اختزال قضية في شخص
مقالات
اختزال قضية في شخص
محمد سعد عبد اللطيف
21 تشرين الأول 2024 , 06:53 ص

كتب :- محمد سعد عبد اللطيف ،مصر،

سألني صديق أمس لماذا لاتكتب مقال عن استشهاد "يحيي السنوار ..؟ اخشا ما اخشاه ان اكتب مايتردد من سيناريو في الإعلام الغربي منذ الإعلان عن مقتل السنوار من عالم مخيف أن العقبة تم التخلص منها وان هناك سيناريو  وفرصة للسلام" وأن قضية شعب وارض واحتلال ودم وتهجير واغتصاب كانت في صورة  شخص تم التخلص منة وعبر قرن من الزمان تمخض عن حروب وتشريد وإتفاقيات ومعاهدات لم يتوصل العالم لحل وانتهت كل العقبات  بموت "يحيي السنوار "  عبر سنوات الكفاح المسلح  المشروع ضد الكيان الإسرائيلي ،نقع في اخطاء جسيمة  وننجر وراء  اختزال قضية في  اغتيال قائد للمقاومة..!،
بالطبع غياب قائد جسَدُ كِفاحةٍ بِسِلاحةٍ وسط ميدان المعركة في مُنعطف تاريخي  خسارة كبيرة ..كما نقلت الصورة للإعلام في الغرب  إسرائيل ،واختزال القضية في شخص ، فتاريخ أبطال المقاومة المنسيين أصبح في طى النسيان  ، رغم هو إمتداد إرث لآبطال  المقاومة الآن
ولم يحدث في التاريخ ولن يحدث أن ماتت قضية بموت قائد أو قادة بل هؤلاء  يتحولون الى رموز  وشعله نضال ، ومن الغريب أن دول حقوق الحيوانات احتفلت مع التتار الجدد    بالرقص فوق  جثة القائد (يحيي السنوار)  وتعلمنا في دروس  التاريخ  ان كل حركات التحرر الوطني في أرجاء المعمورة علي الكرة الآرضية  لا تموت بمقتل قادتها لآنها مرتبطة باهداف: الوطن والهوية والعرق والدين والثوابت - لا باشخاص،
وتقرِيبَا
 غالبية قادة المقاومة الفلسطينية اغتيلوا ثم يظهر جيل جديد من القادة اكثر قوة وشجاعة وخبرة ولهم رؤية في القضية مع متطلبات التغيرات علي الساحة الدولية ،،بعد إجتياح بيروت عام  1982 وتشتيت المقاومة وخروج القوات الفلسطينية الي تونس ،وتصفية بعض رموز المقاومة ، أمثال [ابو أياد  وابونضال وابو جهاد والأمير الأحمر ابو الحسن سلامة وتصفية معظم القادة واغتيال عرفات بالسم .حتي ريشة الفنان "حنظله" ناجي العلي] وغيرهم  ، اعتقد البعض ان القضية الفلسطينة ماتت ،
هذا النوع من القضايا ، الأرض والحرية والعدالة، لا يمكن أن يكون   القتل هو الحل ، وهذا الاحتفال التتاري من النازيون الجدد  الهمجي من فوضي عارمة   هو لخلق قضية بديلة تغطي على خسائر فادحة يومية وفشل مشروع تصفية القضية .الاحتفال بمقتل يحيي السنوار  يشبه حَفلًا وحشِيًّا بِدائِيًّا في طقوس معابد النار والرقص حول الجثة، لكن جنون إسرائيل أن يحيي السنوار مات موتت رجال ،مُناضُل
 في ساحة المعركة ووسط مجموعه من أفراد المقاومة في عملية اشتباك كما تبين من تشريح جثمانة أنة مصاب في اشتباك  نتيجة شظايا من دبابة ،وليست عملية اغتيال ليموت  واقِفًا في ساحة المعركة ، كانت صفعة للصهاينة لنوع جديد لهم ،
وكان هذا مُتوقعًا لانه من صنف الرجال الكبار  لكن القضية مستمرة والصراع مستمر  ، لكن عالم اليوم  لا يعرف الضعيف ولا اخلاق الحرب ،فأصبحت كل قوانين العالم ضدنا ،  يرفضون تفعيل قانون واحد لتجريم الإبادة الجماعية ..،، من أوصل العالم الغربي   الى هذه القناعات ..؟ من حول الكيان  الإسرائيلي الى دولة" منبوذة ومصابة بالجذام" كما قال مسؤول اسرائيلي ...؟ من كشف الأقنعة المزيفة  عن  الغرب السياسي في حرب غزة ..؟ من انجز هذه المهمة الاسطورية في تغيير الوعي لسكان الأرض..؟
بالطبع غياب العرب والتخلي عن القضية الام ..والتطبيع والاستكانة وحب الكراسي .وغياب منظومة التعليم الحديث من تكنولوجيا حديثة..الخ .؟    هذا هو الموت البطولي، الموت الجميل، والعار علي الإعلام  الغربي والأمريكي المنساق للإعلام الإسرائيلي إذا كان الصراع مشكلة مع شخص وقُتل وليست قضية صراع حول الأرض. فإن رحيل السنوار مات موتت رجال ، لكن القضية لاتموت   ومستمرة والمشكلة قائمة 
بعد قتل السنوار ، إذا كان في إعتقاد نتنياهو قتل القضية بمقتل شخص صنف انة إرهابي في نظر الغرب وبعض خنازير العرب..!!
محمد سعد عبد اللطيف ،كاتب وباحث مصري،،!!

المصدر: موقع إضاءات الإخباري