الشيطان يعظ ..!!
مقالات
الشيطان يعظ ..!!
محمد سعد عبد اللطيف
21 آب 2024 , 12:39 م


بقلم "محمد سعد عبد اللطيف ،مصر،

المضحك المبكي في زمن الرياء والنفاق والمحسوبية، للآسف الكل ينظر ويتحدث بالأخلاق والمثل العليا والقيم والصدق والكرم والإحسان والعطاء فتشعر أن هذه الصفات تلف الجميع من البشر من رأسهم حتى قدميهم

وكأن هذا الخبث والشر والإجرام والسوء المالئ للكون وللعالم ليست إلا أقنعه مزيفة لا علاقة لها ببني البشر وقد أتى إلى عالمنا من كواكب أخرىمُطلًا على الأرض الآ يعقل ان يكون {ابليس} هو الضحية المظلومة بأيد بشريه وتفكير شرير من هؤلاء الناس ، بعد ان رفعوا عنهم التهمة والصقوها به فنقلوا شيطنتهم الى ابليس والبسوه اياها وادعوا البراءة والآخلاق

وخاصةً واننا نجد في كل يوم ووقت ان هؤلاء البشر يتفننون بطرق شر عديده يبتكرونها ويخططون لها والاعيب الكذب والنفاق والخراب والدمار واساليب ، ثم يلحقونها بالشيطان الذي اصبح الشماعه التي يعلقون عليها وساخاتهم وحقاراتهم واجرامهم الفكري والجسدي، عندما کنت اعیش داخل منظومة الأمور وقضایا المـوروث المجهول المصادر تحت شعار بصمته الـباصمة علی نفسی من غیر بحث ولا تنقیب ولا معرفة،،

کنت اعیش فی راحة الجهالة و ســـطحیة الغباوه مرتاح البال بـدون بحث ولا تحرّ ولا مُلبدٌ بالغيوم

هکذا کنت اسیر علی غیر هدی وراء الـقطیع ارکع مع الـراکعین وأهتف مع الهتيفة،عاش (الملك آحا ) واصطف مع الـمصفوفین الـواقفین کاسنان الـمشط وبعدما اصبحت مغرد خارج السرب بـدا عقلی الـمتحرّك والـممتلئ بزحمة الأفکار والقراءة التي اصبحت تأخذ كل حياتي ،فأصبح الفكر یشقینی ویتعبنی فلا الی هؤلاء ولا الی هؤلاء اعیش فی عالم البرزخ ضائع سابح فی اقطار السموات والأرض لا ادری الی این الـمصیر ،،،اليوم كنا نودع رجل من قريتنا وقفت اتأمل المصير المحتوم .وتذكرت كتاب الدكتور "مصطفي محمود " الشيطان يحكم " أتعجب تمامًا وأندهش من ناس يجمعون و يكنزون و يبنون و يرفعون البناء و ينفقون على أبهة السكن و رفاهية المقام.. و كأنما هو مقام أبدي..ونسوا القبور وأقول لنفسي أنسوا أنهم في مرور..؟.

ألم يذكر أحدهم أنه حمل نعش أبيه

وغَدً يحمل ابنه نعشه إلى حفرة يستوي فيها الكل..غني وفقير وابيض واسود ؟ و هل يحتاج المسافر لأكثر من سرير سفري و هل يحتاج الجوال لأكثر من خيمة متنقلة..؟ولم هذه الأبهة الفارغة و لمن..؟ولمن الترف ونحن عنه راحلون؟.

هل نحن أغبياء إلى هذه الدرجة؟. أم هي غواشي الغرور و الغفلة و الطمع و عمى الشهوات و سعار الرغبات و سباق الأوهام..؟.

وكل ما نفوز به في هذه الدنيا من اوهام، و كل ما نمسك به ينفلت مع الريح ..!

لا شيء غير الكذب يتداوله الناس

سمعت. يومًا بخبر عن وفاة رجل من العائلات الكبيره وكان صاحب منصب رفيع ،تعرفت علية عن قرب ، في مكان ما خارج مصر

اعرفه عن قرب،عملنا مَعًا تحت سقف واحد حتي كنا جيران بالقرب من السكن .، وعندما جلست في السرادق المقام للعزاء ،

سمعت المديح لشخصه وقوة إيمانة واستقامتة ،توقعت انني دخلت عزاء اخر بطريق الخطا ،بدأت اضرب كف علي كف بطريقة عفوية

والكل يكذب و لا ادري ان كان يكذب على نفسه ام انه يكذب على الناس وكان الكل يتحدث عن تواضعه وهو الذي رفض أعلي المناصب،وكان يرفض سكنا القصور والفنادق في اثناء بعثاتة للخارج ذو الخمس نجوم والمعد لاستقباله الا بعد اجراء اصلاحات كبيره في السويت المخصص له والحمام الذي اعيد بناءه من جديد علي نفقة وحساب مصر ،

اتساءل الآن والى الذين تنبؤا له بانه في الفردوس الأعلى والله اعلم اذا كان سيغفر له او سيستقبله في فندق عظيم وحمام مطعم بالذهب والفضه

الا تخجلون من انفسكم وانتم تصفونه بما ليس به،والثناء على بساطته وتواضعه وهو لولا العيب والحياء سيقول انا ربكم الآعلى في العمل الذي كان علي رأسة ،،، محمد سعد عبد اللطيف ،كاتب وباحث

المصدر: موقع إضاءات الإخباري