التصريف الكبير للبحر المتوسط.. كيف اختفى 70% من مياهه في أزمة جيولوجية
منوعات
التصريف الكبير للبحر المتوسط.. كيف اختفى 70% من مياهه في أزمة جيولوجية
19 تشرين الثاني 2024 , 12:24 م

كشفت دراسات حديثة أن أزمة ملوحة الميسينيان أدت إلى تحول البحر الأبيض المتوسط إلى حوض ملحي هائل من خلال عملية تبخر على مرحلتين، مما تسبب في انخفاضات ضخمة في مستويات البحر وتأثيرات بيئية واسعة، بما في ذلك ثوران البراكين وتغيرات مناخية عالمية.

تحول جذري للبحر الأبيض المتوسط

مرّ البحر الأبيض المتوسط بتحول جذري خلال أزمة ملوحة الميسينيان، وهو حدث جيولوجي ضخم حوّله إلى حوض ملحي هائل بين 5.97 و5.33 مليون سنة مضت، على مدى سنوات أثار العلماء تساؤلات حول كيفية تراكم مليون كيلومتر مكعب من الملح في فترة زمنية قصيرة نسبيا. إلا أن التحليل الأخير لنظائر الكلور من رواسب الملح في قاع البحر المتوسط كشف عن العملية التي تمت على مرحلتين مميزتين.

المرحلة الأولى: ترسب محدود في الجزء الشرقي

استمرت المرحلة الأولى حوالي 35,000 سنة، وشهدت ترسب الملح في الجزء الشرقي من البحر المتوسط. حدث هذا بسبب تقييد تدفق المياه من المتوسط إلى المحيط الأطلسي، مما أدى إلى امتلاء الحوض بمياه ملحية ولكنها مستقرة نسبيا.

المرحلة الثانية: توسع التبخر إلى البحر المتوسط بأكمله

في المرحلة الثانية، توسعت عملية تراكم الملح لتشمل البحر المتوسط بأكمله، وذلك من خلال حدث تبخيري مكثف وسريع استمر أقل من 10,000 سنة. خلال هذه الفترة، انخفض مستوى البحر بشكل كبير – بما يصل إلى 1.7 إلى 2.1 كيلومتر في الجزء الشرقي وحوالي 0.85 كيلومتر في الجزء الغربي، مما أدى إلى فقدان ما يصل إلى 70% من حجم المياه في حوض المتوسط.

تداعيات انخفاض مستوى البحر

يُعتقد أن هذا الانخفاض الكبير في مستوى البحر أدى إلى تأثيرات على الحياة البرية البرية والمناظر الطبيعية في منطقة البحر المتوسط – مثل التسبب في ثوران براكين محلية بسبب تخفيف الضغط على القشرة الأرضية، إضافة إلى آثار مناخية عالمية ناجمة عن الانخفاض الهائل في مستوى البحر.

نشرت هذه النتائج في (18 نوفمبر) الحالي في مجلة Nature Communications، وهي توفر فهما أفضل للظواهر الجيولوجية المتطرفة في الماضي، وتطور منطقة البحر المتوسط، والتبعات العالمية المتتالية.

غطى هذا الحدث الاستثنائي قاع البحر المتوسط بطبقة من الملح تصل سماكتها إلى 3 كيلومترات. يمثل فهم الأسباب والآثار والتغيرات البيئية التي شهدتها منطقة البحر المتوسط نتيجة أزمة ملوحة الميسينيان تحديا شغل المجتمع العلمي لعقود. ساعد تحليل نظائر الكلور الثابتة (³⁷Cl و³⁵Cl) في تقدير معدل تراكم الملح والكشف عن انخفاض مستوى البحر.