توصل الباحثون في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو إلى اكتشاف إنزيم يُسمى MICAL2 يلعب دورا حاسما في تقدم سرطان البنكرياس ، مما يفتح آفاقا جديدة للعلاج من خلال العلاجات المستهدفة التي قد تثبط هذا الإنزيم وتبطئ المرض.

اكتشاف دور إنزيم MICAL2 في تقدم السرطان

في دراسة حديثة، اكتشف الباحثون أن الإنزيم MICAL2 يعزز نمو الأورام في سرطان البنكرياس عن طريق التأثير على مسارات الإشارات الرئيسية، تشير هذه النتائج إلى أن MICAL2 يمكن أن يكون هدفا محتملاً لعلاجات جديدة تهدف إلى تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة للمرضى الذين يعانون من هذا النوع العدواني من السرطان.

اكتشاف العلاقة بين MICAL2 وسرطان البنكرياس

يعد سرطان البنكرياس أحد أكثر أنواع السرطانات فتكا، حيث يقتل حوالي 50,000 شخص سنويا في الولايات المتحدة، وفقا للمعهد الوطني للسرطان، ولا توجد خيارات علاج فعالة بشكل كبير حاليا، في خطوة مبتكرة، حدد الباحثون من كلية الطب في جامعة كاليفورنيا سان دييغو إنزيم MICAL2 الذي يلعب دورًا رئيسيًا في نمو وانتشار سرطان القنوات البنكرياسية (PDAC)، وهو النوع الأكثر شيوعا من سرطان البنكرياس. ومن المقرر أن تُنشر نتائج هذه الدراسة اليوم (2 يناير 2025) في مجلة "أبحاث السرطان"، التابعة للجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان.

مستويات MICAL2 في الخلايا السرطانية

عادةً ما يكون إنزيم MICAL2 مرتبطا بتنظيم هجرة الخلايا وهيكلها. ومع ذلك، كشفت الدراسة أن خلايا الأورام في سرطان البنكرياس تنتج مستويات عالية من هذا الإنزيم مقارنة بالخلايا الصحية، ما يمثل المرة الأولى التي يتم فيها ربط MICAL2 بسرطان البنكرياس. هذا الاكتشاف يفتح آفاقا جديدة لفهم دور الإنزيم في تقدم المرض.

بين المرضى الذين يخضعون للجراحة لإزالة أورام سرطان البنكرياس، تبين أن أولئك الذين أظهروا تعبيرا منخفضا عن MICAL2 في خلايا الأورام عاشوا ضعف المدة الزمنية مقارنة بأولئك الذين أنتجت خلايا أورامهم كميات أكبر من الإنزيم، مما يشير إلى أن MICAL2 قد يكون له دور في تقدم المرض إلى مراحل متقدمة.

يبدو أن MICAL2 يُعزز مسار الإشارة KRAS، المسؤول عن تنظيم نمو الخلايا وتكاثرها وموتها، وهو المسار الرئيسي الذي يقود نمو الأورام البنكرياسية وانتشار السرطان إلى أنسجة أخرى في الجسم. أدى تعطيل جين MICAL2 في خلايا PDAC إلى تباطؤ ملحوظ في نشاط مسار KRAS.

عندما تفتقر خلايا الأورام إلى MICAL2، يعجز مسار KRAS عن الحصول على المغذيات التي تسهم في نمو الأورام.

إمكانيات العلاجات المستهدفة لـ MICAL2

تشير النتائج إلى أن MICAL2 قد يكون هدفا واعدا لعلاجات الأدوية الموجهة لعلاج سرطان البنكرياس، وفقا لما ذكره المؤلف الرئيسي أندرو لوي، دكتور في الطب، أستاذ ورئيس قسم الأورام الجراحية في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا سان دييغو والمدير السريري المساعد للجراحة في مركز مورز للسرطان في نفس الجامعة.

ويقول لوي: "سرطان البنكرياس هو أكثر أنواع السرطان فتكًا، ولذلك فإن العلاجات الحالية غير كافية تماما. نعتقد أنه سيكون من الممكن استهداف MICAL2 باستخدام الأدوية، حيث إنه إنزيم ينتمي إلى فئة من البروتينات التي تم تطوير أدوية مثبطة لها لعلاج أمراض بشرية أخرى بنجاح. نحن الآن نعمل على تحديد الأدوية المرشحة لبدء رحلة استهداف وظيفة MICAL2 في علاج سرطان البنكرياس".