يشهد العالم خطوة ثورية في أساليب القتال الحديثة مع استخدام القوات الروسية لدرونات الألياف البصرية "كا في إن" (المعروفة باسم "الأمير فاندال نوفغورودسكي")، مما أدى إلى تغيير جذري في ديناميات المعارك العسكرية. هذه الدرونات التي تم تزويدها بتقنيات الألياف البصرية القديمة، أثبتت فاعلية مذهلة في جمع المعلومات وتنفيذ الهجمات في ميادين القتال.
تفوق تكنولوجي في درونات الألياف البصرية
وفقا لتقرير نشرته "بي بي سي"، تبين أن القوات الروسية بدأت تستخدم طائرات مسيرة صغيرة رباعية المراوح بشكل مكثف، وهذه الدرونات تستحيل تقريبا إيقافها بوسائل الحرب الإلكترونية التقليدية، تستند هذه المسيرات إلى تقنية الألياف البصرية، التي رغم قدمها، تُظهر كفاءة عالية في ساحة المعركة، إذ تتيح للدرون إرسال واستقبال البيانات بدقة عالية وبأمان، مما يجعلها مقاومة للتشويش الإلكتروني.
ظهور أول مشاهد لدرون "كا في إن" عبر الإنترنت
بدأت أولى المشاهد المصورة لدرونات "كا في إن" بالظهور على الإنترنت نهاية أغسطس الماضي، ثم سرعان ما انتشرت مقاطع الفيديو على قنوات "تليغرام" الروسية، حيث تظهر الدرونات وهي تنفذ عمليات دقيقة ضد أهداف عسكرية. هذا الانتشار السريع يدل على فعاليتها في الميدان ويبرز دورها المتزايد في المعارك.
أداء استثنائي ومعدل نجاح مرتفع
بحسب رئيس مركز "أوشكوينيك" الإنتاجي العلمي، المصنع لدرونات "كا في إن"، فإن هذه الطائرات المسيرة قد حققت معدل نجاح مرتفعًا، حيث سجّلت نحو 1000 حالة استخدام بمعدل فشل لا يتجاوز حالة واحدة لكل عشر محاولات، ما يُعد إنجازًا ممتازًا. وأشار أيضا إلى أن الدرون مزود بملف يحتوي على الألياف البصرية والمتفجرات، مما يجعله أثقل من الدرونات التقليدية، لكن يميزه بقدرة فائقة على إصابة الأهداف بدقة متناهية.
تحديات تواجه وسائل الحرب الإلكترونية
أوضح كاتب التقرير أن أنظمة الحرب الإلكترونية التقليدية غير فعالة في مواجهة هذه الدرونات، إذ تعجز عن التأثير عليها بسبب اعتمادها على الأسلاك البصرية بدلا من الإشارات اللاسلكية. ولهذا، يرى الخبراء أن على خصوم روسيا البحث عن حلول هندسية بديلة للتصدي لهذه الدرونات المتطورة.
تعزيز القوات الخاصة بدرونات "كا في إن"
في 13 أغسطس الماضي، أكدت وسائل الإعلام الروسية استخدام درونات "كا في إن" في العمليات العسكرية، وشاركت مقاطع فيديو تُظهر تدمير معدات عسكرية أوكرانية في منطقة كورسك الروسية. كما تم تسليح مجموعة "عايدة" التابعة لقوات "أحمد" الروسية الخاصة بهذه الدرونات، مما يزيد من قوتها القتالية ويجعلها عنصرًا أساسيًا في العمليات العسكرية الحديثة.
نحو مستقبل عسكري يعتمد على الألياف البصرية
يمثل استخدام روسيا لدرونات الألياف البصرية "كا في إن" تحولا نوعيا في ساحة القتال، حيث يساهم هذا النوع من الدرونات في تحقيق الأهداف العسكرية بكفاءة عالية ودقة غير مسبوقة، في ظل تفوقها على وسائل الحرب الإلكترونية.