وكلُّ الشعرِ لا يُوفيكَ حقَّاً
فكيفَ أقولُ بالعظماءِ شعْرا
فقلّْ للشعرِ لن تُلقى بِحَفلٍ
إذا ما كانتِ الأشعارُ جَمْرا
أبا هادي فمَنْ وازاكَ حجْماً
ففيكَ خسارةُ الأحرارِ كٌبرى
بمِثلكَ لن أقولَ أنا رثاءً
ففيكَ أقولُ إمَّا قلتُ فخْرا
أبا هادي وحينَ أقولُ شعراً
بمِثْلكَ تَمْتلي ألأجواءُ عطْرا
وحينَ أقولُ نصرَاللهِ تَكْسو
وروداً أرضَ لبنانٍ وزَهْرا
رحلتَ فكيْفَ نصراللهِ يُنْسى
فمثْلكَ سوْفَ يبقى الدهرَ ذُخْرا
أنَنْساهُ ونحفظُ كلَّ إسمٍ
مِنَ الشهداءِ مَنْ شَهِدوكِ بدرا
فللتاريخِ ضافَ الكُثْرُ سطْراً
ونصرُ اللهِ ضافَ إليهِ سِفْرا
فإمَّا طاحَ في الميْدانِ رمزٌ
يحِلُّ مكانهُ رمزٌ وَفَوْرا
فمَنْ قد غابَ عنَّا كانَ ليْثاً
وَحَلَّ مكانهُ قطعاً هِزٍبْرا
رحَلْتَ وقد تصلَّبَ عُودٌ حزْبٍ
وٍفيكَ اشْتَدَّ نصراللهِ أزْرا
فَقلّْ للحزبِ لا تُغْمِدْ سيوفاً
إذا ما فيهِ ما أدْرَكْتَ ثأْرا
فحزبكَ قدَّمَ الشهداءَ طوْعاً
لأجلِ القدسِ مُختاراً وحُرَّا
وحزبكَ كانَ للأقصى مُغيثاً
وللتحريرِ كانَ الحزبُ جِسْرا
فمَنْ نالَ الشهادةَ في نعيمٍ
لهُ يغدو إلى أبدٍ مَقَرَّا
هناكَ إقامةٌ في دارِ خُلْدٍ
مِنَ الدنيا معَ الشهداءِ أثْرى
خلودٌ في نعيمٍ ليس يٍفْنى
جزاءً للشهادةِ ثمَّ أجْرا
فنُصرتكمْ قِطاعَ العزِّ عِزٌّ
كما العوراتُ للحكَّامِ عَرَّى
فكنتَ مبادراً ،وسُراةُ قومي
مِنَ العُربانِ في الباراتٰ سَكْرى
إذا اقْتحمَ العدوُّ لهمْ دِياراً
لهُ يُهدى بديلَ الصدِّ أخرى
فبَانوا في الشدائدِ مثلَ جُرْذٍ
ووحْدكَ بِنْتَ في الميْدانِ صَقْرا
فكانَ حصادُ حزبِ اللهِ فخْراً
وظلَّ حصادهمْ للقدسِ صِفْرا
وغزَّةَ لم يُناصرها سواكمْ
وَنُصرتكمْ لها للنصرِ بُشرى
فلم تخْذِلْ بلادي في صِعابٍ
فَزِدْتَ بعٍيْنِ كلِّ الناسِ قَدْرا
فعندَ النصرِ سوفَ نُقيمُ نُصْباً
لنصرِ اللهِ في إيلياءَ ذكرى
لكي يبقى مع الأجيالِ حيَّاً
فقد أعطى لأجلِ القدسِ عمْرا
وسوفَ نُقيمُ تمثالاً لرمزٍ
لأجلِ بلادنا لم يخْشَ أمْرا
فقد قٍبِلَ التحدِّيَ مِنْ عِداهُ
وٍدارَ لهمْ وللتهديدِ ظَهْرا
ومهما فيهِ قُلنا أو كتبْنا
وفاءً ثمَّ تقديراً وشكْرا
فيكفي أنَّهُ أوفى بوعدٍ
وقدَّمَ دمَّهُ للقدسِ مَهْرا
فلن نُوفي العظيمَ سوى قليلٍ
ولو صارَتْ دموعُ العيِْنِ بَحْرا
رحلتَ وناصراً في ذاتِ يوْمٍ
وحلَّ محلَّهُ مَنْ باعَ مصْرا
فأنورُ ثمَّ حسني واليهودي
ثلاثتهمْ كما الشيْطانُ مَكْرا
وثالثهمْ خسيسٌ دونَ شكٍّ
تَجاوزَ كلَّ مَنْ سبقوهُ عُهْرا
وغِبْتَ وناصراً بأدقِّ وقتٍ
غياباً كانَ كالزَقُّومِ مُرَّاً
ولكنَّ الخيارَ لنا سيبقى
على دربٍ مَشيْتَ عليهِ سَيْرا
فذاكَ الدربُ يَسْلكهُ رجالٌ
كمِثلِ ملائِكِ الرحمنِ طُهْرا
رحلتَ وقد بكاكَ الكلُّ حٌزْناً
فصبراً آلَ نصراللهِ صبرا
ولن نوفيكَ مهما العيْنُ أعْطتْ
وصارَ الدمعُ كي نرْثيكَ حِبْرا
فلا يرْقى شهيداً في قتالٍ
سوى ليْثٍ تعوَّدَ أنْ يَكرَّا
سوى مَنْ جرَّعَ الأعداءَ مُرَّاً
كذاكَ لدمِّهمْ للسيْفَ أروى
بعهدكَ صارَ لبنانٌ مُهاباً
كبُومٍ قابلَتْ في الجوِّ نَسْرا
وقبلكَ كان لبنانٌ مُباحاً
لِغَزْوِ عَدوِّهِ بحراً وبرَّا
تجمَّعَ حولهُ سبعونَ ألفاً
وما دخلوا جنوبَ العزِّ شِبْرا
وكان يقولُ في الماضي عِدانا
لكي نجْتاحَهُ نحتاجُ عشْرا
ورغمَ الفقْدِ جنْدُكَ ما تَوانوا
فأهْدوا رمزهمْ في الحربِ نَصْرا
ومهما غابَ نصرُاللهِ جسْماً
سيبقى في سماءِ البذلِ بَدْرا
فنصرُ اللهِ أفنى العُمْرَ ربِّي
لأجلِ القدسِ أقصاها ومَسرى
فأكْرِمْهُ بِنُزْلٍ في نعيمٍ
بهِ ما طابَ للرائي وَسَرَّا
------------------------------
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
٢٠٢٤/١٢/٥م