كاتب فلسطيني:
دراسات و أبحاث
كاتب فلسطيني: "إسرائيل" صنيعة مؤتمر "كامبل" وتمارس دوراً وظيفياً يهدف لتجهيلنا وسحق مقدراتنا
28 حزيران 2019 , 10:39 ص

قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني شاكر زلوم "إن بقاء احتلال فلسطين يعني أن الأمية والجهل باقٍ في بلادنا فمهمة تجهيل شعوبنا هي مهمة وظيفية أوكلت للاحتلال الإسرائيلي بموجب مؤتمر دول الاس

قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني شاكر زلوم "إن بقاء احتلال فلسطين يعني أن الأمية والجهل باقٍ في بلادنا فمهمة تجهيل شعوبنا هي مهمة وظيفية أوكلت للاحتلال الإسرائيلي بموجب مؤتمر دول الاستعمار في لندن والمعروف باسم مؤتمر (كامبل بانيرمان) ما بين الأعوام (1905-1907) ليكون العمل جماعياً لا فرديا كما كان قبل المؤتمر".

وأضاف الكاتب زلوم في مقالٍ له بعنوان "في ذكرى احتلال فلسطين نستدعي همم الرجال ولا نبكي على الأطلال" لم تكن دعوة انشاء كيان يهودي في فلسطين تحقيقاً لنبوءة توراتية بل لغايات استعمارية فمعظم المنادين لإقامة كيان يهودي في فلسطين هم من الملحدين اليهود ومن المستعمرين من غير اليهود, كيف لمن لا يؤمنون بالله ولا بتوراته تحقيق نبوئات توراتية؟! واقع الحال أن مصالحهم التقت على إنشاء الكيان (اسرائيل), أما ما هو جوهر مصالحهم حسب خلاصة مؤتمر كامبل بانيرمان وحسب ما تحقق على أرض الواقع وأكده الواقع العربي والإسلامي القائم فهو كما ورد بوثائق المؤتمر, مقدمته تبين هواجس المؤتمرين وهم بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، البرتغال، بلجيكا وهولندا، لقد استعان المؤتمرون بكبار علماء من مختلف التخصصات, منهم من اختص بالتاريخ و بعلوم الاجتماع والاقتصاد والزراعة والجغرافيا والبترول.

وتابع: استعرض المؤتمرون الأخطار التي يمكن ان تنطلق من تلك المستعمرات، فاستبعدوا قيام مثل تلك الأخطار في كل من الهند والشرق الأقصى وأفريقيا والمحيط الأطلسي والمحيط الهادي، نظراً لانشغال تلك المجتمعات بالمشاكل الدينية والعنصرية والطائفية، و لبُعدها عن العالم (المتمدّن) ,لم يعطِ المؤتمر الأهمية لتلك الدول بينما اعتبر المؤتمرون أن مصدر الخطر الحقيقي على الدول الاستعمارية يكمن في المناطق العربية من الدولة العثمانية، لا سيما بعد ان أظهرت شعوبها يقظة سياسية ووعياً قومياً ضد التدخل الأجنبي والهجرة اليهودية. كما ان خطورة الشعب العربي تأتي من عوامل عدّة يملكها والتي تتمثل في وحدة تاريخه و لغته وثقافته وكما الأهداف والآمال والطموحات التي تجمعه, وللحد من هذه الأخطار على مصالح المستعمرين ولضمان نهبهم لموارد بلادنا قرروا إنشاء كيان دخيل في فلسطين عرف فيما بعد باسم (اسرائيل) .اي أن هدف إنشاء الكيان الوظيفي في فلسطين هو ضمان استمرار نهب شعوبنا العربية والاسلامية كلها لا الفلسطينيين وحدهم.

 وأشار الباحث السياسي إلى أنَّ سبب "ان سبب استهداف فلسطين دون غيرها لكونها خاصرة العرب و لموقعها الجيواسراتيجي, ورد  بتمهيد مؤتمر كامبل ما نصه: "إن البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي لدولهم لأنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب والممر الطبيعي إلى القارتين الآسيوية والأفريقية وملتقى طرق العالم، وأيضا لكونها مهد الأديان والحضارات". والإشكالية في هذا الشريان هو "أنه يعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص شعب واحد تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللسان".

وذكر أن المؤتمرون قرروا أنه لا بد من حرمان الشعوب العربية والإسلامية من العلوم والمعرفة كما ورد نصاً بقرارات المؤتمر عن ضرورة إبقاء شعوب منطقتنا مفككة, جاهلة و متأخرة، وبناءً على ذلك قاموا بتقسيم دول العالم بالنسبة إليهم إلى ثلاث فئات وهي :

·الفئة الأولى: ( دول الحضارة الغربية المسيحية (دول أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا) والواجب تجاه هذه الدول هو دعمها ماديا وتقنيا لتصل إلى مستوى تلك الدول

·الفئة الثانية: دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية المسيحية ولكن لا يوجد تصادم حضاري معها ولا تشكل تهديدا عليها (كدول أمريكا الجنوبية واليابان وكوريا وغيرها) والواجب تجاه هذه الدول هو احتواؤها وإمكانية دعمها بالقدر الذي لا يشكل تهديدا عليها وعلى تفوقها.

·الفئة الثالثة: دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية المسيحية ويوجد تصادم حضاري معها وتشكل تهديدا لتفوقها (وهي بالتحديد الدول العربية بشكل خاص والإسلامية بشكل عام) والواجب تجاه تلك الدول هو حرمانها من الدعم ومن اكتساب العلوم والمعارف التقنية وعدم دعمها في هذا المجال ومحاربة أي اتجاه من هذه الدول لامتلاك العلوم التقنية. ومن هنا يمكننا تقدير اسباب رعب الغرب وجنونه من التطور العلمي في ايران واستهداف علماءه,ومن هنا أيضاً يمكننا تفسيرما حصل من استهداف لمراكز الأبحاث في مناطق عدة في سوريا وكما اغتيال علماءها, وكما تفسير سبب تدمير مفاعل تموز في العراق واغتيال علماءه، كما يمكننا ايضاً تفسير عمليات اغتيال العلماء المصريين في الستينات. أذكركم ان أولى المهمات التي مارسها الاحتلال الصهيوأمريكي للعراق كانت عمليات القتل الجماعي لعلماءه على يد مخابرات أمريكا و الموساد.

وذكر أن احتلال فلسطين اتى في سياق تننفيذ مقررات مؤتمر كامبل بانيرمان بمحاربة اي تقدم وتطور علمي في بلادنا دون استثناء وأن المستهدفين هم العرب والمسلمين لا الفلسطينيين وحدهم.

وبين "بعض القيادات الفلسطينية ارتكبت جريمة كبرة عندما اختزلت القضية الفلسطينية وتحويلها من قضية عربية, اسلامية, أممية وانسانية لقضية فلسطينية بأفق ضيق, ومن هنا نستطيع أن نقدر سبب الغياب النسبي للقضية عن الوجدان العربي والإسلامي, إن قضية تحرير فلسطين ليست منوطة ببعض التنظيمات الفلسطينية بل بمجل حركات التحرر في الوطن العربي والعالم وبمحور قوى المقاومة".

وتابع: بالرغم من أن دوام احتلال فلسطين احتاج لحروب عدة بالأصالة والوكالة في العراق وسوريا ولبنان, إلآ أن محور القوى المناهضة للاستعمار في بلادنا تعافى وأنه حقق ويحقق كل يوم الانتصارات وما نسمعه بهذه الأيام عن الحشود وتحريك الأساطيل الأطلسية على إيران وسوريا يأتي في سياق المحافظة على ديمومة احتلال فلسطين لكون مشروع احتلال فلسطين هو الضمانة الوحيدة لقوى الاستعمار لضمان نهبها ولتأمين فائض رفاهيها.

واختتم مقاله كاتباً "إن كلف التخلص من الكيان مهما بلغت وكبرت هي أقل بكثير من كلف بقاءه فبزواله ستزول كل تبعات وجودة وستزول كل النظم الوظيفية التي تتخندق بالخندق الصهيوني فالعلاقة بين كيانات سايكس بيكو جدلية ولا انفكاك لها إلا بتفكيك الكيان الغاصب لفلسطين".

 

المصدر: النهضة نيوز