الكوابيس المتكررة قد لا تقتصر على كونها تجارب مرعبة فحسب، بل يمكن أن تكون مؤشرا على مشاكل صحية خطيرة قد تهدد الحياة في حالات نادرة، بينما قد يبدو "الموت في الحلم" مفهوما يقتصر على الأفلام السينمائية، إلا أن تأثير الكوابيس على الصحة البدنية والنفسية قد يكون حقيقيا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقلب.
كيف تؤثر الكوابيس على القلب؟
تحدث الكوابيس عندما يشعر الشخص بمشاعر قوية مثل الخوف، القلق، أو الإحباط خلال النوم، مما يؤدي إلى استجابة جسدية عنيفة، يمكن أن يؤدي هذا النشاط إلى زيادة كبيرة في إفراز مواد كيميائية مثل الأدرينالين، التي تُعرف بتفعيل استجابة "القتال أو الهروب". في بعض الحالات النادرة، قد يسبب هذا النشاط تسارع ضربات القلب أو اضطرابها، ما يمكن أن يؤدي إلى نوبة قلبية مفاجئة، ولكن غالبا ما يكون ذلك عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية مسبقة.
الموت في الحلم: تجربة مرعبة ولكنها نادرة الخطورة
إذا حلمت بموتك في كابوس، فإن هذه التجربة قد تثير شعورا عميقا بالخوف. ولكن، هل يمكن أن يكون الخوف الناتج عن الحلم قاتلا في الواقع؟ في حالات نادرة جدا، يمكن للخوف الشديد الذي يرافق الكوابيس أن يحفّز الجسم على إفراز الأدرينالين والكورتيزول بشكل مكثف، ما قد يسبب تسارع ضربات القلب واضطراب إيقاعه، مثل الرجفان البطيني. مع ذلك، يوضح الخبراء أن حدوث هذا الأمر مرتبط غالبا بأشخاص يعانون من مشكلات قلبية مسبقة.
تأثير الكوابيس على الدماغ والجسم
توضح البروفيسورة تينا باونيو، خبيرة النوم من جامعة هلسنكي، أن الكوابيس قد تحدث نتيجة لضغوط عاطفية شديدة مثل القلق أو التوتر. وأثناء الكابوس، ترتفع مستويات النورادرينالين في الدماغ، مما يزيد النشاط في المناطق المرتبطة بالخوف. ومع أن الكوابيس قد تؤدي إلى مشاعر قوية، يؤكد الخبراء أن الوفاة بسبب الكوابيس لا تحدث في الحياة الواقعية إلا عند وجود مشكلات صحية كامنة.
الكوابيس والمخاطر الصحية على المدى الطويل
تشير مؤسسة القلب الأمريكية إلى أن حالات "الخوف حتى الموت" نادرة للغاية وغالبا ما ترتبط بأمراض قلبية غير مكتشفة. وعلى الرغم من أن الكوابيس وحدها ليست سببا مباشرا للوفاة، فإن تكرارها يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية طويلة الأمد. يقول البروفيسور مارك بلاغروف، عالم النفس المتخصص في الكوابيس، إن الكوابيس المتكررة قد تؤدي إلى نقص في ساعات النوم وتؤثر على جودة النوم. وعلى المدى الطويل، يمكن أن يتسبب ذلك في مشكلات صحية مثل السمنة، السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب.
دراسات حول تأثير الكوابيس
أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة كوريا أن الأشخاص الذين يعانون من الكوابيس هم أكثر عرضة للإصابة بعوامل الخطر المرتبطة بالسكتات القلبية. كما وجدت دراسة أخرى نشرتها إدارة شؤون المحاربين القدامى في الولايات المتحدة أن الأشخاص الذين يعانون من كوابيس شديدة كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
التأثير النفسي للكوابيس
إلى جانب التأثيرات الجسدية، قد تؤدي الكوابيس إلى زيادة مستويات التوتر المزمن. القلق من تكرار الكوابيس قد يدفع بعض الأشخاص إلى تجنب النوم، مما يؤدي إلى زيادة الإجهاد والقلق المستمر، الأمر الذي قد يؤثر سلبا على صحتهم العامة.
الكوابيس قد تبدو مجرد أحلام مزعجة، لكنها تحمل آثارا نفسية وجسدية عميقة. وبينما هي نادرة الحدوث، يمكن أن ترتبط بحالات صحية خطيرة، لذا يجب على من يعاني من كوابيس متكررة مراجعة أخصائيين لضمان عدم وجود مشاكل صحية أساسية تتفاقم بسببها.