الذكرى السنوية الأولى الطوفان الأقصى.
مقالات
الذكرى السنوية الأولى الطوفان الأقصى.
طارق ناصر
8 تشرين الأول 2024 , 15:20 م
الذكرى السنوية الأولى الطوفان الأقصى
.                                 
عام بالتمام و الكمال مضى على طوفان الأقصى.                     
عام مضى و المقاومة في غزة صامدة تقاوم وما زالت تطلق الصواريخ في وجه العدو.         
عام مضى والمقاومة تقدم الشهداء والجرحى بم في ذلك من قيادتها. كما هو الحال مع حماس والجبهة الشعبية وغيرهما من الفصائل.      عام مضى وبقي شعبنا صامدا بشكل اسطوري في أرضه يرفض التهجير ولم يرفع الراية البيضاء.                               
عام مضى ولم تنجح دولة الكيان في تحقيق أي من أهدافها رغم كل الدعم والتأييد لها.                                       
لقد فشلت في فرض التهجير ،كما فشلت في القضاء على المقاومة وفشلت أيضا في إطلاق سراح أسراها،وفشلت في فرض الاستسلام على المقاومين.                             
عام مضى والضفة الغربية تشتعل تحت اقدام المحتل في  جنين و نابلس و طولكرم و غيرها رغم إجراءات السلطة الفلسطينية أصحاب التنسيق الأمني  و محاولاتهم منع ذلك                         
عام مضى وجبهة الإسناد في محور المقاومة تسدد الضربات النوعية لدولة العدو و جيشه و تكبده الخسائر الفادحة.             
عام مضى ورجال الله في لبنان يقاتلون قتالا مستمراً ضد العدو وصوت ثدصواريخهم و مدافعهم يسبق صوتهم و هم يعلنون أننا مع غزة لن نترك غزة وحدها ولن نسمح بهزيمة غزة...
أكدوا هذا الموقف بالقول والفعل .قدموا على طريق القدس الشهداء والجرحى..دمرت قراهم و بيوتهم و ظلوا صامدين ..استشهد عدد كبير من  مقاتليهم وقياداتهم وفي المقدمة منهم سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله صاحب الوعد الصادق وعدد آخر من كبار القادة ولم يتسلموا لشروط العدو و  رفضوا  فصل الجبهة في جنوب لبنان عن غزة و قالوا لن يقف إطلاق النار من لبنان حتى يتوقف في غزة.                                   
عام و اسود الله في اليمن يقفون بكل قوة إلى جانب غزة ويطلقون صواريخهم و طائراتهم المسيرة ضد العدو ويهتفون بالملايين في الشوراع ألمت لأمريكا و إسرائيل..لن نترك غزة،ليس هذا وحسب بل أنهم استطاعوا أن يفرضوا الحصار في البحر الاحمر على دول العدو و منعو السفن المتجهة إلى هناك من البور و قاموا بضربها..كما سددوا الضربات للسفن الأمريكية والبريطانية في سابقة من نوعها وهي المرة الأولى التي يتم فيه تحدي امريكا في البحر لقد فعل أنصار الله في اليمن ما لم تفعله دول كبرى في مواجهة الغطرسة الأمريكية.                         
عام مضى والمقاومة العراقية تضرب في عمق الكيان في ايلات و الجولان وتل أبيب وتضرب القواعد الأمريكية في سوريا و العراق.              عام مضى و سوريا صامدة تتعرض للضربات من أعداء الداخل و الخارج لكنها بقيت تمد المقاومة بكل احتياجاتها، و تعد العدة للدخول في المعركة وهي من دخلتها بشكل مختلف،ى رغم كل ظروفها الصعبة واعلنت على لسان رئيسها دعم المقاومة في الوقت الذي تخلى فيه الكثير من العرب عن فلسطين بل وقف البعض منهم إلى جانب إسرائيل وفكوا عنها الحصار البحري الذى فرضته الزنود السمراء لأبطال و مقاومين اليمن.                         
عام مضى وإيران ما زالت قلعة صامدة تقف إلى جانب محور المقاومة و تقدم له كل الدعم وتقدم خيرة رجالها وابطالها شهداء على طريق القدس و تتعرض للضربات و رغم ذلك لم تتراجع بل تقدمت و ضربت العدو في نيسان و في اكتوبر من هذا العام ضربات قوية لم يشهد العدو مثيلا لها منذ تأسيس دولته و قالت لكل المشككين نحن مع المقاومة بالافعال لا الأقوال.                 
عام مضى والنظام الرسمي العربي لم يقدم الدعم ولا المساندة وبقي صامتا أو يكتفي ببيانات التنديد والإدانة وقام البعض من حكامه بتغطية العدوان وإدانة المقاومة لقد أثبتت معركة طوفان الأقصى تخلى غالبة الدول العربية خاصة أنظمة التطبيع عن فلسطين.                عام مضى ولم تستطع الدول المجاورة لفلسطين من تقديم الدعم والمساندة ( لا نقول المشاركة) وبقيت حدودها مغلقة في وجه الفلسطينين مساهمة بذلك في فرض الحصار عليهم بينما فتحت الحدود كي تمر منها  شاحنات المواد الغذائية لدولة الكيان.               عام مضى وبقيت أنظمة التطبيع  العربي متمسكة باتفاقيات العار والذل في كامب ديفيد و وادي عربة و أوسلو ولم يهدد اي منها بإلغاء هذه الاتفاقيات او  تجميدها على الأقل.                 
لقد أثبتت اليمن والعراق و إيران أن من يريد تقديم الدعم للمقاومة يستطيع ذلك حتى لو كان بعيدا وليس له حدود مع دولة الكيان.            عام مضى ازداد فيه كل يوم التدمير الممنهج لغزة و الضفة و لبنان وازدادت فيه وحشية العدو وجرائمه وتمرده على القرارات الدولية .          عام مضى انكشف فيه المجتمع الدولي على حقيقته المجيدة لدولة الكيان والمتصدية لكل مقاومة.                               
عام مضى أثبتت فيه الولايات المتحدة الأمريكية ودو الغرب الاستعماري أنها هي من يقود هذه المعركة ضد شعبنا في غزة وضد محور المقاومة حيث أعلنوا منذ اليوم الأول أنهم مع إسرائيل وقدموا لها كل أشكال الدعم العسكري والمالي والسياسي والإعلامي وشاركوها في هذه المعركة و قالوا إن ما تقوم به هو حق الدفاع عن النفس و تناسوا أن فلسطين محتلة منذ أكثر من ٧٥ عاما ومن حق شعبها الخاصه للاحتلال أن يقاوم وهذا ما كفلته الشرائع والقوانين الدولية.. نعم لقد وقف جميعهم ضد روسيا في الحرب مع أوكرانيا وفرضوا عليها الحصار والعقوبات اما في فلسطين و لبنان وغيرها من الدول المعادية لسياسة امريكا فقد فرضو الحصار عليهم والعقوبات بدلا من فرصها على إسرائيل التي ترفض تطبيق قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة...نعم انها المعايير المزدوجة .                       
و رغم كل ذلك نقول إنه عام مضى تم فيه الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني واللبناني و تم فيه أيضا تأكيد مصداقية محور المقاومة دولا و احزاب     عام مضى تحرك في الرأي العام العالمي وخاصة شباب الجامعات دعما لفلسطين و رفعوا الشعارات المؤيدة لها مثل (فلسطين حرة من النهر الى البحر).                             
عام مضى فهمت فيه الكثير من شعوب العالم وأدركت الحقيقة الفاشية الإجرامية لدولة العدو والخطر الذي تشكله على السلم العالمي من خلال عدوانيتها و ممارساتها.                             
عام مضي وقف فيه الدول الحرة إلى جانب فلسطين كما هو الحال في كوبا بوليفيا ،جنوب افريقيا ،كولومبيا وغيرها.                            عام مضى وقفت فيه دول كبرى إلى جانب الحق الفلسطيني واتسعت إدانة إسرائيل مقابل ازدياد الدعم لفلسطين كما عبر عن ذلك الموقف الصيني والروسي والبرازيلي وغيرهم  نعم عام مضى بكل مافيها من إخفاقات وإنجازات..عام مضى بكل مافيها من صعوبات..عام مضى خسرنا فيه خيرة الشهداء من المقاومين والقيادات..عام ودعنا فيه سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله و ودعنا فيه إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ونائبه الشهيد صالح العاروري،كما ودعنا فيه القائد والجبهاوي نضال عبد العال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ورئيس الدائرة العسكرية فيها..و ودعنا أيضا الابلاغ من الشهداء من فصائل المقاومة ومن أبناء شعبنا الفلسطيني واللبناني...ومن ذلك بقيت المقاومة تزداد صلبة وتوهجا و قوة و وسعت ضربتها ضد العدو ،كما ازدادت الحاضنة الشعبية التفافا حول المقاومة. عام مضى أصبح في الكيان اقرب الى نهايته وتفككه من الداخل.                             
عام مضى باتت فيه عملية تحرير فلسطين كل فلسطين واقعاً ولم تعد حلما. وان تحرير فلسطين بات اقرب من اي وقت مضى               
عام مضى فيه الكثير من الدروس والاستخلاصات الواجب التوقف أمامها.ونحن ندخل العام الثاني من طوفان الأقصى ،علينا أن ندخله و نحن مسلحين بالوعي والأمل .. محاربين لليأس والإحباط واضعين ثقتنا التى لا تتزعزع في محور المقاومة ..محور النصر والتحرير.                 
المجد والخلود لأرواح الشهداء.     
الشفاء العاجل للجرحى.           
النصر للمقاومة.                         
الهزيمة لدولة الكيان.                 
طارق ناصر ابو بسام.                 
براغ ٨/١٠/٢٠٢٤
المصدر: موقع إضاءات الإخباري