أظهرت دراسة حديثة أن المرضى المصابين بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر (AMD) في شكله الرطب قد يتمكنون من استعادة بصرهم من خلال نهج مبتكر يعتمد على إزالة الأوعية الدموية غير الطبيعية وزرع خلايا شبكية مشتقة من الخلايا الجذعية.
وأشارت النتائج إلى أن المرضى الذين خضعوا لإزالة كاملة للأوعية الدموية غير الطبيعية حققوا تحسنا أكبر، مما يفتح الأبواب أمام نقلة نوعية في مجال استعادة الرؤية.
ما هو التنكس البقعي الرطب؟
يُعد التنكس البقعي المرتبط بالعمر (AMD) أحد الأسباب الرئيسية لفقدان البصر والعمى بين كبار السن، في النوع الرطب من AMD، تنمو أوعية دموية غير طبيعية في البقعة الشبكية، وهي الجزء المسؤول عن الرؤية الحادة والتفصيلية، هذه الأوعية الدموية هشة، ما يجعلها عرضة للتسرب والتسبب في تلف البقعة الشبكية، مما يؤدي إلى فقدان البصر.
وعلى الرغم من أن AMD الرطب يشكل نسبة أقل من حالات التنكس البقعي عموما، إلا أنه مسؤول عن 90% من حالات العمى المرتبطة به، مما يجعله تهديدا كبيرا للصحة البصرية.
زراعة الخلايا الجذعية لعلاج AMD المتقدم
في حين يمكن السيطرة على AMD الرطب في مراحله المبكرة باستخدام أدوية تثبط نمو الأوعية الدموية غير الطبيعية، إلا أن فعالية هذه العلاجات تتضاءل مع تقدم المرض.
لكن الآن، هناك نهج جديد واعد كشفت عنه دراسة حديثة أجراها الدكتور "يونغ ليو" وزملاؤه في جامعة الجيش الطبية - مستشفى ساوث ويست في الصين، ونُشرت في (27 فبراير) في مجلة Stem Cell Reports. تعتمد هذه التقنية الجديدة على إزالة الأوعية الدموية غير الطبيعية جراحيًا وزرع خلايا شبكية مشتقة من الخلايا الجذعية لتحل محل الأنسجة التالفة، مما يوفر أملا جديدا للمرضى الذين يعانون من حالات متقدمة.
في إطار الدراسة السريرية، تم اختبار العلاج الجديد على 10 مرضى مصابين بـ AMD الرطب، حيث طور الباحثون طريقة آمنة لإزالة الأوعية الدموية المتشكلة حديثا، ثم قاموا بزراعة خلايا شبكية مشتقة من الخلايا الجذعية لتعويض الخلايا التالفة أو المفقودة.
وأظهرت النتائج أن المرضى الذين تمت إزالة الأوعية الدموية لديهم بالكامل خلال العملية، شهدوا تحسنا ملحوظا في بنية الشبكية، مما يشير إلى أن الخلايا المزروعة نجحت في البقاء على قيد الحياة وإصلاح الضرر.
كما بقيت حدة البصر مستقرة أو تحسنت لدى هؤلاء المرضى خلال فترة متابعة استمرت 12 شهرا، مع ظهور آثار جانبية محدودة.
التحديات والآفاق المستقبلية
على العكس من ذلك، فإن المرضى الذين لم تتم إزالة الأوعية الدموية غير الطبيعية بالكامل عانوا من نزيف مستمر والتهابات داخل العين، ما أدى إلى فشل عملية التجدد الشبكي وعدم تحسن الرؤية لديهم.
وقد خلص الباحثون إلى أن الإزالة الكاملة والآمنة للأوعية الدموية غير الطبيعية تعتبر عاملا حاسما في نجاح زراعة الخلايا الجذعية، لأنها تمنع الالتهاب وتوفر بيئة مناسبة لنجاح عملية الزرع واندماج الخلايا الجديدة مع الشبكية.
ورغم النتائج الإيجابية، يؤكد العلماء أن هناك حاجة إلى دراسات متابعة على نطاق أوسع للتحقق من الفعالية السريرية والسلامة طويلة الأمد لهذا النوع من العلاج.
هل يكون العلاج بالخلايا الجذعية الحل الثوري لاستعادة البصر؟
مع استمرار البحث والتطوير، قد يمثل هذا العلاج بالخلايا الجذعية بارقة أمل لملايين الأشخاص الذين يعانون من AMD الرطب، مما يفتح الطريق أمام عصر جديد في علاج فقدان البصر وإعادة الأمل للمصابين حول العالم.



