التربة المتجمدة في خطر أزمة مناخية خفية تهدد القطب الشمالي
منوعات
التربة المتجمدة في خطر أزمة مناخية خفية تهدد القطب الشمالي
17 كانون الثاني 2025 , 14:42 م

كشف الباحثون مؤخرًا عن نمط مقلق من التغيرات المناخية السريعة والمتطرفة عبر القطب الشمالي، وخاصة في سيبيريا وألاسكا. تظهر الأبحاث الجديدة أن التربة المتجمدة، التي تعتبر جزءا أساسيا من نظام المناخ العالمي، مهددة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف المتزايد، مما يبرز الحاجة الماسة إلى استراتيجيات تكيف مناخية موجهة.

التغيرات البيئية في القطب الشمالي

تتزايد إشارات التحذير البيئية عبر القطب الشمالي في الأربعين سنة الماضية، حيث تركزت التغيرات الأكثر سرعة في سيبيريا والأقاليم الشمالية الغربية في كندا وألاسكا. تكشف الدراسة، التي نُشرت في Geophysical Research Letters، عن تفاصيل التغيرات البيئية التي تواجه بعض من أسرع وأشد التحولات المناخية على كوكب الأرض.

تأثير التربة المتجمدة

تعتبر التربة المتجمدة (التربة التي تبقى مجمدة طوال العام) سمة رئيسية في هذه المناطق المتأثرة بتغير المناخ، وقد شهدت هذه المناطق في العقود الأخيرة اتجاهات ملحوظة من الاحترار والجفاف، مما يزيد من ضعفها أمام التغيرات المناخية.

تقييم مناخي شامل

لتحديد مناطق "النقاط الساخنة" لهذه التغيرات المناخية، تعاون فريق من الباحثين من مركز وودويل لأبحاث المناخ وجامعات مختلفة لاستخدام بيانات جغرافية مكانية لأكثر من 30 عاما مع سجلات درجات الحرارة طويلة الأمد. تم تحليل مؤشرات ضعف النظام البيئي في ثلاثة مجالات رئيسية: الحرارة والرطوبة والنباتات.

أدوات جديدة للتكيف المناخي

تمكن الفريق من استخدام هذه الأدوات الإحصائية الجغرافية لاكتشاف المناطق التي شهدت أكبر قدر من التغير خلال العقد الماضي. وقد أكدت الدكتورة جينيفر واتس، مديرة برنامج القطب الشمالي في مركز وودويل، أن هذا التقييم يساعد في بناء صورة دقيقة حول كيفية تأثير الاحترار في القطب الشمالي على النظم البيئية ويحدد المناطق التي يجب أن تركز عليها جهود المراقبة المستقبلية.

استجابة متنوعة لتغير المناخ

أظهرت النتائج صورة معقدة ومقلقة، حيث أن أكثر مناطق الأرض تسخينا بين 1997-2020 كانت في التندرا السيبيرية الشرقية ووسط سيبيريا. بينما أظهرت بعض النقاط الساخنة في سيبيريا والأقاليم الشمالية الغربية الجفاف المتزايد، اكتشف الباحثون زيادة في المياه السطحية والفيضانات في أجزاء من أمريكا الشمالية، بما في ذلك دلتا يوكون-كوسكوكويم في ألاسكا ووسط كندا. هذه الزيادة في المياه على الأرض هي على الأرجح نتيجة لذوبان التربة المتجمدة.

التربة المتجمدة: التهديد المشترك

بينما تم اكتشاف العديد من المناطق المعرضة للخطر، كانت جميعها تحتوي على التربة المتجمدة. تعتبر التربة المتجمدة العنصر المشترك بين أكثر المناطق تأثرا بتغير المناخ، حيث تتعرض للذوبان مع ارتفاع درجات الحرارة، مما يعد إشارة مقلقة للغاية.

الحاجة إلى مراقبة محلية لإدارة فعالة

يمكن أن تكون الخرائط المحلية والإقليمية لمناطق النقاط الساخنة أداة أكثر فاعلية من المتوسطات الإقليمية في مراقبة التغيرات المناخية. كما هو الحال في تتبع بيانات COVID-19، حيث تكون البيانات المحلية أكثر نفعًا في اتخاذ القرارات من المتوسطات الوطنية. هذا النهج نفسه ينطبق على التغيرات المناخية، حيث يساعد الكشف عن الاتجاهات المحلية في دعم استراتيجيات التكيف التي تأخذ في الاعتبار الظروف المتغيرة على الأرض.

دعوة لحماية الغابات الشمالية

تعد الغابات في سيبيريا الشمالية التي كانت تسهم في امتصاص وتخزين ثاني أكسيد الكربون الآن عرضة لضغوط مناخية كبيرة مع تزايد خطر نشوب الحرائق. هذه التغيرات تمثل دعوة للانتباه، حيث يجب أن نعمل كمجتمع عالمي لحماية هذه النظم البيئية الهامة والضعيفة، مع الحد من انبعاثات الوقود الأحفوري.

يشير هذا البحث إلى أن القطب الشمالي يواجه تهديدا بيئيا متزايدا، مع ذوبان التربة المتجمدة في المناطق الأكثر تعرضًا. إن التغيرات المناخية السريعة تتطلب استجابة فورية، وتحليلا دقيقا للمناطق الأكثر تأثرا لضمان تطوير استراتيجيات فعالة للتكيف مع هذه التغيرات.