نجح قارب غير مأهول في الإبحار عبر المياه البريطانية، مما يعرض قدرات متقدمة في الملاحة عن بُعد والنظام الذاتي في إنجاز هام للبحرية الملكية البريطانية، كان القارب "باكفيك 24"، وهو القارب الأساسي لعمليات السفن الصغيرة في البحرية الملكية مثل عمليات الإنقاذ، والتصدي لتهريب المخدرات، ونقل البحارة من السفن إلى الشواطئ، قد تم التحكم فيه عن بُعد ومن خلال نظام ذاتي أثناء إجراء الاختبارات على متن السفينة التجريبية "إكس في باتريك بلاكيت" بينما كان القاربان يبحران قبالة ساحل بورتسموث.
اختبار ناجح يعزز أهمية القوارب غير المأهولة في العمليات البحرية الحديثة
يُعد هذا النجاح خطوة هامة نحو تعزيز دور القوارب غير المأهولة في العمليات البحرية الحديثة، حيث تعزز من المرونة، وتقلل من المخاطر على الأفراد، وتوسع نطاق المراقبة والدفاع البحري.
مواصفات قارب "باكفيك 24" القوي
يعد "باكفيك 24" قاربا متعدد الاستخدامات وعالي الأداء، مصمما للعمليات البحرية الصعبة. يبلغ طوله 7.8 مترا وقادر على تحقيق سرعات تتجاوز 40 عقدة، ويعمل بمحركين ديزل مع دفع بالنفاثات المائية، مما يضمن قدرة مناورة سريعة وموثوقة في ظروف البحر المختلفة. يتمتع القارب بهيكل قوي يضمن له التحمل والاستقرار، مما يجعله قادرا على العمل في المياه الهائجة. توفر سطحه الواسع وتصميمه القابل للتعديل إمكانية دمج أنظمة الاستشعار المتقدمة، وأنظمة الاتصال، والأسلحة، مما يجعله مناسبًا لعدد من المهام مثل البحث والإنقاذ، والتصدي، والاستطلاع.
تجارب بحرية في ظروف قاسية تقدم نتائج واعدة
خلال التجارب التي استمرت لمدة أسبوع في منطقة "سولنت"، تم اختبار القارب "باكفيك 24" (المعروف أيضًا باسم "APAC" - القارب الأطلسي المستقل) في أقصى حدود قدراته. وعلى الرغم من أنه تم اختبار القارب سابقا في الخارج، بما في ذلك خلال مناورات حلف الناتو "ريبيموس" في البرتغال، كانت هذه هي المرة الأولى التي يخضع فيها لاختبارات في المياه البريطانية. قدمت الظروف القاسية في "سولنت"، بما في ذلك البحار الهائجة وتساقط الثلوج، أرضًا اختبارية مثالية لأنظمته وقدراته.
أنماط التحكم المختلفة للقارب غير المأهول
خلال التجارب، عمل القارب غير المأهول في وضعين مختلفين. في الوضع الذاتي، تم برمجته مسبقا لتنفيذ مناورة محددة واتجاهات معينة. في الوضع عن بُعد، قام أحد مشاة البحرية الملكية على متن السفينة "إكس في باتريك بلاكيت" بالتحكم في القارب باستخدام وحدة تحكم. نجح "APAC" في التنقل عبر ميناء بورتسموث المزدحم، مبتعدًا ببراعة عن العبارات، والقوارب الخاصة، وسفن البحرية الملكية الأخرى.
دور القارب في المهام الاستطلاعية والذكاء البحري
مجهز بالكاميرات وأجهزة الاستشعار، نقل "APAC" لقطات حية إلى وحدات التحكم وأجهزة الكمبيوتر على متن السفينة التجريبية، مما يوفر بيانات للتحليل اللحظي. يمكن إضافة أجهزة استشعار وأسلحة إضافية لتعزيز هذه الأنظمة، مما يبرز قدرة القارب على تنفيذ مهام الاستخبارات، والمراقبة، والاستطلاع.
الابتكار في الأنظمة غير المأهولة يعزز قدرات البحرية الملكية
أظهرت التجارب التي أجرتها فريق الابتكار الذاتي للبحرية الملكية "NavyX" مرونة القارب وقدرته على العمل في ظروف جوية قاسية، مما يعزز إمكانيته في أداء نفس وظائف القوارب المأهولة بينما يوسع نطاق العمليات البحرية. هذه الاختراقات التكنولوجية تمثل خطوة كبيرة نحو تكامل أنظمة القوارب غير المأهولة في أسطول البحرية الملكية، مما يعد بتحقيق قدرات عملياتية محسنة في المستقبل.
التوجه نحو الأنظمة غير المأهولة لمواجهة التحديات الأمنية البحرية
مع تكيف القوات البحرية لمواجهة التهديدات والتحديات التشغيلية المتزايدة، أصبح تكامل القوارب والطائرات غير المأهولة أمرًا بالغ الأهمية. تم تصميم هذه الأنظمة للاستجابة لمتطلبات الأمن البحري المتطورة، بما في ذلك مكافحة القرصنة، والصيد غير القانوني، وتهريب المخدرات، بينما تواجه التهديدات التي تمثلها الدول الأخرى مثل مراقبة القوات المعادية وجمع المعلومات الاستخباراتية في المناطق المتنازع عليها، إن القدرة على نشر الأنظمة غير المأهولة تقلل من تعرض الأفراد لبيئات عالية المخاطر وتوفر قدرات مراقبة مستمرة، وهو أمر بالغ الأهمية لاستراتيجيات البحرية الحديثة.