كتب د. علي حجازي:
ثقافة
كتب د. علي حجازي: "مصافحة".. قصَّةٌ قصيرة .
د. علي حجازي
6 آب 2025 , 08:49 ص


قصَّةٌ قصيرة .

بعدما أذلَّ أياديَ صافحتهُ قديمًا وحديثًا ، وضرب باتفاقيّات موقّعة بينه وبين تلك الأيادي أبصرْتُه يمدّ يدًا طويلة موسومة بالغدر، وبنقض العهود ونكثٍ للمواثيق والاتفاقيّات، ويأمر بمصافحة أبناء هذه الأرض التي احتلها وعاث فيها فسادًا، قبل أن يندحرَ من على صخرِها والترابِس ذليلًا، والتي يستبيحها الآن بعدما وقّع اتفاقًا يوقف اعتداءاته وأطماعه التي لا تحدّ، تبرئة له وتبييضًا لصفحة وجهه، مستعينًا بأذناب هزيلة، وبأفواه نابحة على الدوام صائحة في وجوه مواطنين لهم : "سلّموا تسلموا" مع أنّ مشغِّل الجميع الآمر الناهي من وراء المحيطات الذي لا يرى في القائمين على هذه البلاد وثرواتها سوى بقراتٍ حلوبات.

استرجعت قليلًا، أبصرت كفّه مضرجةً بالدماء، مثقلة بمعتقدات قديمة.

هذه الكفّ نعرفها ، فهي التي سحبت الخبز من أفواه أطفال جائعين ناموا على طوى وموت منتظر، نعم. هي هي التي اغتالت وأحرقت، سفكت وأبادت ودمَّرت، فعلت الأفاعيل ولا تزال تعمل على ترحيل أصحاب الأرض المقدَّسة التي احتلَّتها.

أقفلت على كفي حفاظًا على طهارتها، وقدسيّة القضيّة التي نُذِرَتْ من أجلها، وغدوت أرقب وأحاذر من لمع نصل السكاكين والخناجر الغادرة في يده وفي أياد الأذلَّاء التابعين له والمعاضدين، وأعدُّ لكسرها، وطعنها في ظهره وأقفية مؤيّديه.

بيروت في: 26/7/2025.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري