كتب الدكتور هاني شاهين:
مقالات
كتب الدكتور هاني شاهين: "أُمَّةُ الزِّبالة!"
د. هاني شاهين
2 كانون الثاني 2025 , 16:50 م

كتب الدكتور هاني شاهين- مصر

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، قال عليه السلام:

"لا تستعملوا الرّأي فيما لا يُدرِكُ قَعْرَهُ البصرُ، ولا تتغلغلُ إليه الفِكَرُ".

وعنه، سلام الله عليه أيضاً، قال:

"إذا كانت لديك عينان، فلماذا ترى النّاس بأذنيك؟!

عامل الناس بما ترى منهم، وليس بما تسمع عنهم".

ووردت في القرآن الكريم آية:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى‏ ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ*}.

ومع ذلك فهي أكثرُ أمّةٍ تعتمد في أحكامِها وآرائِها على الإشاعات والأضاليل والأكاذيب والفبركات.. يا أمّة الدّجل!

أمّةٌ قتلت علماءَها ونوابغَها وعقلاءَها، بعدما زجّت بهم في الزّنازين.. يا أمّةَ التخلّف!

أمّةٌ تفرحُ كُلَّما قتلَ عدوها أحدَ عظمائها.. يا أمّةَ الخِسَّةِ والنّذالة!

أمّةٌ قَطعتِ اليَدَ التي امتدّتْ لِمُساعدَتِها.. يا أمةَ الجُّحودِ ونُكرانِ الجَميل، والطّعنِ في الظهر!

أمّةٌ تفرحُ لِإنجازاتِ عدوِّها الِاحتلالِيَّةِ والِاستعمارية.. يا أمّةَ الخُبثِ والغباء!

أمّةٌ تفرحُ لآلامِ مُناضِليها ومُقاوِميها وشُرفائِها.. يا أمّةَ النذالة!

أمّةٌ تُوَجِّهُ سُمومَ إعلامِها إلى عقولِ مُجتمعِها، خِدمةً لعدوِّها.. يا أمّةَ الحقارة!

أمّةً تُنفِقُ مُعظَمَ أموالِها على الحرامِ والفِسقِ والفُجورِ، وتَرَفِ أعدائها.. يا أمّةَ الإسراف والذُّل!

أمّةٌ أوصاها رسولُها بالتمسُّكِ بكتابِ الله وبِآلِ بيتِه، فتمسَّكَتْ بأعداءِاللهِ وأعداءِآلِ بيت النَّبيّ..

يا أمّةَ الضَّلال والكُفر!

أمّةٌ قال لها رسولُها: "لا فرقَ بين عربيٍّ وأعجميٍّ إلاّ بالتَّقوى"، فعادَتِ التَّقِيَّ نِكايةً ونَكَدًا.. يا أمّةَ الأوغاد!

أمّةٌ تتفرّجُ على مجازِرِ الإبادة والجوعِ ضِدَّ أبنائها وإخوانها، وتتلذّذُ بِمعاناتِهم في غزة..

يا أُمّةَ الحقارةِ والسَّفالة!

أمّةٌ يتسابقُ حُكّامُها، لإرضاء أعدائها لنيلِ رِضا الشيطان الأكبر الأمريكي..يا أُمّةَ الِانحطاط، والجُبن!

أمّةٌ تُنكِرُ شهداءَها وأبطالَها وعُظَماءَها.. يا أمّةَ الحضيض!

أمّةٌ، كُلّما أتاها اِبنُ حرامٍ تُمجّدُهُ وتُعظِّمُه.. يا أمّة الذّل والهوان!

أُمَّةٌ تَتَرضَّىٰ على مَن آذى الرسولَ وعِترتَهُ آلَ بيتِه.. يا أمّة النِّفاق!

أمّةٌأشاعت عن رسولِهاأنَّهُ يَهْذِي، وحاولَ الِانْتِحارَ ثلاثَ مرّات..

أمَّة لا خير فيها!

أمّة شتمت الإمام عليّ بن أبي طالب على المنابر لأربعين سنة.. أُمَّةٌ لا خيرَ فيها!

أُمَّةٌأشاعتْ عنِ الإمامِ عليِّ بنِ أبي طالِبٍ أنه لا يُصلّي..

هي أمّةٌ أعمتها الكراهيّةُ والحقدُ الجاهليُّ الدّفين، لا خير فيها!

أمّةٌ مُعظمُ عُلَمائها عبيدٌ عندَ الملوكِ والأمراء.. أمّةٌ خانعةٌ خاضعةٌ لا خير فيها!

حسبَ الدِّراساتِ والإحصائيات، فإنّ العالمَ العربيَّ يُنفِقُ حوالي 6 مليارات دولار، في ليلة رأس السنة، فقط.. ستّةُ ملياراتٍ تبني أفضلَ وأكبرَ 100 جامعةٍ ومشفى في العالم العربي..

يا أمّة الجهلِ والبطر!

اليومَ تحتفلُ أمّةُ الزِّبالةِ بقدومِ سَنةٍ جديدة، سَنةٍ سيجعلونَها ألعنَ من سابقتِها.

لِلشُّهداء والمقاوِمينَ الصادقين والمناضلين ننحني، فهؤلاء همُ الأمّة الحقيقيّةُ النَّقِيَّةُ التَّقِيَّةُ الطاهرة،

وليست كأمُّتِكُمُ الزِّبالة.

هذه السنةَ لن أُعايِدَ إلاّ الشهداءَ، لأنَّهم ارتاحوا من أُمّّةِ الزِّبالة..

ولن أعايد إلاّ المُعذّبين، لأنهم سيكونون خُصماءَ لكل فردٍ في أُمّةِ الزبالةِ، يوم القيامة.

ولأمّةِ الزبالةِ أقول: ثكلتكم أمّهاتكم، ولا أشبع اللهُ بطونَكم، ولا أسعدَ اللهُ قلوبَكم، ولا يسَّرَ اللهُ أمورَكم.

[02/01, 09:46] عصام شعبتو: *الورقة الخامسة والستون من ديوان الوزير السعودي السابق الدكتور غازي القصيبي:*

*"مائة ورقة ورد"*

*لبنانيّ أنا*

لا أعرف لبنانكم أيها السادة

ولا أريد أن أعرفه،

لبنان القناصة والمسلحين وغاليري سمعان والطرق غير السالكة والخطف والمبعوثين الدوليين.

أنا أعرف لبناناً آخر، *لبناني أنا*. لبناني أيها السادة كان صبيا صغيراً حالم العينين يأكل مناقيش الزعتر وينام على وقع الميجانا ويصحو ليرقص الدبكة.

*لبناني* كانت ترسانة كتب ومصنع شعر وسفراً في النجوم وموعداً تاريخياً مع الإبداع.

ولهذا، لن تأخذوا *لبناني* مني حتى ولو جندتم كل ميليشياتكم وأحزابكم وطوائفكم وبنادقكم وسياراتكم المفخخة.

لن تأخذوا مني رعشة الحب البريء الأول في حي من أحياء بيروت الحسناء، ولن تأخذوا مني خطواتي الأولى الحذرة على الثلج الأبيض في الأرز العتيق،

ولا القصيدة التي كتبتها على شجرة صنوبر.

لن تأخذوا مني المطعم الذي يغني فيه شيخ عجوز، ولا بائعة الفل التي تنتظرني كل مساء على باب المقهى، ولا خرير الباروك، ولا غنج زحلة، ولا ضجة البسطة،

ولا إغراء الروشة، ولا دراق شتورة.

*لبناني* أيها السادة لم يمت، ولكنه سافر في رحلةٍ مؤقتة من أجمل ما فيها إلى ابشع ما فيكم، ولكنه سيعود.

ذات صباح والثلج الأبيض يتساقط على الأرز العتيق، سأجد في إنتظاري صبيّاً صغيراً حالم العيون يأكل منقوشة الزعتر ويهتف بي:

*"أهلا - اشتقنالك"*...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري