هل وُضع نظام اردوغان على مذبح تل أبيب ..؟
مقالات
هل وُضع نظام اردوغان على مذبح تل أبيب ..؟
علي وطفي
8 آذار 2025 , 10:13 ص


في خطوة مفاجئة اولية إسرائيل تم تعيين" زعيم مافيوي" سابقاً لإدارة الحرب الاعلامية لجيشها في مواجهة المجتمع التركي ، ربما يراها البعض غير ذات معنى و لكنها من الاهمية بمكان و كل ما حصل على مساحة العالم العربي بدأ التمهيد له ب ( النووي الاعلامي) لفترة طويلة الذي بالنتيجة سيطر على عقول ادوات المشروع و الراي العام .الجيش الإسرائيلي اعلن عن فتح حساب رسمي باللغة التركية على منصة *إكس* بإدارة السكرتير الصحفي لجيش الكيان " لآري شاروز شاليكار " تم إطلاق الحساب باللغة التركية على خلفية الدور المتنامي لتركيا ، لاعب فرض نفسه في الاحداث السورية منذ عام 2011 و ساهم بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد ، واضح ان الكيان الإسرائيلي بدأ يشعر بالقلق الشديد من التغلغل التركي في كل مواقع الحكم الجديد بعد مضي اكثر من شهرين على إنقلاب جبهة تحرير الشام بدعم تركي و قوى اخرى و إن كانت حليفة له سرا او في العلن الى سدة الحكم و السلطة في دمشق ، واصفاً إياها بـحكومة " المتطرفين الإسلاميين" و لا يمكن الثقة بها خاصة تحت تاثير اجندة أنقرة و حمايتها المباشرة .لذلك من أجل تحقيق التوازن بين نفوذ تركيا المتنامي و الحد من تاثيره في المنطقة ، بدات إسرائيل بممارسة ضغوطا سياسية في كل من واشنطن و موسكو للعمل سوية لعمل ما يخرج انقرة او الله إبعاد تاثيرها الى ابعد حدود و ما يساعد على ذلك هو التوغل الجغرافي الإسرائيلي الذي وصل الى محافظة دمشق لذلك تم تكليف الجيش الإسرائيلي "شاليكار" الجبهة الإعلامية في وجه النظام و المجتمع التركيين.
من المفترض أن يتم استخدام الحساب الجديد للدعاية لجمهور واسع من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الناطقين بالتركية و مع ذلك ، فور إطلاقه , تم لفت انتباه الجمهور إلى ماضي مدير الصفحة ،"أرييه شاروز شاليكار" ، الذي يشغل منصبا رفيعا في جيش الدفاع الإسرائيلي اليوم و كان مرتبطا بالعالم الإجرامي في شبابه ، ولد " آري شاروز شاليكار" عام 1977 في ألمانيا لعائلة يهودية إيرانية في شبابه لم يكن الصراع في الشرق الأوسط يثير اهتمامه على الإطلاق كانت شوارع برلين هي الشيء الرئيسي محل اهتمام 'شاليكار" كان يعيش في منطقة /فيدنج/ بالعاصمة الالمانية ، و هو شاب كان "شاليكار" يرتدي سترة منفوخة ، و يحمل سكين مذهبة يبلغ طولها 15 سم في جيبه يحلم بأن يصبح "ملك الشوارع ، سرعان ما أصبح رئيسا لجماعة إجرامية صغيرة شاركت في الاختطاف و السرقة و تهريب المخدرات ، و في سن 20 كان يعتبر "سيد" المنطقة يكفي أن نقول إن أتباع "شاليكار" أشاروا إليه باسم "الزعيم آرو."في الوقت نفسه تقريبا جذبت شخصيته انتباه وسائل الإعلام الألمانية و كان آنذاك في عمر ال 17 يوم هاجم "شاليكار" مواطنا ألمانيا من أصل تركي بسكين ،كان عضوا في مجموعة مافيا معادية وفقا لصحيفة تاغسبيغل الألمانية ، وقع الحادث بعد أن ضربه 15 عضوا من عصابة منافسة بوحشية في وقت لاحق ، كما قال السكرتير الصحفي للجيش الإسرائيلي ، شاليكار مذكرا بهذا الحادث في مقابلة مع وسائل الإعلام الغربية:"سحبت سكينا و طعنت الضحية مرتين أو ثلاث مرات في الفخذ و الظهر." نجا الضحية ، و لسبب ما لم يتم القبض على شاليكار نفسه من قبل الشرطة الألمانية ، لكن هذه "الطعنتين أو الثلاث" عززت نفوذه بشكل كبير في عالم الإجرام المنظم .يتحدث عن شبابه يعترف " آري شاروز شاليكار" قائلاً : "لقد ارتكبت جرائم ، لقد كنت في المافيا. يتذكر كيف بكت والدته كل ليلة و طرده والده مرارا و تكرارا من المنزل بالكلمات: "أنت لست ابني بعد الآن!"
على الرغم من ماضيه الإجرامي كان لشاليكار العديد من الأصدقاء بين الأتراك و الأكراد في مدينة "فيدينغ" و وفقا له ، فإنه لا يزال يحافظ على علاقات وثيقة مع الأتراك ، و في سن ال 23 أصبح "شاليكار" يهتم و يتابع السياسة و دائماً ما كان يتحدث عن " أرض الميعاد" يفتخر و يسمي نفسه" صهيونيا بالقلب و الروح "خلال نفس الفترة ، تعلم "شاليكار" اللغتين الروسية و التركية. في عام 2001 عاد "شاليكار" إلى إسرائيل و التحق بالجامعة العبرية في القدس حيث درس العلاقات الدولية التاريخ و السياسة في الشرق الأوسط.تسبب تصريح "شاليكار" حول إطلاق رؤيا جديدة للجيش الإسرائيلي باللغة التركية في رد واسع النطاق ، بما في ذلك الانتقادات و ردود الفعل و يتساءل الخبراء لماذا اختارت إسرائيل هذه اللحظة لإطلاق الصفحة و لماذا تم تعيين رجل له مثل هذا الماضي المشكوك فيه كسكرتيرا صحفيا مديرا لهاكما أن جاذبية "شاليكار" للجمهور التركي لم تكن تجربة جديدة بالنسبة له في كانون الثاني سجل مقطع فيديو باللغة التركية حاول فيه إقناع مواطنيه السابقين بأن ضربات الجيش الإسرائيلي لم تكن موجهة ضد الفلسطينيين ، بل ضد إرهابيي حماس فقط.
تزعم وسائل الإعلام الغربية أن فتح حساب جيش الدفاع الإسرائيلي باللغة التركية ليس موجها ضد سياسة تركيا الإقليمية ، بل يرجع إلى الشعبية المتزايدة للمسلسلات التلفزيونية التركية في إسرائيل مما أدى إلى جمهور كبير من المشاهدين الذين يفهمون اللغة التركية وفقا للنسخة نفسها ، سيتم توجيه المعلومات المنشورة على الحساب في الشبكة الاجتماعية على وجه التحديد إلى الإسرائيليين و مع ذلك ، فإن أنقرة واثقة من أن حساب الجيش الإسرائيلي يستهدف تركيا و مواطنيها على وجه التحديد و هو ما يمثل أحد عناصر التغافل الاجتماعي في المجتمع التركي و حرب المعلومات الموجهة الإسرائيلية.إنها مجرد خطوة اولى في طريق اخضاع او إضعاف نظام اردوغان بشكل كامل الذي أجاد سياسة اللعب ما بين مصالح الدول الكبيرة و ربما وصولا إلى الهدف الاكبر تقسيم تركيا بعد انهاكها في سوريا اقتصاديا و عسكريا و اقتصاديا ، كنا نؤكد ان اللقمة السورية البالغة الدسامة بالنسبة للقوى العالمية استراتجيا ًمستحيل السماح ببلعها ، ثم كيف لنظام اردوغان تشكيل مظلة حماية لجماعته في دمشف و تمويل بقاءها و دعمها على كافة الاصعدة و العصب العالمي المالي البنكي بيد اللوليات الاسرائيلية حول العالم الذين باستطاعتهم افلاس الاقتصاد و ضرب قيمة العملة التركية و حدث ذلك عدة مرات كتنبيه للنظام التركي كان ذلك بعد محاولة الانقلاب عليه و إتهامه لواشنطن بذلك 2018 م و اليوم خاصة بعد ابتعاده عن طهران و الخلاف العميق الذي ظهر مؤخرا و تأثير روسيا على انقرة الإقتصادي أما الضربة القاضية فد تكون الجماعات الكردية اذا قررت تل ابيب "واشنطن و موسكو" إخراج هذه الورقة البالغة الحساسية و الاهمية بجدية .اذا ربما دخل نظام اردوغان في مغامرة لم يحسب لها حساب و جنون العظمة عند السلطان العثماني جعله لا يرى الواقع الحيوسياسبي و التحولات التي تعصف في العالم و منطقتنا تحديداً نتذكر بدا حكمه بسياسة (تصفير المشاكل) و هي خدعة او ربما اعتقد او ضمنيا تصفير مشاكله و ضمان لكنه القومي على حساب دماء و حياة و خراب جيرانه و الواقع اليوم هو ذلك منذ( تصفير) مشاكله في سورية من خلال تجنيد وتدريب عشرات الآلاف من( الجهاديين ) الى سوريا ، مصر ، ليبيا ، تونس، السودان و الصومالحت بوتين بعد دعوتين لزيارة انقرة والتي مضى على الاول حوالي السنتين و الثانية منذ حضور إردوغان الى قمة البريكس في كازان _ موسكو ذكر والح على سيد الكرملين بالزيارة و لم تتم ، و ايضا طهران خداعه لها و انتهاكه " اتفاق مناطق عدم التصعيد في سورية و دخوله حلب و انقلابه الذي اطاح بالنظام السابق.و اليوم بدأنا نشاهد التصعيد الغير مسبوق ضد سلطة الامر الواقع في دمشق في كل مناطق سورية و هي قد تكون بداية جس نبض علما هذه السلطة التي لا تتحرك إلا بعد مشاورات و أوامر عرابها المباشر في انقرة و اعتقد محاولة تفرده و القبض على الواقع السوري قد بداية نهايته و ربما تقسيم تركيا يكون الثمن.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري