التنبؤ بانتشار السرطان عبر قياس التصاق خلايا الورم
منوعات
التنبؤ بانتشار السرطان عبر قياس التصاق خلايا الورم
6 آذار 2025 , 15:35 م

 اكتشف باحثون في جامعة كاليفورنيا - سان دييغو طريقة جديدة للتنبؤ بما إذا كان سرطان الثدي في مراحله المبكرة من المحتمل أن ينتشر, هذه الاكتشافات التي تم التوصل إليها باستخدام جهاز ميكروفلويديك مصمم خصيصا، قد تساهم في تحديد المرضى ذوي المخاطر العالية وتخصيص العلاجات بشكل أكثر دقة.

الجهاز الميكروفلويديكي واستخدامه في تصنيف خلايا الورم

يعمل الجهاز الميكروفلويديكي على تصنيف خلايا الورم بناءً على قوة التصاقها، عندما يتم دفع خلايا الورم عبر غرف مليئة بالسوائل، يتم تصنيفها وفقا لمدى التصاقها بجدران الغرف، عند اختبار الجهاز على خلايا ورم مأخوذة من مرضى بسرطان الثدي في مراحل مختلفة، وجد الباحثون نمطا مثيرا للانتباه: كانت الخلايا من المرضى الذين يعانون من السرطان العدواني أقل التصاقا (أقل "لزوجة")، في حين كانت الخلايا من المرضى الذين يعانون من أنواع أقل عدوانية أكثر التصاقا (أكثر "لزوجة").

التصاق الخلايا كمؤشر على احتمالية انتشار السرطان

قال آدم إنغلر، الباحث الرئيسي في الدراسة: "ما تمكنا من إثباته في هذه التجربة هو أن خاصية التصاق خلايا الورم قد تكون مقياسا رئيسيا لتصنيف المرضى حسب نوعية السرطان الذي يعانون منه، سواء كان عدوانيا أو أقل عدوانية" وأضاف: "إذا تمكنا من تحسين القدرات التشخيصية بهذه الطريقة، يمكننا تخصيص خطط العلاج بشكل أفضل استنادًا إلى الورم الذي يعاني منه المرضى".

دراسة جديدة حول سرطان الثدي في مراحله المبكرة (DCIS)

ركزت الدراسة الأخيرة على سرطان الثدي في مراحله المبكرة، والمعروف بسرطان القنوات اللبنية الموضعي (DCIS)، الذي يتم تصنيفه غالبا كسرطان الثدي من المرحلة صفر. يمكن أن يظل هذا النوع من السرطان غير ضار دون أن ينتقل من القنوات اللبنية، ولكن في بعض الحالات قد يتحول إلى سرطان غازي يشكل تهديدًا حقيقيًا. حاول العلماء والأطباء لسنوات تحديد الحالات التي تحتاج إلى علاج عدواني وتلك التي يمكن تركها دون تدخل، لكن الإجابات كانت غير حاسمة.

أداة جديدة للتنبؤ بتصرفات سرطان DCIS

وأوضح الباحثون أن اتخاذ القرارات السريرية في الوقت الحالي يعتمد غالبا على حجم ودرجة الآفة (DCIS)، لكن هذه العوامل لا تتنبأ دائمًا بسلوك السرطان، وأضافت آن والاس، مديرة مركز صحة الثدي الشاملة في مركز مورز للسرطان: "وجود آلية أفضل للتنبؤ بكيفية تصرف سرطان DCIS يمكن أن يكون له تأثير كبير على كيفية معالجتنا لهذا النوع من السرطان".

تجارب الجهاز الميكروفلويديكي على عينات من المرضى

تم اختبار الجهاز على عينات مأخوذة من 16 مريضا، تضمنت هذه العينات أنسجة الثدي الطبيعية وأورام DCIS وأورام سرطان الثدي العدواني، أظهرت التجارب أن عينات سرطان الثدي العدواني احتوت على خلايا ضعيفة الالتصاق، بينما احتوت عينات الأنسجة الطبيعية على خلايا قوية الالتصاق. أظهرت عينات DCIS مستويات تماسك متوسطة مع تباين كبير بين المرضى.

أهمية الجهاز في التنبؤ بمخاطر انتشار السرطان

قال ماديسون كاين، أحد مؤلفي الدراسة: "من المثير للاهتمام أن هناك الكثير من التباين بين المرضى حتى ضمن نفس النوع من السرطان"، وأضاف: "نحن نفترض أن المرضى الذين لديهم خلايا ورم ضعيفة الالتصاق هم أكثر عرضة لتطوير سرطان غازي، وهم ربما لم يتم تشخيصهم بشكل صحيح في بداية خطة رعايتهم".

 متابعة المرضى والتنبؤ بالتقدم السرطاني

يخطط الفريق لمتابعة المرضى الذين يعانون من DCIS لمدة خمس سنوات لتحديد ما إذا كان التصاق الخلايا يمكن أن يساعد في التنبؤ بتقدم السرطان وانتشاره، إذا أثبتت فرضيتهم، يمكن أن يوفر هذا الجهاز أداة قوية للأطباء في توجيه استراتيجيات العلاج، مقترحين تدخلات أكثر عدوانية للمرضى الذين تظهر خلايا الورم لديهم ضعيفة الالتصاق.

 التعاون متعدد التخصصات في البحث الطبي

تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية التعاون بين التخصصات المختلفة، حيث عمل فريق إنغلر في مجال الهندسة الحيوية بشكل وثيق مع فريق والاس في مركز مورز للسرطان، الذي قدم عينات المرضى والدعم.