الذكاء الاصطناعي يفك طلاسم مخطوطات يونانية فلسفية قديمة
علوم و تكنولوجيا
الذكاء الاصطناعي يفك طلاسم مخطوطات يونانية فلسفية قديمة
2 كانون الثاني 2025 , 17:01 م

حقق الذكاء الاصطناعي إنجازا بارزا بفك رموز نصوص مخطوطات قديمة كانت عصيّة على القراءة لقرون، هذا الإنجاز يشمل تحليل المخطوطات الرومانية المحروقة والألواح المسمارية التالفة، مما يتيح الكشف عن معلومات جديدة حول الحضارات القديمة. الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أصبحت أداة حيوية لفهم النصوص الغامضة وإعادة الحياة إلى تراث إنساني ثمين.

اختراق في فك رموز مخطوطات هيركولانيوم

أحد أبرز الإنجازات كان فك رموز مخطوطات هيركولانيوم، وهي مخطوطات يونانية قديمة تضررت بفعل الثوران البركاني لجبل فيزوف. ساهمت تقنيات الذكاء الاصطناعي في إعادة بناء النصوص بدقة غير مسبوقة، مما مكّن الباحثين من التعرف على كتابات كانت مجهولة سابقا.

اعتمد الباحثون، بقيادة علماء من جامعة كنتاكي، على الشبكات العصبية المتقدمة، مثل نموذج TimeSformer، لاكتشاف أنماط الحبر على المخطوطات الهشة. وقد كشفت هذه التقنية عن نص ينتمي إلى عمل فلسفي يوناني قديم، وهو ما وصفته عالمة البرديات "فيديريكا نيكولاردي" بأنه "لحظة تاريخية في هذا المجال".

تطبيقات الذكاء الاصطناعي على مجموعات تاريخية متنوعة

لم يقتصر استخدام الذكاء الاصطناعي على فك رموز المخطوطات اليونانية، بل امتد ليشمل سجلات تاريخية أخرى. على سبيل المثال، في كوريا الجنوبية، تُستخدم الشبكات المعتمدة على المحولات لترجمة السجلات المكتوبة بالهانجا من سلالة جوسون، مما ساهم في تسريع عملية الترجمة وتقديم رؤى حول الاتجاهات الثقافية والسياسية لتلك الحقبة.

في جامعة لودفيج ماكسيميليان بألمانيا، يعمل مشروع Fragmentarium على تحليل النصوص المسمارية القديمة باستخدام تقنيات الشبكات العصبية. ساعد هذا المشروع في كشف أجزاء جديدة من ملحمة جلجامش ونصوص بابلية لم تكن معروفة من قبل، مما أضاف بعدا جديدا لفهم الأدب القديم.

التحديات والآفاق المستقبلية

على الرغم من الإنجازات الكبيرة، تواجه هذه التقنيات تحديات تتعلق بالدقة وإمكانية الوصول. يرى الخبراء ضرورة تعزيز التعاون بين التخصصات المختلفة وضمان استخدام البيانات مفتوحة المصدر لتحقيق الشفافية وإمكانية التكرار.

أكد العلماء أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن الخبرة البشرية، بل مكملًا لها. فهو يقدم بيانات غنية يمكن للمتخصصين تفسيرها وتحليلها بشكل دقيق. ومع تطور هذه التقنيات، يتوقع الباحثون تحقيق اختراقات مستقبلية، مثل فك رموز اللغات المفقودة واستكشاف مكتبات تاريخية دفينة، مما قد يعيد تشكيل فهمنا للحضارات القديمة.

التقدم في استخدام الذكاء الاصطناعي لفك رموز النصوص القديمة يُظهر قدرته على إعادة إحياء التاريخ، بفضل هذه الأدوات، أصبحنا أقرب لفهم الحضارات التي ساهمت في تشكيل عالمنا اليوم، مع فتح آفاق جديدة لاتكشاف ماضينا المشترك.