نجحت البحرية الملكية البريطانية مؤخرًا في تعزيز قدراتها الدفاعية الجوية بإسقاط طائرة مسيرة مستهدفة باستخدام صاروخ "مارتليت"، أُجري هذا الاختبار المبتكر قبالة ساحل ويلز، وشهد أول تعامل مستقل مع هدف جوي من قِبَل سرب مروحيات "وايلدكات HMA.2".
تطوير صاروخ "مارتليت" وتوسيع استخداماته
تم تصميم "مارتليت" كصاروخ خفيف الوزن متعدد الأغراض موجه بالليزر، ويستهدف بشكل رئيسي التهديدات السطحية، مثل القوارب السريعة والأهداف الصغيرة ذات المناورة العالية. لكن خبراء البحرية الملكية اكتشفوا سريعًا إمكانياته في التصدي للتهديدات الجوية، وهو ما أكدته التجارب الأخيرة.
أثناء التمرين، قامت مروحية "وايلدكات" بتحديد وتتبع وتدمير طائرة مسيرة من طراز "بانشي" بسرعة عالية فوق قناة بريستول، دون أي دعم خارجي. يُبرز هذا الإنجاز قدرة الأسطول البريطاني المتزايدة في مواجهة الأنظمة غير المأهولة، التي تشكل تهديدا متناميا في مناطق النزاع الحديثة، مثل البحر الأحمر.
تعزيز القدرات القتالية لمروحية "وايلدكات"
تم تجهيز مروحية "وايلدكات" بخمسة صواريخ "مارتليت" خلال الاختبارات، علما أنها قادرة على حمل ما يصل إلى 20 صاروخًا. بدلاً من ذلك، يمكنها حمل 10 صواريخ "مارتليت" مع صاروخين مضادين للسفن من طراز "سي فينوم"، مما يوفر مرونة أكبر للمهام التي تتطلب قدرات مزدوجة للقتال الجوي والسطحي. وأُضيفت إلى المروحية معدات دعم للتوجيه والرصد مثل رادار "سي سبراي 7400E" ووحدة "ويسكام MX-15Di" الضوئية، مما يضمن دقة عالية في تحديد الهدف وإصابة الصاروخ.
تعليقات المسؤولين على الاختبار وأهميته
وصف القائد جيمس وودز، قائد السرب البحري 815، هذا التمرين بأنه "تطور رائع" لمروحية "وايلدكات HMA.2"، مؤكدًا على زيادة قدرة البحرية الملكية على توجيه ضربات بحرية فعالة. وأوضح الطيار ديف غيست أهمية هذه القدرة في تمكين المروحية من التصدي للتهديدات الجوية بشكل مستقل، مما يوفر أمانًا إضافيًا للأطقم البحرية في المواقع الحساسة.
الاتجاه العالمي لمواجهة الطائرات المسيرة
لا تقتصر اختبارات اعتراض الطائرات المسيرة على البحرية الملكية البريطانية فقط؛ حيث تقوم إسرائيل باستخدام مروحيات "AH-64" لاعتراض الطائرات المسيرة التي يطلقها "حزب الله"، كما تستخدم أوكرانيا مروحيات "Mi-8" و"Mi-24" لاعتراض الطائرات المسيرة باستخدام المدافع والرشاشات. يعكس هذا الاهتمام المتزايد بالدفاع الجوي ضد الطائرات المسيرة عبر اعتماد المروحيات المزودة بأسلحة مناسبة.
المستقبل التشغيلي لصاروخ "مارتليت"
من المتوقع أن يصل صاروخ "مارتليت" إلى جاهزيته التشغيلية الكاملة ضمن البحرية الملكية بحلول عام 2025، وتستهدف الاختبارات الجارية دمجه بسلاسة مع الأنظمة القائمة للتصدي للتهديدات الحديثة، خصوصا الطائرات المسيرة الصغيرة. ويعد "مارتليت" بإمكانياته التي تصل إلى مدى 10 كيلومترات تقدما قيّما للأسطول البريطاني.
مواجهة التهديدات الحديثة
تشير التجارب إلى تطور استراتيجيات عسكرية جديدة لمواجهة الطائرات المسيرة في النزاعات الحديثة، مثل الحرب في أوكرانيا واليمن. تُعد المروحيات المزودة بصواريخ مثل "مارتليت" استجابة مرنة وفعالة ضد التكنولوجيا المتطورة التي يستخدمها الخصوم، مما يعكس التكيف المستمر للجيوش مع التحديات التي تفرضها التطورات التكنولوجية على ساحات القتال.