أظهرت الأبحاث أن العوامل الوراثية تلعب دوراً كبيراً في إبطاء عملية شيخوخة الدماغ، مما يساعد على الحفاظ على وظائفه وصحته لفترة أطول. يتناول عالم الأحياء الروسي أليكسي موسكاليف هذه الجوانب في كتابه "7 خطوات نحو الوضوح العقلي"، حيث يستعرض أهم الجينات المسؤولة عن تقليل خطر الإصابة بأمراض التدهور العصبي المرتبطة بالعمر وكيفية إسهامها في تقوية الدماغ.
العوامل الوراثية وتأثيرها على صحة الدماغ
تلعب الجينات دوراً مهماً في الحد من التأثيرات السلبية للإجهاد التأكسدي والمساهمة في بناء روابط جديدة بين الخلايا العصبية. وعلم الوراثة العصبية يهتم بدراسة تأثير هذه الجينات على بنية ووظيفة الدماغ وتحديد كيفية مساهمتها في إبطاء الشيخوخة.
أهم الجينات المرتبطة بطول عمر الدماغ
1. جين APOE
يُعد هذا الجين مهماً في عملية التعامل مع الكوليسترول والدهون في الدماغ. يُعرف متغير (APOE e2) بارتباطه بانخفاض خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، ويسهم في تحسين الذاكرة لدى كبار السن، مما يساعد في الحفاظ على الوظائف العقلية لفترة أطول.
2. جين BDNF
يعمل هذا الجين على تغذية الخلايا العصبية والحفاظ عليها، ويساعد في تكوين روابط جديدة بين الخلايا العصبية، مما يعزز الوضوح العقلي. يساهم BDNF أيضاً في حماية الدماغ من التوتر والالتهابات، وهو عامل مهم في الحفاظ على صحة الدماغ في مراحل الشيخوخة.
3. جين FOXO3
يُنظّم هذا الجين عمليات متعددة داخل خلايا الدماغ، منها إصلاح الحمض النووي، ومكافحة الجذور الحرة، وإعادة تدوير البروتينات التالفة. يُعتبر هذا الجين أكثر شيوعاً بين المعمّرين، ويرتبط بصحة معرفية أفضل وطول عمر الدماغ.
4. جينات الساعة البيولوجية CLOCK، BMAL1، PER
تتحكم هذه الجينات في إيقاعات الساعة البيولوجية، بما في ذلك دورات النوم والاستيقاظ، والنشاط الهرموني، والتمثيل الغذائي. يساعد الأداء السليم لهذه الجينات على تعافي الدماغ أثناء النوم وتوفير الطاقة بشكلٍ أمثل، مما يساهم في الحفاظ على وظائف الدماغ لفترة أطول.
5. جين FGF21
يُعرف هذا الجين بخصائصه القوية في مكافحة الشيخوخة، حيث يساعد على تنظيم استقلاب الغلوكوز والدهون، ويقلل من الإجهاد التأكسدي والالتهابات. يعمل هذا الجين على حماية الخلايا العصبية من التلف، وتشير الأبحاث إلى أن تنشيطه قد يحسن الوظيفة المعرفية ويقلل من خطر التنكس العصبي.
6. جين كلوثو (Klotho)
يُطلق على هذا الجين اسم "إلهة القدر" نسبةً للأساطير اليونانية، ويلعب دوراً في تحسين متوسط العمر المتوقع وصحة الدماغ. يشارك بروتين كلوثو في تنظيم العديد من العمليات الحيوية، بما في ذلك استقلاب الكالسيوم والفوسفور، والحماية من الإجهاد التأكسدي، ويُرتبط بذاكرة أفضل وانخفاض خطر التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.
7. الجين ACE1
يعمل هذا الجين على تنظيم ضغط الدم وصحة القلب والأوعية الدموية، ولكنه يؤثر أيضاً على الدماغ. ترتبط بعض المتغيرات من هذا الجين بتحسين الصحة المعرفية والذاكرة وسرعة المعالجة العقلية مع تقدم العمر.
8. جين IGF1 ومستقبل البروتين IGF1-R
يُعد IGF1 هرموناً يعزز نمو وتطور الخلايا، بما في ذلك الخلايا العصبية. يُساهم هذا الهرمون في تنظيم استقلاب الغلوكوز والحماية من الإجهاد التأكسدي والالتهابات. تظهر الأبحاث أن المستويات المعتدلة من IGF1 مهمة للحفاظ على الوظيفة المعرفية ومنع التنكس العصبي، بينما قد تؤدي المستويات العالية منه إلى زيادة مخاطر الأمراض المرتبطة بالعمر.
دور هذه الجينات في الحد من شيخوخة الدماغ
بفضل هذه الجينات وغيرها، يمكن للدماغ حماية نفسه من التدهور المبكر، حيث تسهم في تقليل التوتر والالتهابات والحفاظ على الوضوح العقلي، وتقلل من مخاطر الأمراض العصبية المرتبطة بالعمر.