اكتشاف ثلاث مجرات ضخمة.. الوحوش الحمراء تهدد نظريات تشكل الكون المبكر
علوم و تكنولوجيا
اكتشاف ثلاث مجرات ضخمة.. الوحوش الحمراء تهدد نظريات تشكل الكون المبكر
17 تشرين الثاني 2024 , 16:13 م

أحدث اكتشاف ثلاث مجرات ضخمة وغامضة في الكون المبكر، بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة ناسا، ضجة في الأوساط العلمية. أطلق العلماء على هذه المجرات اسم "الوحوش الحمراء" بسبب مظهرها المثير ولونها الأحمر الدموي اللافت، مما يفتح باب التساؤلات حول النماذج الحالية لتشكيل المجرات وتطور الكون.

"الوحوش الحمراء" وتحديات تشكل المجرات

تعتبر "الوحوش الحمراء" مجرات ضخمة تقارب حجم مجرتنا درب التبانة، ويُعتقد أنها تكونت خلال أول مليار سنة بعد الانفجار العظيم الذي وقع قبل نحو 13.8 مليار سنة. هذا الاكتشاف يتحدى الفرضيات التقليدية حول كيفية تطور المجرات في المراحل الأولى من نشأة الكون، حيث أن العلماء كانوا يعتقدون أن المجرات تتشكل ببطء من خلال تجميع الغاز داخل هالات المادة المظلمة.

توهج أحمر غامض وصعوبة في الرصد

ما يجعل هذه المجرات فريدة ومثيرة للاهتمام هو توهجها الأحمر الساطع الناتج عن كمية هائلة من الغبار الكوني، وهو ما جعل من الصعب اكتشافها في السابق. ومع ذلك، تمكن العلماء من تجاوز هذه العقبة باستخدام تلسكوب جيمس ويب، وتحديدا كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة (NIRCam)، التي سمحت لهم باختراق الغبار ودراسة هذه المجرات بتفاصيل لم تكن ممكنة من قبل.

إعادة النظر في نماذج تكوين النجوم

استنادا إلى ملاحظات هذه المجرات، توصل العلماء إلى أن تكوين النجوم في الكون المبكر كان أكثر كفاءة مما كان يُعتقد سابقا، ما يشكل تحديا جديدا للنماذج التقليدية حول تشكل المجرات. فبينما كان يُعتقد أن عملية تكوين النجوم تحدث تدريجيا داخل الهالات الضخمة من المادة المظلمة، أظهرت "الوحوش الحمراء" أن هذه العملية كانت أسرع وأكثر كفاءة بكثير.

برنامج FRESCO واستخدام أدوات جيمس ويب

تم هذا الاكتشاف كجزء من برنامج المسح الفضائي FRESCO، الذي يستفيد من أدوات تلسكوب جيمس ويب المتقدمة، مثل كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة (NIRCam)، لدراسة المجرات البعيدة وتحليل أطوال موجات الضوء المكونة لها. وقد مكّنت هذه التقنية العلماء من النظر عبر الغبار الذي يحجب هذه المجرات، وتقديم رؤى دقيقة حول تكوينها وخصائصها.

أهمية الاكتشاف وتداعياته

أشار الدكتور ديفيد إلباز، مدير الأبحاث في CEA Paris-Saclay، إلى أن "الوحوش الحمراء" لا تزال غامضة إلى حد كبير بسبب كونها غير مرئية بصريا بسبب كثافة الغبار. وتتشكل هذه المجرات النجوم بكفاءة مضاعفة مقارنة بالمجرات ذات الكتلة الأقل من نفس الفترة الزمنية، مما يثير التساؤلات حول النماذج التقليدية لتشكل النجوم.

أبحاث مستقبلية وتطلعات علمية

على الرغم من أن هذا الاكتشاف لا يتعارض بشكل تام مع النموذج العام لتطور الكون، إلا أنه يسلط الضوء على جوانب غير معروفة من تكوين المجرات. يأمل العلماء في أن تساهم الملاحظات المستقبلية باستخدام تلسكوب جيمس ويب وتلسكوب "ألما" (Atacama Large Millimeter Array) في تشيلي في تقديم المزيد من الفهم حول هذه المجرات وظروف تكوينها.

صرح الدكتور منغيوان شياو، الباحث الرئيسي في الدراسة، بأن النتائج تشير إلى إمكانية تشكل النجوم بكفاءة غير متوقعة في الكون المبكر. وأضاف أن دراسة هذه "الوحوش الحمراء" ستقدم رؤى جديدة حول الظروف التي شكلت العصور الأولى من الكون، معتبرًا أن هذا الاكتشاف يمثل بداية عهد جديد في استكشاف الفضاء والكون المبكر.

الأكثر قراءة جنون السنوار وعقلانية السيد نصرالله
جنون السنوار وعقلانية السيد نصرالله
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً