رائحة الطعام المشوي هي إحدى ميزات فصل الصيف، لكن الطريقة التقليدية للطهي قد لا تكون الخيار الأفضل لصحتك، بحسب تحذيرات الخبراء، فعند طهي اللحوم في درجات حرارة عالية أو مباشرة على لهب مفتوح، يمكن أن تتشكل مواد كيميائية ضارة، واثنتان منها على وجه الخصوص - الأمينات الحلقية غير المتجانسة (HCAs) والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs) - تم ربطهما بأمراض خطيرة.
قال الدكتور دارين ديتوايلر، وهو مؤلف ومستشار وأستاذ سياسة الغذاء في كلية الدراسات المهنية بجامعة نورث إيسترن: "يعتبر كل من HCAs وPAHs مواد مسرطنة محتملة، مما يعني أنهما قد يزيدان من خطر الإصابة بالسرطان".
ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أن الشواء العرضي ضار بصحتك، حسبما أضاف الخبراء.
كيف تؤثر HCAs وPAHs على جسمك؟
يتكون المركبان الكيميائيان الضاران المرتبطان بالشواء بشكل طبيعي عندما تُطهى اللحوم العضلية - بما في ذلك لحم البقر والأسماك والدواجن - في درجات حرارة عالية جداً أو على لهب مفتوح.
تزداد تكوين HCAs مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة مدة الطهي، واللحوم المشوية أو المقلية، مثل الدجاج وغيرها، تحتوي على تركيزات عالية من HCAs، على سبيل المثال.
بينما تُخلق HCAs من التفاعلات داخل اللحم نفسه، تتطور PAHs بشكل مختلف قليلاً - عندما تتساقط الدهون والعصائر من اللحم على لهب مفتوح، تُنتج دخاناً يترسب على سطح اللحم، كما يتواجد PAHs أيضاً في دخان السجائر وعوادم السيارات.
وأوضح ديتوايلر: "عند استهلاكها، يمكن أن تُحول هذه المواد الكيميائية في الجسم إلى مركبات يمكن أن تضر بالحمض النووي، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان".
مستويات HCAs وPAHs في الأطعمة المختلفة
توجد أعلى مستويات HCAs وPAHs في اللحوم المشوية، ولكن الأطعمة الأخرى - بما في ذلك الخضروات المشوية والخبز وحتى المارشملو المحمص - يمكن أن تشكل PAHs عند تعرضها للدخان والاحتراق.
وقال ديتوايلر: "الخطر عادة ما يكون أقل بالمقارنة مع اللحم، لكنه لا يزال موجودًا".
من قد يكون أكثر عرضة للخطر؟
لا تزال هناك حاجة لمزيد من البحث لتحديد من قد يكون أكثر عرضة لخطر التأثيرات الصحية من التعرض لـ HCAs وPAHs، ولكن ديتوايلر قال أن العوامل التالية قد تكون مهمة:
الوراثة: قد يكون لبعض الأشخاص اختلافات جينية تؤثر على كيفية معالجة أجسامهم لـ HCAs وPAHs وتطهيرها، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثيرات الضارة.
الحالات الصحية الموجودة: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل أولئك المصابين بالسرطان أو السكري، قد يكونون أكثر عرضة للمخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بهذه المواد الكيميائية.
العمر وعوامل الحياة: كبار السن والأشخاص الذين لديهم عادات غذائية أو أنماط حياة غير صحية قد يكونون أيضاً أكثر عرضة للخطر.