مقالات
كتب فضيلةُ الشيخ عباس إبراهيم: "كلامُك جهاد ، وسكوتُك جهاد"
2 تشرين الثاني 2024 , 19:48 م
كلّ فرد في هذه المعركة مجاهد ولديه مهمة ، وكلُّ مكانٍ أنت فيه هو لك ميدان ، ولا يجوز لأحد أن يغفُلَ عن جهادِه وميدانِه، أو أن يتخلّى عن سلاحه …
أيّها العزيز ، أينما كنت فأنت مجاهدٌ ، وفي الحرب لا مجال للتقاعس عن الجهاد ، المهم أن تعرف مهمتك وتحدد طبيعة دورك …
أيّها العزيز ، من مهمات هذه المرحلة ومن ميادينها وسوح جهادها بثّ الأمل والتواصي بالصبر والتعاون على ترسيخ الثبات النفسي والمعنوي
وإياك إياك أن تُحبَط فتُهزَم ؛ فيأسرك إبليس الذي ﴿ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ ﴾، أو أن تنشر الاحباط فتغدوَ شريكاً في تنفيذ خططِ عدوِّك ، وإياك أن تنظر إلى كثرة الشهداء والتضحيات، بعين المستسلم، وتعمد إلى ترويج الروحِ الانهزاميةِ، وترديدِ عبارات التيئيس والتحبيط؛ فهذا كلامٌ حرامٌ بثُّه، لأنه يولِّد الخوفَ واليأس ، ويوحي بأنَّ الدماء والتضحيات ذهبت من غير قيمة …
أيّها الأحبة ، من أشكال الجهاد الكلمةُ الحسنة الرافعة للمعنويات، وإن لم توجد، فمن الجهادالسكوتُ وحفظُ اللسانِ عمّا لا ينبغي قولُه، وقد ورد أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله،في معركةالأحزاب' منع حسانَ بنَ ثابتٍ وكعبَ بنَ مالكٍ من إنشاد الشِّعرِ، حين حفرالخندق،لأنهماقالا ما لا ينبغي قولُه.
وهذا يعني أنَّ جهادَكَ - أيُّها العزيزُ - كما يمكن أن يكونَ الكلامَ الرَّافِعَ لِلْهِمَم، كذلك يمكنُ أن يكونَ السكوتُ عَمَّا يُعَبِّرُ عنِ الضَّعفِ والاهتزاز …
أمّا ما يترددُ على ألسنةِ البعضِ، من قبيل القول: «ماعادفي طعم للنصر شو بدنا نطلع نعمل بالضيعة، بعد ما الأحبّة كلهم راحو »، فهذا كلامٌ ظاهرُهُ عاطفةٌ وشوق، لكنَّ باطنَهُ اِنْهِزامٌ وضعف،إذ المعيارُ،في النصر والهزيمة،ليس كثرةَالشَّهداءِ،بل هو تحقيقُ أهدافِ الحرب.
ففي كربلاءَ مثلاً، استُشْهِدَ الإمامُ المعصومُ وأهلُ البيتِ والأنصارُ والأطفالُ، وبعضُ النِساء، حتَّى الطِّفلُ الرضيع، لٰكنَّ الحسينَ عليه السلام، انتصرَ في تلكَ المواجهة، ولم يقل الإمامُ زينُ العابدينَ: لاحاجة لنا بالرجوع إلى المدينة، أو إلى كربلاء،لأن الحسين عليه السلام قُتِل، بل عادَ عليه السلامُ وأكملَ مَهَمَّّتَه،وواصلَ رسالةَ أبيه الإمام الحسين ومشروعَه …
أيّها الأحبّة ، منذُ متى كانت الرسالةُ تموتُ بموتِ الأفراد ، وإذا كان رحيلُهُم سيجعلُنا نخونُ الترابَ الذي ارتوى بدمائهم، ونتخلّى عنِ الأرضِ التي صمَدوا عليها، فأيُّ خِذلانٍ هو هذا الذي نُواجِهُ بِهِ تضحياتِهم وشهادَاتِهم؟!!
كما أنّ النصرَ المُخَضَّبَ بالدِّماءِ نصرٌ عزيزٌ، يجبُ أنْ نعرفَ قَدْرَهُ وقيمتَه ، لا أن نستخفَّ بهِ ونزهَدَ فيه،إذِ الإنجازُ الحاصلُ، بعد التَّعَبِ والجِراحِ والتضحيات، أعزُّ وأقدسُ مِنَ المُنْساقِ، من غيرِ تعبٍ وتصبُّر …
أيّها الإخوةُ الأحبّة، بُلداتُنا، مُنذُ زمنٍ بعيدٍ،وهي تختزنُ الدماءَفي مواسم المواجهاتِ والتَّصدّي ، وعلى مَرِّ الليالي والأيام، وهي تقاومُ وتناضلُ كلَّ أشكالِ الطامعينَ والمحتلِّين ، وفي جوفها شلالٌ منَ الشُّهداءِ وبركانٌ مِنَ الدِّماءِ لا يزالُ يَتَعاظَمُ عندَ كُلِّ معركةٍ،حتى يَأْذَنَ اللهُ تعالى بِالفَتْحِ المُبِينِ الذي يَشُقُّ الطريقَ إلى خلافةِ الأرض …
أيُّها الأحبّة، بين بلداتنا المقاوِمةِ وأبنائها الشرفاءِ خُبزٌ ومِلح، ودَمٌ وجِراح، وحكايا حُبٍّ وغَيْرَة؛ فالأرضُ تغارُ على مَوْطِئِ أقدامِهِم، فتكسرُ قدمَ كُلِّ محتلٍّ، وتمنعُهُ من أنْ يُدَنِّسَ طُهْرَ نِعالِهم، وهم يغارون على قُدسِها فيُقدِّمونَ أنفسَهم قرابينَ على مذبَحِ طُهْرِها، وكُلُّ تَذَبْذُبٍ في التمسُّكِ بالأرضِ خيانةٌ لِلدِّماءِ، وغَدٌرٌ ونَكثٌ لعهدِ الوفاءِ بينَ الأرضِ والأبناء …
المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة

كتبت نجاة صفا: "هنيئًا للشيعة…لأنهم لم يسقطوا في امتحان السلطان والخنوع للحاكم، لا، بل حافظوا على مقاصد الإسلام!"

أنشودة يا إمامَ الرسلِ يا سندي, إنشاد صباح فخري

نبذة مختصرة عن الكاتب المصري سامح عسكر

الحزب الحاكم، الله، والوطن!
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً