبحاث الأمريكية بنسبة 10-12%، وفي المقابل، لم يُلاحظ أي انخفاض في احتمالية العلماء الأمريكيين للاستشهاد بالدراسات الصينية.

تأثير التوترات على إنتاجية العلماء الصينيين

تشير البيانات إلى أن تجنب الصين للعلم الأمريكي لا يبدو أنه يؤثر على إنتاجية الباحثين في الصين، فلم يجد مؤلفو التقرير أي انخفاض ذو دلالة إحصائية في الإنتاج العلمي للعلماء الصينيين الذين كانوا يعتمدون سابقاً على العلم الأمريكي مقارنة بأولئك الذين اعتمدوا بشكل كبير على العلم البريطاني.

تأثير التوترات على العلماء الصينيين في الولايات المتحدة

يخلص التقرير إلى أن ارتفاع المشاعر المعادية للصين في الولايات المتحدة يبدو أنه قلل من إنتاجية العلماء الصينيين في الولايات المتحدة بنسبة 2-6% بعد عام 2016، مقارنة بالباحثين غير الصينيين.

وكتب المؤلفون: "نتائجنا لا تشير إلى وجود 'فائز' واضح، بل تشير إلى أن العزلة المتزايدة والتوترات الجيوسياسية تؤدي إلى تقليل تدفقات المواهب والمعرفة بين الولايات المتحدة والصين، مما يُحتمل أن يكون ضاراً بالعلم الدولي" ويضيفون: "تأثيرات الإنتاجية لا تزال صغيرة ولكن من المرجح أن تتزايد مع تصاعد السياسات القومية والعزلة."

اتفاقية التعاون العلمي والتكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين

يحذر المؤلفون من أن نتائجهم ككل "تشير بقوة" إلى "تأثير سلبي" على العلماء الصينيين في الولايات المتحدة، مما يؤثر على قدرة الولايات المتحدة على جذب والاحتفاظ بالمواهب العلمية والتكنولوجية، وكذلك إنتاجية العلماء الصينيين فيها.

وفي الوقت نفسه، لا تزال اتفاقية التعاون العلمي والتكنولوجي التي استمرت 45 عاماً بين الولايات المتحدة والصين لتسهيل التعاون البحثي بين البلدين معلقة، وكان من المقرر أن تنتهي الاتفاقية التي تتجدد كل خمس سنوات في أواخر شهر آب 2023، ولكن في آذار، مددت إدارة بايدن الاتفاقية مؤقتاً لمدة ستة أشهر لتحديد كيفية المضي قدماً.

المصدر: مكتب NBER