كتب الدّكتور علي حجازي:
ثقافة
كتب الدّكتور علي حجازي: "رسالة اعتذار,, قصّة قصيرة"
21 أيلول 2024 , 09:50 ص
كتب الدّكتور علي حجازي: " رسالة اعتذار" " قصّة قصيرة"

    راح يحدِّق إلى تلك الشاشة التي نشرت في مقدمة لقائها الصباحي مذكِّرةً:

" اليوم هو يوم الطفولة العالمي "
   ندّت عيناه دموعًا وأشاح عنها إلى شاشة ثانيةتبثُّ، على الهواء مباشرةً، صور المجازر التي تفتك بالأطفال وأمهاتهم وآبائهم والأجداد، وشرع يصرخ بصوت عالٍ بصوت يصيح  :
"إنّه يوم العار العالمي يا دعاة الإنسانيّة والديموقراطيّة". 
هل هذا الإعلان هو أقصى ما تقوم به جمعيات حقوق الطفل، وحقوق الإنسان والرفق بالطير والحيوان؟!!
لماذا يتخاذل القانون والمجتمع الدوليّين عن منع جرائم هذا الاحتلال الصهيوني الغادر، ويعجز عن إجباره على اتِّخاذ قرار بوقف إطلاق النار؟!

   أغمض عينيه قليلًا، وراح يستعيدالتوصية بالتشدّد في تدريس مادة حقوق الإنسان، في كلِّ اجتماعٍ من تلك الاجتماعات العديدة التي عقدها في مبنى العمادة التي يتولّى رئاستها،ثمَّ أسرع ينشرعلى صفحته:
   " رسالة اعتذار"
   
" أعتذر من طلّابي في الجامعة اللبنانيّة، لأنَّني كنت متشدِّدًا في تدريس مقرَّرات القانون الدوليّ ،ألقانون الدَّولي الإنسانيّ، ومنظَّمة الأمم المتَّحدة، فبعد الجرائم الصهيونيّة المرتكبة في غزَّة، لم يعد هناك حاجة لتدريس هذه المقرّرات. 
حقُّ القوَّةِ سيّدُ العالم.

  أعزائي أساتذة القانون ،وطلَّاب القانون أفيدكم ما يأتي:
   إنّ حقوق الإنسان تعني حقوق الإنسان الغربي والصهيوني.
القانون الدولي كذبةٌ كبيرة. 
الأمم المتَّحدة شاهد زور. 
القوةُ وحدَها هي كلمة الفصل في إثبات الحقّ القومي أو إنكاره، وما أُخِذَ بالقوَّة لا يُسترَدُّ بغير القوّة.

بيروت في 31/10/2023

*- الأستاذ الدكتور كميل حبيب عميدكلّية الحقوق - الجامعة اللبنانيّة.


المصدر: موقع إضاءات الإخباري