الثوار المجهولون: حذاء يطارد القتلة في قرية تلبانة..!!
مقالات
الثوار المجهولون: حذاء يطارد القتلة في قرية تلبانة..!!
محمد سعد عبد اللطيف
19 شباط 2025 , 15:31 م

كتب: محمد سعد عبد اللطيف ،مصر،

في قلب دلتا مصر، وتحديدًا في قرية تلبانة، سقط ثوار من أبناء هذه الأرض في مواجهة دامية ضد بارود عسكر الهجانة في العهد الملكي. كانوا يقاتلون من أجل حرية لا تُشترى بالمال، من أجل حقهم في اختيار مصيرهم في الانتخابات، التي كانت بمثابة معركة حياة أو موت في زمنٍ كانت السلطة تُجسد الاستبداد والظلم. لكن، كما يحدث مع العديد من المناضلين، تم نسيان هؤلاء الثوار، ومرت أسماؤهم مرور الكرام على صفحات التاريخ.
تأخذنا هذه الذكريات إلى الحديث عن واحدة من أكثر اللحظات دلالة في تاريخ الثوار، في سياق رواية "العشق والدم" للكاتب محمد سعد، التي كتبها كجزء من يومياته ككاتب في الريف. تدور أحداث الرواية في الريف المصري وتسلط الضوء على تلك اللحظات التاريخية المنسية، وتحاول أن تستعيد ذاكرة مناضلين لم تذكرهم كتب التاريخ. في أحد مشاهد الرواية، يشير محمد سعد إلى الثوار الذين سقطوا في معركتهم ضد عسكر الهجانة، ويجعل من ذلك الحدث نقطة انطلاق لفهم علاقة الإنسان بالمجتمع وحريته في التعبير عن رأيه.
وتتوازي هذه الذكريات مع الاقتباس الشهير لأدواردو غاليانو عن روزا لوكسمبُرغ، المناضلة الشيوعية التي اغتيلت في برلين عام 1919، حيث سقط حذاؤها في الطريق بعد أن أطلق عليها قتلتها النار. هذا الحذاء الذي سقط وسط الوحل أصبح رمزًا لإرادة قوية لا تنكسر، تمامًا كما هو الحال مع أولئك الذين ناضلوا من أجل الحرية في تلبانة. الحذاء الذي فقدته روزا، وأصبح يحمل رمزًا لمقاومة الظلم، يشبه تمامًا تلك الذكريات التي لا يمكن محوها بسهولة.
الحكاية في "العشق والدم" تُذكّرنا أن التاريخ ليس فقط ما نقرأه في الكتب، بل هو أيضًا ما يعيشه الناس على الأرض، في معاركهم اليومية ضد القمع والظلم. وتبقى قصص هؤلاء الثوار الذين سقطوا في تلبانة، رغم نسيانهم في صفحات التاريخ، كالحذاء الذي تطارده الذاكرة، يتردد صداه في كل زاوية من زوايا القرية.
هكذا، يبقى حذاء روزا وحذاء الثوار في تلبانة رمزين للعزيمة والإرادة التي لا تموت، ولا يمكن للزمن أن يمحو أثرها.,,

محمد سعد عبد اللطيف ،كاتب وباحث مصري
المصدر: موقع إضاءات الإخباري