نضمت الغواصة "USS Idaho" إلى أسطول الغواصات الحيوي، ولكن نمو هذا الأسطول بطيء للغاية.
شهدت البحرية الأمريكية خطوة جديدة نحو تعزيز قوتها تحت الماء الأسبوع الماضي عندما دخلت الغواصة "USS Idaho" المياه لأول مرة، علماً أن غواصة "Idaho" هي أحدث غواصة هجومية من فئة "فرجينيا" تعمل بالطاقة النووية، لتنضم إلى قوة الغواصات التي تعاني من النمو البطيء للغاية، وتأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه البحرية ضغوطاً للاستجابة لتوسع الصين البحري غير المسبوق والحاجة إلى ردع خصوم نوويين رئيسيين، مما دفعها إلى تعزيز أسطولها النووي بالكامل.
االغواصة الجديدة
الغواصة "P.C.U. Idaho" هي الغواصة الهجومية رقم 26 من فئة "فرجينيا" التي تعمل بالطاقة النووية، وقد تم بناء الغواصة من قبل شركتي "إلكتريك بوت" و"نيوبورت نيوز لبناء السفن"، واستغرق بناؤها سبع سنوات حتى اكتمل، وتم تسميتها في آذار 2024 في "غروتون"، كونيتيكت، بعد تأخير بسبب جائحة كوفيد-19 واضطرابات سلاسل التوريد، ووفقاً للتقاليد، يتم تصنيف السفينة مؤقتًا باسم "P.C.U." أو "وحدة ما قبل التكليف"، وتتلقى تسمية "USS." أو "سفينة الولايات المتحدة" عند تكليفها وتسليمها للأسطول.
يبلغ طول الغواصة 377 قدمًا مع عرض 34 قدمًا، وتزن تحت الماء 7,900 طن، أي ثلاثة أضعاف وزن سلفها من فئة "Gato" من الحرب العالمية الثانية، وهي تعمل بمحرك نووي "S9G" (حيث يشير الحرف "G" إلى شركة جنرال إلكتريك) وتستعمل دافعاً مائياً بدلاً من المروحة التقليدية، مما يمكن الغواصة من الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 25 عقدة، وكما هو الحال مع جميع السفن التي تعمل بالطاقة النووية، فإن مداها غير محدود عمليًا، ويقتصر مدى بقائها فقط على الإمدادات الغذائية لطاقمها المكون من 135 فردًا، وتمتلك الغواصة أربع أنابيب طوربيد بقطر 533 ملم، وهو القطر القياسي منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية، مما يمكنها من إطلاق طوربيدات "Mk. 48 ADCAP" الثقيلة وصواريخ "Sub-Harpoon" المضادة للسفن.
قامت البحرية بتحسين غواصات "فرجينيا" بمرور الوقت عبر سلسلة من الكتل أو "بلوكات"، وهو إجراء لتوفير التكاليف مقارنةً ببناء قارب جديد تمامًا، وتعتبر "Idaho" إحدى إصدارات "بلوك IV"، حيث شهد هذا الإصدار تحسينات منها استبدال اثني عشر أنبوب إطلاق رأسي فردي، كان كل منها يحمل صاروخ "توماهوك" واحد، بأنبوبين بقطر 87 بوصة، حيث يمكن لكل منهما حمل ستة صواريخ "توماهوك"، ووفقاً للبحرية، تم تصميم هذه الأنابيب لتبسيط البناء، وتقليل التكاليف، وتوفير مرونة أكبر في الحمولة بفضل حجمها الإضافي.
الاستعداد للحرب
تنضم "Idaho" إلى الأسطول في وقت تستعد فيه قوة الغواصات الأمريكية لتحولات كبيرة، وتعتبر الغواصات من الأصول الرئيسية للأسطول في حالة نشوب حرب محتملة مع الصين، حيث يمكنها عبور المحيط الهادئ بسرعة واتخاذ مواقع في غرب المحيط الهادئ، ويُعتقد أن هناك دائمًا غواصة واحدة على الأقل في بحر الفلبين في جميع الأوقات، أما حاليًا، تتمركز غواصات أسطول المحيط الهادئ الأمريكي في غوام وولاية واشنطن وهاواي، ووفقاً لاتفاقية "AUKUS" الجديدة بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، ستبدأ الغواصات الأمريكية في العمل من أستراليا بحلول عام 2027، مما يقلل بشكل كبير من الوقت اللازم للوصول إلى منطقة "غرب المحيط الهادئ" في حالة الأزمة.
وفي الوقت نفسه، تحاول الولايات المتحدة زيادة أسطول الغواصات لمواجهة البحرية الصينية المتنامية، وعلى الرغم من أن أسطول الصين البحري ينمو بسرعة، إلا أنه لا يمتلك الخبرة العملية في الحرب المضادة للغواصات، كما أن غواصاته أقدم بجيل أو جيلين على الأقل خلف الغواصات الأمريكية، وبفضل قدرة الغواصة على تعقب السفن السطحية وكمائنها، يعتقد المخططون في البحرية أن أسطول أمريكا من الغواصات من فئات "لوس أنجلوس" و"سي وولف" و"فرجينيا" سيؤدي أداءً قويًا في صراع مع الصين، ولكن هناك إجماع على ضرورة توسيع الأسطول بسرعة.