اكتشف باحثون من مختبرات كيمياء الدماغ في وايومنغ أن الببتيدات الدائرية المستخلصة من نباتات البنفسج، وخاصة كالاتا B1، يمكن أن تعزز فعالية العلاج الكيميائي لعلاج الورم الأرومي الدبقي، وهو أحد أخطر أنواع سرطانات الدماغ ، يتم الآن إنتاج نسخ صناعية من كالاتا B1 لإجراء المزيد من الاختبارات.
الورم الأرومي الدبقي: تحدي العلاج
الورم الأرومي الدبقي هو أحد أكثر أنواع سرطانات الدماغ فتكا، حيث تمثل الأورام الدبقية أكثر من 45% من سرطانات الدماغ، ولا يستجيب نصف المرضى تقريباً للعلاج الكيميائي Temozolomide (TMZ) المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. حتى في الحالات التي يستجيب فيها المرضى، تتطور خلايا السرطان بسرعة لمقاومة العلاج. في أغلب الحالات، يموت المرضى خلال 12 إلى 16 شهرا بعد التشخيص، وقلة قليلة منهم تتجاوز الخمس سنوات.
الببتيدات الدائرية: محاربو السرطان من الطبيعة
اكتشف العلماء أن نباتات البنفسج تنتج نوعاً من الببتيدات الصغيرة الدائرية تُعرف بـ السيكلوتيدات، والتي أظهرت فعالية ضد أنواع معينة من الخلايا السرطانية البشرية في الاختبارات المخبرية، تتميز السيكلوتيدات بتركيبتها الكيميائية الفريدة التي تمكنها من اختراق أغشية الخلايا السرطانية وتدميرها. في الطبيعة، توفر هذه الببتيدات للنباتات حماية ضد الآفات الحشرية، العدوى الفطرية، والفيروسات.
تعزيز فعالية العلاج الكيميائي
في دراسة حديثة نُشرت في مجلة Biomedicines، أعلن فريق دولي بقيادة علماء من جاكسون هول أن الببتيد كالاتا B1 يزيد من فعالية العلاج الكيميائي TMZ بأكثر من عشر مرات. تم إثبات أن النسخة الاصطناعية من كالاتا B1 تتمتع بنفس فعالية الجزيء الطبيعي، مما يعني أنها قد تكون بديلاً محتملاً للحصول على كميات كافية للاختبارات السريرية.
الإنتاج الصناعي والبحث المستقبلي
من خلال التعاون مع شركة CSBio في كاليفورنيا، تمكن الباحثون من إنتاج كميات كبيرة من النسخة الاصطناعية لـ كالاتا B1، والتي أثبتت أنها مكافئة من حيث البنية والفعالية للجزيء الطبيعي، يخطط الباحثون الآن لاختبار النسخة الاصطناعية على نماذج فئران مصابة بالورم الأرومي الدبقي في فيينا، النمسا.
الطريق نحو التجارب السريرية
رغم الحماس الكبير حول هذا الاكتشاف، يظل العلماء حذرين بشأن توقعات العلاج البشري. يقول الدكتور بول آلان كوكس، مدير مختبرات كيمياء الدماغ: "لا تزال التجارب السريرية بعيدة المنال، لكننا الآن على الطريق الصحيح لتحديد ما إذا كانت النسخة الاصطناعية آمنة لمزيد من الاختبارات."
يمثل اكتشاف السيكلوتيدات من نباتات البنفسج، وخاصة كالاتا B1، خطوة هامة في محاربة سرطان الدماغ القاتل. بفضل القدرة على إنتاج هذه الجزيئات صناعياً، قد نشهد في المستقبل القريب علاجات أكثر فعالية لمرضى الورم الأرومي الدبقي.