اندلعت اشتباكات بين مجموعات مسلحة في الساحل السوري مع قوات الأمن التابعة للإدارة السورية الجديدة، ما تسبب بأعنف موجة تحريض طائفية عمت المدن السورية، وسط دعوات للجهاد ضد جزء من أبناء البلد الواحد قد يدفع باتجاه حرب أهلية في سوريا.فقد ذكرت وسائل إعلام تابعة للسلطة السورية الجديدة، بأن مجموعات مسلحة هاجمت أحد الحواجز قرب مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية غربي البلاد، لتقوم قوات الأمن بفرض طوق أمني في قريتي بيت عانا والدالية، لمحاصرة من أسمتهم "فلول النظام" فيهما.
فيما روى مواطنون من أهل المنطقة تفاصيل ما جرى على مواقع التواصل الاجتماعي، مبينين أن مجموعة عسكرية ملثمة تابعة للسلطات السورية الجديدة، حاولت اعتقال رجل من منزله في قرية الدالية التابعة لمدينة جبلة، الأمر الذي رفضه أهالي القرية لخشيتهم من العثور على جثة المعتقل في وقت لاحق، كما حصل مع العديد ممن تم اعتقالهم سابقا.
وأعقب ذلك تحرك أرتال عسكرية تابعة للإدارة السورية الجديدة، باتجاه المنطقة إضافة إلى استخدام المروحيات العسكرية للمرة الأولى بعمليات القصف، بالتزامن مع اندلاع مواجهات بين مسلحين مع هذه القوات.وترافقت هذه الحملة العسكرية مع إطلاق دعوات إلى الاعتصام والاحتجاج لوقف العنف، بالنظر إلى استخدام القوة المفرطة ضد المنطقة، وحجم الانتهاكات والتعديات والقتل العشوائي الذي طال المدنيين العزل، في كل الحملات الأمنية التي تعرضت لها العديد من المناطق سابقا.
وقد أعلن مصدر في وزارة الدفاع السورية، أن قوات تابعة لإدارة العمليات العسكرية انطلقت من إدلب وحماة وحمص وحلب في اتجاه مناطق الساحل السوري، مشيرا إلى حشد معظم مقاتلي العمليات الليلية، كي يبدأ العمل على الأرض.وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل 28 مسلحا زعم بأنهم من الموالين للرئيس السابق بشار الأسد، خلال اشتباكات مع قوات الأمن في مدينة جبلة ومحيطها بمحافظة اللاذقية.دعوة إلى الجهاد في الساحل السوري وبدورها أعلنت العديد من الفصائل العسكرية المتواجدة في المدن السورية توجهها إلى الساحل السوري لقمع الاحتجاجات ومواجهة المجموعة المسلحة، مع تصعيد كبير في الخطاب الطائفي الذي يستهدف أبناء الساحل السوري دون تمييز.
كما بلغ التحريض الطائفي درجة كبيرة وصلت حد الدعوة إلى الجهاد ضد أهل الساحل السوري، في مساجد الكثير من المدن والمناطق السورية، لتزيد هذه الدعوات من القلق من نشوب حرب أهلية في سوريا.ودعى الكثير من الناشطين على مواقع التواصل، إلى نبذ العنف ووقف التحريض وضبط النفس، وسط استغراب عن سبب عدم الدعوة للجهاد ضد إسرائيل التي تتقدم قواتها يوميا في الأراضي السورية وتنتهك سيادتها، فيما يخرج إعلان الجهاد فقط ضد أبناء الوطن الواحد.كما شهدت العديد من المناطق وخاصة في محافظة حمص التي تتميز بتنوعها الطائفي، توترا كبيرا على خلفية الأحداث المتسارعة، وانتشرت مشاهد تظهر تهديدات وتحريضا ضد الطائفة العلوية، وأعمال عنف وإطلاق نار على الأبنية ونشوب حرائق فيها وتدمير سيارات وسرقة محال تجارية.وفي أعقاب هذه التوترات أعلنت إدارة الأمن العام، فرض حظر تجوال عام في مدن حمص واللاذقية وطرطوس، حتى صباح غد الجمعة.



