علاج ضوئي جديد لسرطان الثدي يعتمد على أملاح السيانين-كاربوران
منوعات
علاج ضوئي جديد لسرطان الثدي يعتمد على أملاح السيانين-كاربوران
22 شباط 2025 , 12:05 م

حقق العلماء إنجازا طبيا غير مسبوق في مجال علاج السرطان، حيث طوروا مركبا كيميائيا ضوئيا جديدا يُعرف باسم أملاح السيانين-كاربوران، قادرا على استهداف وتدمير الخلايا السرطانية العدوانية بدقة، دون التسبب في أضرار جانبية كبيرة، وقد أظهرت الاختبارات على الفئران نجاحا مذهلا في القضاء التام على  سرطان الثدي المنتشر، مما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج الأورام العميقة بفعالية أكبر.

كيف يعمل العلاج الجديد؟

يعتمد العلاج الجديد على العلاج الضوئي الديناميكي (PDT)، وهو تقنية مستخدمة منذ عقود في علاج سرطان الجلد والمثانة، يقوم هذا العلاج على إدخال مواد حساسة للضوء إلى الجسم، حيث تتجمع داخل الخلايا السرطانية، وعند تعريضها للضوء، تطلق هذه المواد جزيئات أكسجين نشطة تدمر الخلايا المريضة من الداخل دون الإضرار بالخلايا السليمة.

إلا أن العلاج التقليدي يعاني من بعض القيود مثل:

الحساسية الطويلة للضوء بعد العلاج.

ضعف قدرة الضوء على اختراق الأنسجة العميقة.

السمية غير المستهدفة للخلايا السليمة.

علاج أكثر أمانا وفعالية

قام فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا - ريفرسايد بالتعاون مع جامعة ولاية ميشيغان بتطوير أملاح السيانين-كاربوران لتجاوز هذه العقبات. يقول البروفيسور صوفيا لانت، الباحثة في جامعة ميشيغان وأحد القائمين على المشروع:

"هذا المركب الجديد يقلل من تحديات العلاج الضوئي التقليدي، مما يجعله أكثر أمانًا وفعالية في تدمير الأورام مع حماية الأنسجة السليمة."

استهداف دقيق للخلايا السرطانية

الميزة الأبرز في أملاح السيانين-كاربوران هي قدرتها على استهداف الخلايا السرطانية فقط، حيث يتم امتصاصها بواسطة بروتينات OATPs التي تكون مفرطة النشاط داخل الأورام، مما يسمح بتركيز العلاج داخل الخلايا المصابة فقط. على عكس العلاجات التقليدية، لا تحتاج هذه المواد إلى إضافات كيميائية مكلفة لتعزيز فعاليتها، مما يجعل العلاج أكثر اقتصادية وفعالية.

اختراق أعمق لعلاج الأورام العميقة

أحد أبرز قيود العلاج الضوئي التقليدي هو ضعف اختراق الضوء للأنسجة، حيث لا يتجاوز بضع مليمترات داخل الجسم. لكن المركب الجديد يمكن تنشيطه باستخدام ضوء الأشعة تحت الحمراء القريبة (NIR)، والذي يتمتع بقدرة أكبر على اختراق الأنسجة العميقة، مما يوسع نطاق الأورام التي يمكن علاجها.

نحو مستقبل واعد لعلاج السرطان

يطمح الباحثون إلى تطوير هذه التقنية لاستخدامها مع مصادر طاقة أخرى غير الضوء، مثل الموجات فوق الصوتية أو المجالات المغناطيسية، لتوسيع نطاق الاستخدام ليشمل الأورام العميقة جدا داخل الجسم.

يقول أمير روشن زاده، المؤلف الأول للدراسة وطالب دراسات عليا في جامعة ميشيغان:

"عملنا يوفر علاجا مستهدفا وآمنا وفعالا لسرطان الثدي العدواني، كما يمهد الطريق لابتكارات أخرى في علاجات السرطان وتقنيات توصيل الأدوية المستهدفة."

يمثل هذا الابتكار قفزة هائلة في مجال علاج السرطان، حيث يوفر حلاً آمنًا وفعالًا يمكن أن يحسن حياة الملايين من المرضى الذين يعانون من الأورام العدوانية، ومع استمرار الأبحاث، قد نشهد قريبًا تطبيقات أوسع لهذه التقنية، مما يعزز فرص العلاج والنجاة من السرطان بشكل كبير.