يُستخدم البوليسترين في العديد من المنتجات الاستهلاكية، وغالبا ما ينتهي به المطاف في مكبات النفايات، ولكن الآن طور الباحثون طريقة مبتكرة لإعادة استخدام هذا  البلاستيك لإنتاج مادة الإيثيل بنزين، وهي مكون أساسي يعزز أداء وقود الطيران المستدام، هذا الاكتشاف قد يُحدث تحولا كبيرا في صناعة الطيران، من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 60% وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري.

أهمية الإيثيل بنزين في وقود الطيران

يعد الإيثيل بنزين مركبا عطريا ضروريا لتحسين أداء وقود الطيران المستدام، فهو يساهم في تليين مكونات الوقود ومنع التسربات في أنظمة الطائرات، ورغم إمكانية استخلاصه من الوقود الأحفوري، فإن العثور على طريقة مستدامة لإنتاجه يُمثل تقدما كبيرا لصناعة الطيران.

قال هونغ لو، الباحث في مركز التكنولوجيا المستدامة بجامعة إلينوي:

"تواجه الوقود المستدامة تحديات عديدة، منها افتقارها للمركبات العطرية الكافية، لذلك فإن إنتاج الإيثيل بنزين من البوليسترين المستهلك يفتح آفاقا جديدة لتحسين هذه الوقود وجعلها أكثر فعالية.

خارطة طريق للوقود المستدام

وضعت جهات حكومية أمريكية، بما في ذلك وزارات الطاقة والنقل والزراعة، خطة طموحة لتطوير وقود الطيران المستدام، تهدف إلى إنتاج 3 مليارات غالون سنويا بحلول عام 2030، وزيادة الإنتاج إلى 35 مليار غالون سنويًا بحلول 2050.

التحدي الرئيسي؟

ضرورة احتواء أي مزيج من الوقود المستدام والوقود الأحفوري على 8.4% على الأقل من المركبات العطرية لضمان التوافق مع الطائرات الحالية والبنية التحتية.

خطوات تحويل البوليسترين إلى الإيثيل بنزين

اعتمد الفريق البحثي على عملية تُعرف بـ"التحلل الحراري" لتفكيك البوليسترين إلى سائل غني بالستايرين، ثم أُضيفت خطوة الهدرجة لتحويل هذا السائل إلى إيثيل بنزين خام، تلاها التقطير للحصول على منتج نقي بنسبة 90%.

أظهرت الاختبارات أن الإيثيل بنزين المستخلص من البوليسترين قدم أداءً يقارب نظيره المشتق من الوقود الأحفوري، كما أن التحليل المبدئي للتكلفة أثبت أن المنتج الجديد أرخص وأكثر استدامة، مع تقليل انبعاثات الكربون بنسبة تتراوح بين 50% و60%.

تأثير اقتصادي وبيئي إيجابي

قال لو:

"في الولايات المتحدة وحدها، يتم التخلص من حوالي 2.5 مليون طن متري من البوليسترين سنويا، الآن، يمكننا استغلال هذا المورد المهدر لتحويله إلى وقود مستدام، ما يوفر بدائل أرخص ويقلل من التأثير البيئي."

بفضل هذا الابتكار، يمكن لقطاع الطيران اتخاذ خطوات جادة نحو تقليل انبعاثاته الكربونية والمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة للطاقة الجوية.