كتب  د. نسيب حطيط*

من المميزات الاستثنائية "لحرب تشرين " النسبة الكبيرة ،لعدد الشهداء المقاومين أصحاب المؤسسات والمصانع من ذوي الاحوال الميسورة غير الفقراء، بالإضافة الى النسبة الكبيرة من عدد الشهداء من المهندسين والاطباء والأساتذة الجامعيين واختصاصات المهن الحرة والطلاب حيث وصل عدد الشهداء في بعض الجامعات الى حوالي 50 شهيداً من الأساتذة والطلاب والاداريين!

عادة ما تسمى الحروب "حروب الفقراء" الذين يقاومون ويستشهدون ،أما هذه الحرب، فكانت حرب المخلصين من النخبة المؤمنين، الأغنياء والفقراء والعمال والفلاحين والطلاب والصناعيين والمثقفين والأميين .

انها حرب الصادقين،حرب الشجعان المتطوعين، دفاعاً عن الدين وأهله وعن ارضهم.

لا تعاتبوهم ،إن احتموا في بيوتكم وهم يقصفون العدو او لجأوا الى بيوتكم وهم جرحى او عطشى او جائعين

لا تطالبوهم، بتعويض عمّا أكلوا او شربوا...

سامحوهم...وابرأوا ذممهم واغفروا لهم إن ارتكبوا بعض الأخطاء غير المقصودة او العفوية في بيوتكم او بعض الضرر...

4000 شهيد مقاوم من الشباب الذين تركوا اطفالاً ايتاماً وربما بعضهم قد وُلد طفله بعد استشهاده!

4000 شهيد مقاوم من الشباب تركوا عوائلهم وزوجاتهم واطفالهم وامهاتهم ووظائفهم وجامعاتهم من أجل حمايتنا وبذلوا دمائهم وارواحهم ..

4000 شهيد مقاوم من الشباب الشجعان رحلوا ولن يعودوا...أما نحن ،فسنعود الى ديارنا وحقولنا واهلناحتى لو كانت بيوتنا مدمّرة او متضررة ،،، فيمكن اعاده بنائها.. .

ارفقوا بالمقاومة.. وسامحوا الشهداء ،،بل فلنكن أهل ايتامهم وان نكون ممن استخلفهم الله في عيال الشهداء الأبرار ...

الشهداء...لهم أجرهم عند ربهم ...لكن علينا الوفاء لهم...والإعتراف بتضحياتهم وان نرد لهم الجميل الذي بذلوه...

بقلم الدكتور نسيب حطيط