أظهرت دراسة تم تقديمها في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز التنفسي (ERS) في فيينا أن ChatGPT قد تفوق على الأطباء المتدربين في تقييم الحالات المعقدة لأمراض الجهاز التنفسي، مثل التليف الكيسي والربو والالتهابات الصدرية، كما أظهرت الدراسة أن روبوت المحادثة "Bard" التابع لجوجل قدم أداءً أفضل من المتدربين في بعض الجوانب، بينما كان أداء "Bing" من مايكروسوفت مماثلاً لأداء الأطباء المتدربين.
الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية
تشير النتائج إلى أن النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) مثل ChatGPT يمكن أن تستخدم لدعم الأطباء المتدربين، الممرضات، وأطباء الرعاية الأولية في تسريع عملية تقييم المرضى وتخفيف الضغط على الخدمات الصحية.
قدم الدراسة الدكتور مانجيث نارايانان، استشاري أمراض الرئة للأطفال في مستشفى رويال للأطفال والشباب في إدنبرة، الذي أكد أن هذه النماذج تمتلك القدرة على فهم اللغة الطبيعية وتقديم حلول مناسبة للحالات المعقدة، وأوضح أن الهدف من الدراسة كان تقييم مدى فعالية النماذج اللغوية الكبيرة في دعم الأطباء في الممارسات السريرية اليومية.
المقارنة بين الأطباء المتدربين وChatGPT
اختبرت الدراسة عشرة أطباء متدربين لديهم أقل من أربعة أشهر من الخبرة السريرية في طب الأطفال، تم منحهم ساعة واحدة لاستخدام الإنترنت لحل سيناريوهات سريرية معقدة تتعلق بأمراض الجهاز التنفسي للأطفال. هذه السيناريوهات تم تطويرها من قبل ستة خبراء في المجال الطبي وشملت حالات مثل التليف الكيسي والربو واضطرابات التنفس.
كما تم تقديم نفس السيناريوهات لثلاثة روبوتات محادثة: ChatGPT وBard وBing. تم تقييم الحلول من قبل خبراء في طب الجهاز التنفسي بناءً على الدقة والشمولية والاتساق. وأظهرت النتائج أن ChatGPT حصل على متوسط درجات 7 من 9، بينما حصل Bard على 6 من 9، وBing حصل على 4 من 9، وهو نفس متوسط درجات الأطباء المتدربين.
استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية
يشير الباحثون إلى أن هذه الدراسة تمثل خطوة هامة نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في دعم الرعاية الصحية اليومية، حيث يمكن أن يساعد في تسريع عملية تقييم المرضى وتحسين دقة التشخيص، وعلى الرغم من عدم وجود حالات "هلوسة معلوماتية" في هذه الدراسة، أكد الباحثون على ضرورة توخي الحذر عند استخدام النماذج اللغوية الكبيرة في الطب.