المبادرة الوطنية الأردنية
جورج حدادين
مخطط تصفية القضية الفلسطينية مر في مراحل ثلاث:
المرحلة الأولى: الأرض مقابل السلام، تنسحب " إسرائيل من الأراضي / أراضي احتلت عام 67 مقابل اتفاقيات سلام مع الأنظمة العربية، انتهت هذه المرحلة بتوقيع اتفاقيات:
كامب ديفد ، بين مصر والكيان، ثم اتفاقية أسلو بين منظمة التحرير والكيان، وأخيراً اتفاقية وادي عربه بين الكيان والأردن،
انتهت هذه المرحلة بعودة سناء الى مصر، بلا سيادة، ومن ثم عودة أسمية لقيادة منظمة التحرير الى أراضي فلسطينية مقسمة الى ثلاثة بلوكات أ ، ب وج، مع بقائها بالفعل وفي الواقع، تحت هيمنة الكيان، وعودة أسمية لأراضي أردنية محتلة من قبل العدو، الباقورة شمالاً والغمر جنوباً.
المرحلة الثانية: السلام مقابل السلام ، أي توقف الحروب على الكيان مقابل عدم إعتداء الكيان على الدول العربية، أختتمت هذه المرحلة بعدوان الكيان على لبنان والمقاومة عام 2006 انتهت بهزيمة الكيان.
المرحلة الثالثة : السلام الاقتصادي، رؤوس الأموال والأيدي العاملة العربية تتزاوج مع العقول والتكنولوجيا الصهيونية، بداية تطبيق هذه المرحلة تطلب إضعاف أو القضاء على المقاومات، أن أمكن، وإنهيار محور المقاومة، حيث تم ذلك بإسقاط الحلقة الأضعف في هذا المحور، سوريا، من يسيطر على سوريا يسيطر على المنطقة كاملاً.
مع زلزال إسقاط النظام السوري دخلت المنطقة المرحلة الثالثة، مرحلة السلام الاقتصادي، مرحلة تصفية القضية الفلسطينية، بدءاً باعلان حكام سوريا المؤقتين، شعار عدم العداء للكيان، لا بل عدم السماح " الاعتداء على الكيان "، تمهيداً لمرحلة هيمنة الفاشية التوراتية على المنطقة، وكيلاً حصرياً للطغمة المالية العالمية.
ترافق إسقاط النظام، فورية ازدحام توافد الوفود الغربية الى دمشق، لترتيب صفقة السلام الاقتصادي، حيث خطوط نقل الغاز عبر سوريا من قطر الى أوروبا، والذي كان أحد أسباب اسقاط النظام السوري، لرفضه مرور هذا الخط عبر سوريا، وحيث سيتم استغلال مكامن الغاز الهائلة ، في:
الساحل السوري والساحل اللبناني وساحل غزة، التي أصبحت بالفعل تحت هيمنة الشركات النفطية الغربية، بفضل دعم الغرب لهذه القوى الإسلاموية لتمكنها من حكم سوريا، ورد الجميل،
حيث سيتم دمج خطوط نقل الغاز من مكامن البحر المتوسط ( الكيان، مصر غزة، لبنان سوريا) مع خط قطر تركيا، ودمج نفط وغاز العراق المهيمن عليه من قبل الشركات الغربية، مع هذا الخط،
المستفيد تحالف الكيان الفاشي التوراتي وتركيا العثمانية.
وسيتم إنفاذ خط الهند - الكيان عبر الإمارات ، السعودية والأردن، نقيضاً للطريق والحزام الصيني الاستراتيجي، وربط الكيان مع كردستان العراق عبر طريق ما يسمى طريق داود،
أدى سقوط الاتحاد السوفيتي، الى إنتقال الرأسمالية من مرحلة الى مرحلة، من الرأسمالية المنتجة الى الرأسمالية المضاربة، ودخول العالم مرحلة ما يسمى القطب الواحد، أي مرحلة سيادة رأس المال المالي مرحلة سيادة المنظومة المضاربة، وثقافة الإستهلاك ، وتفكيك الدول وتفتيت المجتمعات.
وكذلك يؤدي سقوط سوريا، الى فتح الباب واسعاً أمام مرحلة السلام الاقتصادي، لتصفية القضية الفلسطينية.
عناصر هذه المرحلة، مرحلة السلام الاقتصادي:
• قيادة الفاشية التوراتية للنظام الرسمي العربي المستسلم، سياسيا وأقتصادياً وثقافياً،
• تحويل شعوب الأمة العربية الى عبيد للكيان الفاشي التوراتي.
• فرض دين جديد، بديلاً للديانات السائدة، الدين الإبراهمي.
• تصفية القضية الفلسطينية.
• تصفية الهوية العروبية لهذه الأمة.
• محو الذاكرة التاريخية الحضارية لهذه الأمة.
" كلكم للوطن والوطن لكم "
يتبع