كشفت دراسة حديثة أن نقص النوم لدى الأطفال يؤثر بشكل كبير على تطور مناطق مهمة في الدماغ مثل اللوزة الدماغية، التي تلعب دوراً رئيسياً في معالجة العواطف والسيطرة على المشاعر السلبية، والأطفال في الأسر ذات الموارد الاقتصادية المحدودة هم الأكثر عرضة لهذه التأثيرات الضارة.

الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة نيويورك، شملت 94 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 5 و9 سنوات من خلفيات اقتصادية متنوعة، وقد وجد الباحثون أن الأطفال من الأسر الفقيرة ينامون لفترات أقصر ويذهبون إلى الفراش في وقت متأخر مقارنة بالأطفال من أسر ذات موارد اقتصادية أعلى.

تأثير النوم على اللوزة الدماغية

أظهرت النتائج أن نقص النوم والتأخر في وقت النوم يرتبطان بتقليص حجم اللوزة الدماغية وضعف الاتصال بين اللوزة ومناطق أخرى في الدماغ المسؤولة عن معالجة العواطف، وهذا التأثير يُلاحظ حتى في الأطفال الذين لم يتجاوزوا الخامسة من العمر.

أهمية النوم الصحي

يتضح من هذه الدراسة أن كمية النوم وتوقيته لهما دور كبير في التأثير على كيفية عمل مناطق الدماغ المرتبطة بالتعامل مع الضغوط والسيطرة على المشاعر، بالإضافة إلى ذلك، نقص النوم يزيد من مخاطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية ويؤثر سلبا على الأداء الأكاديمي للأطفال.

خلال مرحلة الطفولة، يتطور الدماغ بشكل سريع، مما يجعل التجارب السلبية في هذه المرحلة تؤثر على وظائف الدماغ مدى الحياة، وأشارت الدراسة إلى أن توفير موارد اقتصادية كافية للأسر قد يساهم في تحسين صحة النوم وتطور دماغ الأطفال بشكل صحي.

العوامل المرتبطة بنقص النوم

تشير الدراسة إلى أن البيئات ذات الموارد الاقتصادية المنخفضة قد تجعل من الصعب على الأطفال الحصول على نوم جيد، ومن بين هذه العوامل: عدم القدرة على توفير سرير مريح، الازدحام في المنازل، الضوضاء البيئية، والضوء الزائد والحرارة.

توصيات مستقبلية لتحسين عادات النوم

تشير الدراسة إلى ضرورة البدء في تحسين عادات النوم في وقت مبكر من الطفولة، بالإضافة إلى دعم الأسر ذات الموارد المحدودة، بهدف تحسين صحة النوم وتطور الدماغ والعافية العاطفية للأطفال.