عاشقو الكراسي… ومأساة الانتخابات في قريتنا...،!!
مقالات
عاشقو الكراسي… ومأساة الانتخابات في قريتنا...،!!
محمد سعد عبد اللطیف
25 آذار 2025 , 20:37 م

بقلم :-محمد سعد عبد اللطيف /مصر،

مع كل استحقاقٍ انتخابي، تتكدس الأسماء على قوائم الترشح، وكأن قريتنا وحدها هي التي تمثل البرلمان بأكمله، وكأن مقعدًا في المجلس هو غاية المنى لكل من يسعى إلى وجاهة اجتماعية أو تحقيق مكاسب شخصية، لا وسيلة لخدمة الناس وتحقيق أحلامهم في التنمية والتغيير.
لا خلاف على حق كل مواطن في الترشح، لكن السؤال الجوهري هو: هل يملك كل مرشح مقومات النائب الحقيقي؟ هل يمتلك من الفكر والخبرة والرؤية ما يؤهله لتمثيل قرابة 60 قرية، تضم فئات عمرية واجتماعية مختلفة، لكل منها طموحاتها وتحدياتها؟ أم أننا أمام تكرار للمشهد العبثي نفسه، حيث يتحول البرلمان إلى ساحة للمصالح الضيقة والتربيطات الانتخابية، بعيدًا عن دوره الحقيقي في التشريع والرقابة؟


أين نحن من بناء دولة حديثة تقوم على أسس ديمقراطية، بعد سنوات من غياب الرؤية الفكرية؟ أين احترام عقول الناخبين، الذين لم يعودوا مجرد أرقام في صناديق الاقتراع، بل أصبح لديهم وعي سياسي يدرك حقيقة الأمور؟ لا يمكن أن نستمر في استنساخ التجارب السابقة، حيث يتدخل المال السياسي في رسم ملامح المشهد، ويفرض أشخاصًا لا هدف لهم سوى تعكير العملية الانتخابية وتفتيت الأصوات لصالح جهات بعينها.
كفانا مهرجانات، وسماسرة، وحشودًا، وهتافاتٍ جوفاء. نحن في المنعطف الأخير، حيث لم تعد الأوضاع تحتمل المزيد من العبث. إن تهديد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بشأن دخول مصر مرحلة الإفلاس لم يعد مجرد تصريحٍ عابر، بل إنذارٌ يتطلب منا التفكير العميق في مستقبلنا. نحن بحاجة إلى عقول تمتلك الوعي، وأفكارٍ قادرة على مواجهة التحديات، وليس مجرد زحام انتخابي بلا رؤية.وكما قال الله تعالى: "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون".المرحلة ليست للمتسلقين، بل لمن يمتلك الشجاعة ليقول: "نكون أو لا نكون".
إن ما يُحاك في قريتنا ليس استثناءً، بل هو انعكاسٌ لمشهد عام على مستوى الجمهورية، في الريف والحضر على حد سواء. وهنا، تأتي مسؤولية الكاتب والمثقف الاستباقي في كشف هذا الواقع، وتسليط الضوء على خطورة استمرار هذه الدوامة. إن التحدي الحقيقي لا يكمن في ملء القوائم بأسماء المرشحين، بل في طرح برامج حقيقية تُلبي احتياجات الناس، وتواجه الوضع الراهن بشجاعةٍ ومسؤولية. فإما أن نختار بعقولنا، أو نواصل دوامة العبث التي لم تفرز لنا يومًا برلمانًا يعبر عن تطلعات الشعب بحق. محمد سعد عبد اللطيف –كاتب وباحث مصرى


المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة أنشودة يا إمامَ الرسلِ يا سندي, إنشاد صباح فخري
أنشودة يا إمامَ الرسلِ يا سندي, إنشاد صباح فخري
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً