خلايا الدماغ تجهز نفسها أثناء النوم لتخزين ذكريات الغد
منوعات
خلايا الدماغ تجهز نفسها أثناء النوم لتخزين ذكريات الغد
17 آب 2024 , 11:10 ص

أكدت دراسة جديدة أن الحصول على نوم جيد ليلاً ضروري لمساعدة الناس على تكوين ذكريات جديدة.

وأفادت الدراسة التي نشرتها مجلة Science أن الخلايا العصبية التي تسجل الذكريات الجديدة خلال اليوم تقوم بإعادة ضبط نفسها أثناء النوم.

وقالت الباحثة أزهارا أوليفا، الأستاذة المساعدة في علم الأحياء العصبي والسلوك في جامعة كورنيل في إيثاكا، نيويورك: "يمكن أن تسمح هذه الآلية للدماغ بإعادة استخدام نفس الموارد، ونفس الخلايا العصبية، لتعلم الأشياء الجديدة في اليوم التالي".

العملية حول الحُصين

تتمحور هذه العملية حول منطقة في الدماغ تُعرف باسم الحُصين، وهي حيوية لقدرة البشر على إنشاء الذكريات.

عندما يتعلم الشخص شيئاً جديداً أو يمر بتجربة جديدة، يتم تنشيط الخلايا العصبية في الحُصين، مما يخزن تلك الأحداث كذكريات.

وفي وقت لاحق، تقوم نفس الخلايا العصبية بتكرار نفس نمط النشاط أثناء النوم، حيث يتم نقل ذكريات اليوم إلى منطقة أكبر في الدماغ تُعرف بالقشرة.

لكن تساءل الباحثون عن كيفية الطريقة التي تنجح فيها الخلايا العصبية في الحُصين في عدم الامتلاء بالذكريات، مما يمنع القدرة على تعلم الأشياء الجديدة.

آلية إعادة الضبط

قدمت الأقطاب الكهربائية المزروعة في حصين الفئران تفسيراً محتملاً، حيث وجد الباحثون أن تلك الخلايا العصبية التي تسجل ذكريات اليوم تخضع لإعادة ضبط بعد إرسال الذكريات الأخيرة إلى القشرة.

يبدو أن منطقتين في الحُصين، CA1 وCA3، تقومان بإعادة الضبط أثناء النوم تحت توجيه منطقة ثالثة تُعرف بـCA2، وفقاً للباحثين.

وقالت أوليفا في بيان صحفي صادر عن الجامعة: "أدركنا أن هناك حالات أخرى في الحُصين تحدث أثناء النوم، حيث يتم إيقاف كل شيء، وأصبحت مناطق CA1 وCA3، التي كانت نشطة جدًا، هادئة فجأة، إنها عملية إعادة ضبط للذاكرة، ويتم إنشاء هذه الحالة بواسطة المنطقة الوسطى CA2".

الشبكات العصبية المتوازية

اتضح أن الدماغ يحتوي على دوائر عصبية متوازية تنظمها نوعان من الخلايا العصبية، بحسب الباحثين، حيث تتحكم شبكة من الدوائر في الذاكرة، بينما تتيح الأخرى إعادة ضبط الذاكرة.

قد يساهم هذا الفهم الجديد في مساعدة الباحثين على تطوير أدوات لتعزيز الذاكرة عن طريق التلاعب بآليات توحيد الذاكرة.

التطبيقات العلاجية

يمكن أن تفتح هذه النتائج المجال لطرق جديدة لعلاج المشكلات الناتجة عن الذكريات غير المرغوبة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، أو إصلاح اضطرابات الذاكرة مثل مرض الزهايمر.

لكن بشكل عام، تساعد هذه النتائج في تفسير سبب أهمية النوم لصحة الدماغ لدى جميع الحيوانات، وفقاً للباحثين.

المصدر: مجلة Science