مقالات
"الانقلاب السعودي بالتسمية هو لِلَجْمِ السُّنَّة، وليس ضد الشيعة!"
16 كانون الثاني 2025 , 15:38 م

كتب جهاد أيوب: 

” الانقلاب السعودي على ما اتُّفِقَ عليه مع الرئيس بري وحزب الله، في موضوع رئاسة الجمهورية، وفعل تسمية رئيس مجلس الوزراء بهذه الطريقة، "خلسة ليلية” لم يكن المقصود به التكوينَ الشيعي، أو مواجهتَه، بل حدث، لِلَجْمِ الزّعامات السُّنِّيَّةِ في لبنان، وعدم تخطيها.

وبصراحة، ذهابُ الرئيس نجيب ميقاتي إلى سوريا، وانفتاحُهُ بهذه الصورةعلى الجولاني وعلى تركيا، أحدث شرخاً وخوفموقع إضاءات الإخبارياً عند السعوديين؛ أقصد لم يتوافقوا مع هذا التصرف، وكما تقولون في لبنان: "ما بلعوها”!

وأضاف مصدر بلوماسي خليجي مطلع على الشأن اللبناني كثيراً:

”السعودية تعتبر أنَّ لبنان، في هذه المرحلة، يجب أن يدور في فلكها، وهي اليوم أنهتِ القطيعةَ السابقة، وستعمل بسياسة الانفتاح على جميع المكونات اللبنانية، وتحديداً المكون الشيعي الذي تعتبره الأساسي في حضورها ومواجهتها للمشروع التركي في المنطقة”!

وأردف المصدر الخليجي قائلاً:

” قد تكون السعودية أخطأت، بطريقة فرض نواف سلام، بهذا الأسلوب تكتيكياً، وسيتم إصلاح ذلك، لا بل بدأ توضيح وشرح الموقف من اليوم الثاني مع الرئيس بري، وربما قريباً بعد أن تنجلي أمور التعهدات سيتم اللقاء مع النائب محمد رعد، فالسعودية تعتبر انفتاحها وتثبيت حضورها اللبناني استراتيجيتها المطلوبة والمقبلة، يعني أخطأت تكتيكياً لكنها ربحت استراتيجياً، فلبنان هو مفتاحها الأهم لِلَجْمِ مشاريع أردوغان في المنطقة العربية، وتحديداً ما يحدث في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد”!

وقال:”نصيحة من خليجي يحب لبنان، لاتجلدوا زعاماتكم، خاصةً نوابَكم، فالقرارُ ليس لهم، وبغالبيتهم تابعون لنا، ونواف سلام فرضته السعودية فرضاً، ولم تسمح بالنقاش مع النواب الذين اسموه، والغاية من ذلك عدم تخطِّيها، في أي تصرف أو قرار من قِبَل الكتل النيابية والوزراء الذين يدورون في فلكها، وبعد ترميم ما حدث تعتبر أنَّ انفتاحَها على الشيعة ضرورة، وهي قطعت منذ شهور أشواطاً، وتحديداً مع الرئيس نبيه بري، وستجدون تسهيلاتٍ كثيرةً للشيعةِ مُستقبلاً، وستلمسونه في موسم الحج”!

وأشار الدبلوماسي الخليجي إلى "أن لبنان مقبلٌ على سنتي استقرار أو أكثر، والمطلوبُ الانفتاحُ والتعاونُ مع العهدِ الجديدِ ومع نواف سلام، ولا تحكموا عليه، بل جربوه وانتظروا أفعالَه، فهو شخصية عاقلة، والأهم أنّهُ لن يُكَرِّرَ تجربةَ فؤاد السنيورة بالمطلق…نعم الرئيس نواف يدور في فلك السعودية وأميركا، لكنه ليس هجومياً أو انفعالياً، ولا يُحِبُّ التّخاصُمَ والعداواتِ في السياسة"!

وأكّد المصدرُ"أن لبنانَ سيشهدُ استقراراً إعلامياً صادماً، فالفريق الهجومي ضد محور المقاومة” لا وجود للمحور حالياً، فقط المقاومة هي في لبنان”.

سيغير أُسلوبَه، وسيدعو إلى التهدئة، ولكنهم سيعملون على زرع مشروعية السلام مع إسرائيل، وهذا يتطلب مواجهة عقلانية من النمر المجروح، وما أدراك إذا ثأر وانتقم هذا المجروح، وللأسف الافرقاء في لبنان لا يعرفون شركاء وطنهم، وغالبيتهم تبعٌ للخارج…آسف أن أقول:” زعامات لبنان مشاريع شنطة فيها دولارات على حساب لبنان، والطريقة التي اتبعوها وفرضت عليهم في تسمية نواف سلام ستلاحقهم وطنياً وفي صندوق الانتخابات، والانتخابات النيابية المقبلة لن تجد من تجدهم الآن في المجلس، ومنهم بحجة التغيريين قطف وهرب “!

وختم حديثه، بالإشارة إلى أنَّ الخاسرَ الأولَ في انتخابِ عون ونواف هو سمير جعجع قبل الجميع، فهو لم يتمكن من أن يترشح للرئاسة الأولى، ولم يوصل للرئاسة الثالثة من يريد، وهنا وهناك طُلب منه أن ينفذ دون اعتراض، فقام بواجب التنفيذ رغم عدم قناعاته…

وستكشفُ الأيامُ أن قلقَ حزبِ اللهِ والرئيس بري ليس في مكانه، ولن تُشَكَّلَ

الحكومة إلا بعد موافقتهما!

ونصيحة، والكلام للمصدر الخليجي:

” العاصفة ستمر سريعة، حاولوا التمسك بوطنكم قبل فوات الأوان، وحافظوا على الشراكة وليس الذوبان ببعضكم، يكفي أن تعرفوا ماذا تريدون من وطنكم الجميل، والصيف المقبل سيشهد ازدهاراً سياحياً مدهشاً خاصة من قبل الخليجيين…والله اشتقنالكم”.

هذا الكلامُ التّطمينيُّ التّرغيبيُّ للشيعة، ينطوي على مخاطر استتباب الوضع للمشروع الأمريكي لتثبيت إسرائيل في الوطن العربي، وإذا ما صدّق النوابُ الشّيعةُ هذا الكلام وساروا به، فمن يضمنُ للشيعة عدم الانقلابِ عليهم...أمريكا أم السعودية؟

والشّيعةُ لن يثقُوا بهما، ولو كانت النتيجةُ تعرّضهم للإفناء.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري