اكتشاف نوعين جديدين من الكمأة في أمريكا الشمالية
منوعات
اكتشاف نوعين جديدين من الكمأة في أمريكا الشمالية
24 كانون الثاني 2025 , 13:59 م

أعلن باحثون من جامعة ولاية ميشيغان عن اكتشاف نوعين جديدين من الكمأة ، وهما Tuber canirevelatum وTuber cumberlandense، ويتميز هذان النوعان بتركيبات عطرية فريدة، مما يفتح أمامهما إمكانيات اقتصادية وطهيية كبيرة، جاء هذا الاكتشاف نتيجة تعاون بين جامعة ولاية ميشيغان، جامعة فلوريدا، وعلماء المواطنين، بالإضافة إلى استخدام كلاب مخصصة للبحث عن الكمأة.

النوع الأول: Tuber canirevelatum

تم اكتشاف النوع الأول، الذي أطلق عليه اسم Tuber canirevelatum أو "كمأة الكلاب المكتشف"، تكريماً للدور الحيوي الذي لعبته الكلاب المتخصصة في العثور عليه، حيث ساعدت الكلبة "مونزا" المدربة بإشراف المدربة لويس مارتن في اكتشاف هذا النوع.

النوع الثاني: Tuber cumberlandense

أما النوع الثاني، Tuber cumberlandense، فقد تم تسميته تيمناً بهضبة كمبرلاند التي تم العثور فيه على هذا النوع، وكان الفضل في اكتشافه يعود إلى مارغريت تاونسيند وكلبها "لوكا".

التحليل الجيني وتأكيد الاكتشاف

عندما لاحظت لويس مارتن أن T. canirevelatum لا يشبه أي نوع معروف من الكمأة في أمريكا الشمالية، قامت بإرساله إلى مختبر البروفيسور جريجوري بونيتو، حيث أجرى هو وطالب الدكتوراه علاء السون سو تحليلات الحمض النووي لتحديد النوعين ووضعهما في شجرة الحياة، وأعرب سو عن حماسه لاكتشاف النوعين قائلاً: "نأمل أن يزيد هذا الاكتشاف من الاهتمام بزراعة الكمأة في أمريكا الشمالية."

الإمكانات الطهيّة للأنواع الجديدة

تعتبر الكمأة من المكونات النادرة والمكلفة في عالم الطهي، ويملك هذان النوعان إمكانيات اقتصادية كبيرة، وفقاً لبونيتو، فإن الكمأ الطازج يتم بيعه بأسعار تتراوح من مئات إلى آلاف الدولارات للكيلوغرام في الأسواق الدولية.

على الرغم من أن T. cumberlandense قد تم جمعه في بساتين الكمأة والغابات، إلا أن التحليل أظهر أنه نوع مميز ولم يوصف من قبل، في الوقت الحالي يعمل مصنع Maker’s Mark في كنتاكي على زراعة هذا النوع المحلي من الكمأ، حيث يعتزمون استخدامه في صنع الويسكي المعبأ في براميل من خشب البلوط الأبيض.

الكلاب المتخصصة في البحث عن الكمأة

يؤكد بونيتو على أهمية الكلاب المدربة في العثور على الكمأة قائلاً: "إذا كان لديك كمأة بقيمة 20,000 دولار تحت الأرض، عليك العثور عليه قبل أن يفسد، لذا فإن الكلاب مهمة للغاية"، وقد بدأت جهود مسح الكمأة في أمريكا الشمالية منذ عام 2010، بدعم من تمويل من NSF في عام 2020 لدراسة تطور الكمأة والفطريات ذات الصلة.

الروائح الفريدة للكمأة الجديد

عمل بونيتو وسو مع البروفيسور راندي بودري من قسم البستنة في جامعة ولاية ميشيغان لتحليل المركبات الطيارة التي تعطي الكمأة رائحته الفريدة باستخدام جهاز الكروماتوغرافيا الغازية، وقد تم العثور على مركبات مثل dimethyl sulfide و methyl 1-propenyl sulfide في T. canirevelatum، والتي تساهم في رائحة الثوم اللذيذة للكمأة، بينما احتوى T. cumberlandense على مركبات مشابهة لتلك الموجودة في الكمأة الأسود بيريغورد والكمأة الأبيض بيدمونت.

تعتبر هذه الاكتشافات خطوة هامة نحو فهم أعمق للأنواع المحلية من الكمأ في أمريكا الشمالية، ويأمل العلماء أن يعزز هذا البحث من استخدام الكلاب المدربة في زراعة الكمأة، حيث يتوقع أن تظهر أنواع جديدة في المستقبل القريب.